جديد الموقع

8881023

السؤال: 

قال: نحن في الحرم، يأتونا بعض الآسيويين من باكستان والهند وبنجلاديش ويجدوننا نائمين وأرجلنا مقابل القبلة أو أن كتاب من الكتب التي ندرس فيها نضعه على الأرض لحاجة فيأتون وينكرون علينا؛ بماذا تنصحنا؟

الجواب: 

ا أخي إذا كنت ولابد أن تنام لا تنام وتحط رجولك على القبلة، حتى لا يأتيك العوام وينكرون عليك ويَرَوْنَ فيك أنك مخالف للأدب.

سؤال: حكم النوم باتجاه القبلة وأنت رجلك تجاه القبلة جائز؟ جائز والنوم ورجولك عكس القبلة جائز؟ جائز، إذًا ليش تدخل في خلاف مع الناس؟ وخاصةً العوام - بارك الله فيك- عندهم هذه الأمور عظيمة، صحيح؟ يستنكرونها ويستقبحونها، إما لعدم من يُعلِّمهم أو لوجود بعض الذين علموهم خطأً، بل بعض الناس - بارك الله فيكم- خاصةً - يا طلاب العلم طلاب السنة- أهل الأهواء حريصون كل الحرص على تشويه صورتكم، يقول: شوف ما عنده أدب، أمامه كذا، شوف ما عنده كذا، يفعل كذا، يجعلون من اللاشيء شيئًا، إذًا طالب العلم يجب أن يكون كاملًا أيضًا في آدابه وعدم اقترافه أمورًا هي تركها الأَوْلى من باب ترك الأَوْلى، احرص على هذا - بارك الله فيك-، يعني لازم تنام ورجلك قدام؟! نام ورجلك خليها وراء، إيش المشكلة؟ ولماذا تجعل الكتب على الأرض؟ احفظها يا أخي وارفعها، حاجتك ماسة جاءت لغرض يسير نعم، أمَّا ما هي الحاجة الكتاب يوضع في الأرض وأنت نائم؟! ما هي حاجتك إلى الكتاب وأنت نائم، تقلبه في النوم؟ ما يصلح هذا - بارك الله فيك-، لا تجعلوا للناس عليكم مدخلًا، خاصةً العوام ترفقوا بهم، حسن المعاملة معهم سبب رئيس لجلبهم إلى السُّنة وتعظيمهم لها - بارك الله فيك- لا تكن سببًا مُنَفِّرا عن السُّنة وأهل السُّنة بسوء أعمالك وسوء أفعالك، فيحق لهم أن ينكروا عليك لأنهم ما رَأَوْكَ مُؤَدَّبًا.

هم يَرَوْن هذا منافي للأدب، تقول له هات الدليل؟ يقول لك أنت غير مؤدب؛ هذا الدليل, صحيح؟ تريد أن تتناقش هو لا يفهم الدليل أصلًا، و أنتَ لو كنت تعرف معنى الدليل لراعيت مسألة ترك الأولى، وارتكاب ما هو جائزٌ أو فيه مخالفة أو فيه مصادمة لمشاعر الناس.

أحدهم لما كانوا في المسجد النبوي هنا يعني في فترةٍ مضت يدخلون الصلاة في النعال؛ شفت كيف؟ وخلاص الصلاة في النعال لازم نصلي في النعال, شرعية الصلاة في النعال، ويدخلون الحرم إلى الصف الأول بالنعال، ومشاكل العوام - اترك النعل، وجهي عند النعل، وكذا وكذا- مشاكل، شَوَّشو على الناس وعلى العوام، الحرم كل فريضة كانت فيه مشاكل - هنا في المسجد النبوي- بسبب أصحاب النعال هؤلاء، فجاء الشيخ عبيد بن صالح - رحمة الله عليه- رئيس المحاكم إمام الحرم قديمًا، فجاء ببعضهم قال له: يا ولدي ما حكم الصلاة بالنعال؟ هل صَلَّى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- بنعله؟ قال: نعم, وهل صلى النبي – عليه الصلاة والسلام- حافيا؟ قال: نعم، قال: إذًا الصلاة بالنعل سُنَة، والصلاة حافيًا سُنَة، إذًا ليش أنت لازم ترتكب ماذا؟ تِبَا تصلي بالنعل صلِّ في أيِّ مكان غير هذا المكان، تريد أن تطبق السُنة صلِّ بالنعل، أليست السُّنَة أن تُصَلَّى النوافل في البيوت؟ صلِّ في بيتك ... نعلك تفضل، لا يصح - بارك الله فيك- خاصة وأنَّ هذه فيها سُنَة ثابتة هذا أو هذا، فما بالك بارك الله فيك؟ يعني يذكر لي بعض الأخوة أنَّ الشيخ مقبل- رحمه الله- معلومٌ كان في هذا الباب موضوع الصلاة في النعال كان يُشَدِّد فيه وأَلَّف الرسالة في (شرعية الصلاة في النعال) ويقول الأخوة كان في مركزه في دمَّاج يعني كأنه ينكر على الطلاب إذا ما صَلَّوْا بالنعل كأنه يَحُثَّهم، إلَّا يوم الجمعة فإنه ينهاهم أو يعني ينبههم على أن لا يصلوا في النعل حتى لا يُنَفِّروا العوام الذين يقدمون من هنا ليحضروا الجمعة عنده.

بارك الله فيك انتبه إلى هذا، انتبهوا إلى هذا - بارك الله فيكم-، أيضًا هي مناظر مقززة جالس هكذا رجوله إلى الأمام في كُلِّ مكان، أنا أتقزز منها والله، أتقزز من هذا التصرف، ما هو صحيح, هكذا أمام الناس لمنافاته مشاعر العامة، وهم كُثُر في المسجدين مكة والمدينة صحيح؟ أقول كثير - بارك الله فيكم-.

ولا حاجة من أن تجلس وتمد رجلينك أصلًا، ما في حاجة، تستطيع أن تنقلب وتمدِّ رجلك إذا كانت متعبة، وأنت منت في حاجة إلى هذا التمدُّد.

سألني شابٌّ قبل أيام أنه قد نَزَلَ عنده رجلٌ أو ضيف، وبَقِيَ عنده أيامًا طويلة يعني تقريبًا خمسة أيام، استضافه خمسة أيام فقال له: يا أخي أنا ما استطيع فلَكَ أن تنظر إلى مكانٍ آخر، إضافتك تمَّت، فقال له: أنتم الأعاجم أشدُّ كُفْرًا ونِفَاقًا من الأعراب، خابَ وخَسِرَ صاحب هذه المقالة، أعوذ بالله، يسألني الشاب قلت: هذا من الكلام الفاسد الساقط، أنتَ قد قمت بالسُّنة وزيادة، وأضفته بما تستطيع، طَلَبُك هذا مشروعٌ جدًّا وجائزٌ، بل السُّنة دَلَّت عليه، وهو رجلٌ - نعوذ بالله- لئيم، ما حَفِظَ الوِدَّ ولا حَفِظَ الضيافة ولا حَفِظَ الإكرام فَنَطَقَ بهذه اللفظة القذرة الخسيسة - بارك الله فيك- التي هي تَعَدِّي على القرآن، الله - جلَّ وعلا- يقول:﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ﴾ ليش يقول أنتم الأعاجم أشدُّ كفرًا ونفاقًا من الأعراب؟ كيف عرفت هذا الإطلاق؟ ماذا فعل؟ هو طلب وفقًا للسُّنة ما خالف السُّنة حتى في كلامه، فأنتَ المخالفُ للقرآن ومخالفٌ السُّنة والعياذ بالله ومعاندٌ وفيك اللُّؤْم لأن الشاعر يقول: إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تَمَرَّدَ.

فاعرفوا - بارك الله فيك- الآداب التي يجب أن تكون بينكم، وصَلَّى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلَّم.

الشيخ: 
 عبد الله بن عبد الرحيم البخاري