يا شيخ ما قولُكم في مَن يقول: إنّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلم- اهتمّ بِتكتيل النّاس في فتحِ مكّة - يعني جمعِ النّاس- وما فعل شيء حتى وصل إلى الحُكم في المدينة ونشر الدعوة؟
يعني هل هذا يقولهُ رجل يعرِفُ سيرة النبيّ - عليه الصلاة والسلام-؟! وقرأه في سيرتهِ؟! هل هذا رجلٌ يعرِفُ معنى ما جاء في الأصلِ الثاني مِن ثلاثة الأصول معرفةِ النبي - عليه الصلاة والسلام-؟! هل هذا عرفهُ حقَّ المعرِفة؟! أَمَا كان يُعَذَّبُ بعضُ أصحابهِ في رمضاء مكّة، ثمّ يمرُّ عليهم- عليه الصلاة والسلام- فيطلبُ منهم كما في البخاري وغيرهِ بعضُهم: ((ادعُ الله أن يُخفِّف عنَّا يا رسول الله، فكان يغضبُ -عليه الصلاة والسلام-؛ ويقول: إنَّ مَن كان مِن قبلكم كان يؤتى بالمئشارِ أو المنشارِ؛ فيوضعُ بين مفرِقِ رأسهِ فَيُفرق فرقتين حتى يرجع عن دين الله ولا يرجع)) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام- من قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- بس يُجَمِّع يُكَتِّل، يُكَتِّل، يُكَتِّل؟ هذا كَذَّاب، مُفتات، وجاهلٌ بسُنَّة النبي - عليه الصلاة والسلام- وسيرته. ولا كل قول يا أبنائي - بارك الله فيكم- مرارًا وقلنا: ما كُل قول يقوله أي قائل يستحق الرد ولا الجواب، فلا تشغلوا أنفسكم بالتافهات، وهذه التوافه والتافهين، اشتغل بالنافع والمفيد، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- كما عند أبي شيبة في المصنف: "إن هذه القلوب أوعية، فاملئوها بالقرآن ولا تملئوها بغيره" ليش تشغل نفسك، وبالك، وقلبك، وعقلك وذهنك؟! هاه فعل لم يفعل! يا أخي ما يحتاج أني أجيب عن هذا؛ صحيح؟ لو أنك تعرف أنت هدي رسول الله -عليه الصلاة والسلام - لأجبت ولا يحتاج أن تكتب الرسالة أصلًا، ولا أن نجيب عليه، إلى متى ونحن نشتغل بالقيل والقال هذا؟! فلان يقول، ولا ما قولكم، بماذا نجيب؟! كم مرة نَبَّهنا على هذا؟! اعرفوا ما الذي يستحق الجواب، وما الذي لا يستحق الجواب - بارك الله فيك- بعض الأقوال هي خفيفة، خفيفة، خفيفة لا وزن لها، عندما تلتفت إليها تعطيها وزنًا، وبعض الأقوال ساقطة سقوطًا في الحضيض، التفاتك إليها ورفعك لها لتنظر ما فيها رفعت من شأنها؛ فَخَلَّها في الحضيض، أنت تلتفت إليها، ويلتفت غيرك إليها، وتبدأ الناس تظن فيها الظن الحسن، أو ينتشر بين الناس، تنتشر هذه المقالات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.