جديد الموقع

8881048

الجواب: 

الحمدُ للهِ رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وبارك وسَلَّم عَلَيْهِ وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين، أما بعد:

 

فَقَد أَخرَجَ أحمدُ ومُسلِم مِنْ حَديثِ عَبداللهِ بن عَمْر، عَن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وأنّ َيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ، وإن أُمتكم هذهِ جُعل عافيتُها في أولِها، وسيُصيبُ أخرها بلاءَ، وأُمورٌ تنكرون...» الحديث.

في هذا الحديث،فوائِد عظيمه،لا يستغني عنها مسلمٌ ولا مسلمه،ويتأكدُ نشرُها بين الناس على أهل العلم،والدعاةِ إلى الله على بصيرة،فإن الداعية الناصح الأمين، الكَيس الفطن الحريص، على بيان ما ينفع الأُمه من الفقهِ في الدين فلابد أن يجمع بين الأمرين:

الأمر الأول:

دِلالةُ الناس على ما هو أنفعُ لهم وأصلح،وتحذيرهم مما هو شرٌ عليهم ووبال،في العاجل والآجل، فأعظم ما دلَّ عليهِ الأنبياء والمرسلون من لَدُن نوحٍ أولهم إلى محمدٍ خاتمهم-صلى الله وسلم عليهم وسلم أجمعين- هوالتوحيد،فقد اتفقت عليهِ كلمتهم،وتتابعت عليهِ الرسالات، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء 25]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[ النحل 36].

فهذهِ الأحاديث، وما في معناها، دليلٌ صريحٌ ظاهرٌ قوي،أنَّ أصلَ دين الإسلام وقاعدتهُ أمران:

الأمر الأول: الدعوة إلى عبادة الله وحده، والتحرض على ذلك والموالةُ فيه وتكفيرُ من تركه.

والأمر الثاني: التحذير من الشرك في عبادة الله وحده، والتغليظ في ذلك والمُعاداةُ فيه، وتكفيُر من فعلهُ، فمن كان من الدعاةِ على هذا فهو داعيةٌ بصير، ودعوتهُ على بصيرة.

فمن كان من الدعاة على هذا فهو داعيةٌ بصير، ودعوته على بصيرة، ومن كان منهم على غير هذين الأمرين فهو أحد رجلين:

إما جاهل لا يفقه دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن قبله من إخوانه النبيين والمرسلين.

وإما صاحب هوى مبتدع ضال، يريد أن يحرف الناس عما خلقهم له وأمرهم به، إلى ما لا يكُن مما خلق العباد له من الشرك والبدع والمحدثات في دين الله.

وسواءً كان هذا أو ذاك فيجبُ على الأُمة أن تحذر كل الحذر مما ينحرف عن طريق النبيين والمرسلين، الذي هو الدعوة إلى التوحيد وسائر الطاعات العملية من واجبات ومُستحبات، ولم يحذرهم مما هو شرٌّ له وأعظمهم الشرك بالله، ثم من بعد المعاصي ومنها البدع في دين الله.

ألا ترونه -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ َيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ».

وكل داعية دعوته على بصيره وهدى، نهجهُ نَهجُ الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-أجمعين، وكل جاهل أو صاحب هوى فإنه لا يسير على نهج النبيين وآخرهم محمد -صلى الله وسلم عليهم أجمعين-، ومن هؤلاء الجهلة القُصّاص، الذين يَبنونَ دعوتهم على القصص والحكايات والأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولا هَمَّ لهم إلا أن يُرققوا قلوب الناس، وقلوب الناس متشوقة إلى ما يربطهم بنبيهم -صلى الله عليه وسلم-وما جاء به من عند الله أمرًا ونهيًا وخبرًا، لا بالقصص والحكايات وما لا أصل له من الأحاديث، وكان ابن عمر وغيره –رضي الله عنهم-من الصحابة والتابعين إذا سمعوا القصاص قاموا وتركوا المسجد.

دعوةُ النبيين والمرسلين –عليهم الصلاة والسلام- إخلاصُ لا إله إلا الله كما دلَّ عليهِ الكتاب والسنة، وأتباعهم كذلك ولهذا يُفسرون لا إله إلا الله -أعني دعاة الحق والبصيرة ومن نور الله بصيرته من عوام الأمة وخواصهم- يُفسرّون لا إِلهَ إِلا الله بِأَنهُ لا مَعبود بِحقّ إِلا الله، لأنهم يقتفون في هذا التفسير الكتاب والسنة فما وجد في كتاب ولا سنة معنى للا إله إلا الله غير هذا ،و بهذا تعلمون أن لا إله إلا الله في هذا العصر تفسر بتفسيرين:

أحدهما جاء من الهنود ومؤسسه محمد إلياس الكانتهلوي مؤسس جماعة التبليغ، فيفسرون لا إله إلا الله بما كان عليه أبوجهل وأضرابه من المشركة الأولى، عرفوه قبلهم ،فهذا التفسير لا إله إلا الله ,لا خالق إلا الله, ولا رازق إلا الله, ولا يدبر الأمر إلا الله, هذا هو توحيد الربوبية الذي أقرَّ بهِ المشركون، أقول هذا هُو تَوحيد الربوبية الذي أقرَّ بهِ أبو جهل وأضرابهُ من مشركة قريش المشركة الأولى في هذا الزمان، ومن دان دينها أقرّوا به ولم يدخلهم في الاسلام وهذا ما قصّه الله عنهم في آيات كثيرة مثل {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزمر 38] والآيات أكثر من أن تذكر, أكثر من أن تحصر وأشهر من تُذكر، يحفظها أبائنا وبناتنا في الصفوف الإبتدائية الأولى، وهذه الجماعة لها ذيول وأتباع في كل مكان، بل في المدينة، دار الهجرة، وناهيك عن مكة وجميع أقطار المسلمين ويتبعها الملايين وهي ضاّلة مُضّلة يجب على المسلمين عوامهم وخواصهم أن يحاربوها ويمقتوها ولا يُمكنّوها من مساجدهم وإذا وُجِد عضو مؤثر بارز يحضرله من يحضر له ونشيط في دعوته فيجب علينا أن نبلغ عنه الجهات المختصة تعاونا على البرّ والتقوى لأن جماعتنا هي جماعة التوحيد والسُنّة لا جماعة تبليغ ولا غيرها! وبهذا تعلمون أنَّ جماعة التبليغ ليسَ لديها من التوحيد إلاتوحيد أبي جهل وأضرابه وهؤلاء قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وإستّحلَّ دمائهم وأموالهم في الإسلام لماذا؟ لأنهم أنكّروا توحيد الألوهيه وتنكروّا للنبي -صل الله عليه وسلم-.

التفسير الثاني: لا حاكم إلا الله، أقول: فعلى هذا التفسير الباطل -أعني التفسير الأول- يلزم منه أنَّ أبا جهل وأضرابه مِن من ماتوا كفار، ماتوا على التوحيد -سبحانك يا ربي هذا بهتانٌ عظيم-، يا أهل التوحيد والسُنّة، يا جماعة السُنّة، ألا تغارون إنَّ يعبث بتوحيدكم! بسنتكم! فيجب أن تدينوا الله بأن هذه الجماعه -جماعة التبليغ- جماعةٌ منحرفة متنكبة عن الجادة، جماعة بدعٍ وضلال.

التفسير الثاني: وهو تفسير مبتدع لا حاكم إلا الله وهذه الجماعه أم لكل جماعه ضاله مضله تندرج تحتها، وتنضوي في عباءتها كما صرح بذالكم أمينها السِريّ علي عشماوي أمين سِرها، فقال لم تخرج جماعة إلا من تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين، لاحاكم إلا الله والحكم بالله ليس توحيدًا مستقلًا بل هو ينظوي في توحيد الألوهية لان الحاكم بالكتاب والسنة يَتَعبّد به لله، وهو ينضوي في توحيد الربوبية لأنَّ هذا من معاني ربوبية الله -عز َّوجلّ- وهذه الجماعة، جماعة الإخوان المسلمين، جماعة سياسية ،طَموح للحُكم وقيادة العالم الأسلامي، وقاعدتها التي تنطلق منها ليست شرعية! بل هي من نتاج فكر مؤسسهم وإمامهم الضال المضل المفوّض القبوري، من فكره هو، قاعدتُها، وأصل دعوتها قاعدة المعذرة والتعاون "نَتَعاون في مَا إتفقنا عَليهِ وَيعذر بعضنا بعضًا في ما إختلفنا فيه"، فيدخل في هذه القاعده، كل نحلة ضاّلة، سواًء كانت مُنتَسِبة للإِسلام كالرافضه، أو غير منتسبة للإسلام كاليهودية والنصرانيه، وقد طَبّقها هذا المؤسس في عدة نماذج إن صحت عنه ،منها أنه لما شكل مجلس الجماعة من إثني عشر عضوًا جعل فيه إثنين أو ثلاثه من النصارى، أُنظروا جماعة دعوة إسلامية! هذه إسلامية؟! لو كانت على شرع الله ومن شرع الله ماجُعل في مجلسها التأسيسي ثلاثه نصارى! والأمثلة كثيره بسطناها في غير هذا الموضع في مواطن كثيرة، ومجالس كثيرة ،ومن أكثر مجالستنا وصحبتنا يعرف ذلك عنا.

والحاصل أيها المسلمون: استعينوا بالله على السُنّة، واسألوا الله الثبات عليها، ولا تلتفتوا إلى جميع الجماعات الدعوية الحديثة، فإنها كلها ضاّلة مُضلة، وكبرى هذه الجماعات جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. جماعة الإخوان المسلمين أول ما وفدت علينا من مصر، وجماعة التبليغ أول ما وفدت علينا من الهند، وقد ثبَت أن هذه الجماعة يمحصون من دخل فيهم سنين، فإذا وثقوا منه واستقرّ لديهم أنه مخُلص للجماعة، يدعونه إلى بيعتهم على السلسلة الرباعية الصوفية، انظر صوفية رباعية الجشتية والقادرية والسهروردية والنقشبندية ،هذه كلها طرق صوفية مُشرِكة، فاحذروا بارك الله فيكم.

وجماعة الإخوان المسلمين سياسية طموحة ،لا تنطلق من كتاب ولا سُنّة، وكل جماعة حديثة كذلك لا تنطلق من كتاب ولا سنة، فكل جماعة من هذه الجماعات الدعوية الحديثة تنطلق من أفكار البشر، كل جماعة تنطلق في دعوتها كما تزعم من، كما تزعم أنها دعوة شرعية، تنطلق من أفكار مؤسسيها.

أما الجماعة السلفية فإنها لم يؤسسها أحد من البشر بل هي من عند الله، بعث بها رسله وأنزل بها كُتبه ،وجَعَل من أتباع الرسل دعاة مجددين لدعوة أنبيائهم.

 

وبهذا القدر نكتفي و-صلى الله وسلم- على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم الإسلام والمسلمين ،وأطال عمركم على عافية وطاعة.

 

السؤال الأول:

يقول: هل هناك دليل صحيح صريح يدل على أن الإمام إذا خطب يوم الجمعة وقرأ خطبة الحاجة يرفع أُصبعه إذا وصل إلى قول أشهد أن لا إله إلا الله؟

أنَّا لا أعرفُ هذا إلاَّ في الصلاة، نعم، والله أعلم.

 

السؤال الثاني:

يقول: أحسنَّ الله إليكم عند المرض ما هو الأفضل الصبر أم التَّداوي؟

لا شك أنَّ الصبر أفضل، والتَّداوي أيضاً مندُوبٌ إليه، التَّداوي الـمُباح، وهذا راجعٌ إلى عزيمة الإنسان؛ فمن النَّاس عنده من الصبر وقوة اليقين ما يُغنيه عن التَّداوي، ومنهم من ليس كذلك وعلى كُلِّ حال التَّداوي مباح بما هو مباح اتِّخاذُ الأسباب لا يُنافي التوكل.

 

السؤال الثالث:

شيخنا أحسنَّ الله إليكم، يوجدُ في صفوفنا من يطعنُ في بِطانة شيوخنا وطُلاَّبهم الخواص بدعوى أنَّهم يُلبسون عليهم ويُظهرون لهم خلاف ما يُبطنون وخصوصاً ممن بُيِّنَ سوء مسلكه وفهمه من أصحاب هذه الدَّعاوى؟

على كُلِّ حال من الأصول المُتَّبعة الصبر على الدَّعوة، والصبر على الأذى فيها ،فمكايد النَّاس ما سَلِمَ منها أحد لا نبيٌّ ولا مُرسل ومن نصب نفسه داعيةً إلى الله إلى ما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم فسيناله مما نال محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فالصبر والبيان بقوة حُجَّة وإقامة الدليل فهذا وسع العبد ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها هداية الدِّلالة والإرشاد جعلها الله للنبيين ومن بعدهم من دُعاة الحقِّ والبصيرة, أمَّا هداية التوفيق فهذه اختَّص بها الله-سبحانه وتعالى- قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢] هنا هداية الدلالة والإرشاد وقال: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[القصص: ٥٦ ]هذه هداية التوفيق والقبول من الله عزَّ وجل.

 

السؤال الرابع:

هل يجوز الإقامة في بريطانيا لأجل الدَّعوة إلى الله؟

إذا كان قادراً على ذلك نعم في بريطانيا وغيرها عنده قوة عنده صبر وجَلد على بيان الحقَّ وحكمة نعم هذا لا بأس به الصحابة –رضيَّ الله عنهم- أقاموا في البلاد المفتوحة، وفي تلك البلاد مسلمٌ وكافر المسلمون الذين فتحوها وأسلم من أسلم وبقيَّ من بقيِ.

 

السؤال الخامس:

يقول السائل: هل يمكن أنَّ الشرك في الربوبية يكون أصغر أو يكون دائماً شركاً أكبر؟ مثلاً الاستسقاء بالأنواء إذا اعتقد المسلم أنَّ هذا سببٌ في نزول المطر هل نقول هذا شركٌ أصغر في الربوبية أو نقول أنَّه شركٌ أصغر فقط؟

إذا اعتقد المرءُ أنَّ هذا هو الـمُدبر؛ اعتقد مثلاً أنَّ الأنواء فاعله مُدبره للمطر فهذا شركٌ أكبر لأنه اعتقد خالقاً مع الله –عزَّ وجل- . فهذا شركٌ أكبر لأنهُ اعتقد خالقًا مع اللهِ- عزَّ وجلّ- ثُمَّ إذا تَذللَ، تذلُل المخلوق للخَالِق يكون شرك في العبادة، فأصبحَ شركين، يعني قد يجرُّ شرك ربوبية إلى شرك عبادة، ويُمكن أن نقول إضافةُ المطر إلى الأنواء ثلاثة:

الأولى: إضافةُ خلقٍ وإيجاد، وهذا شركٌ في الربوبية من وجه وفي الألوهية من وجه.

الثاني: إضافةُ سبب يعتقدُ أنَّ النوءَ مِن الله ولكنّه يعتقد إنَّ المطر من الله، أنَّ نزول المطر من الله، ولكن النوء سببٌ لهُ فهذا مُحرّم وإثمٌ، ويجعلهُ العلماء شركًا أصغر.

الثالِث: إضافة وقت يعني أنَّ هذا المطر نزل مثلًا في نوء الثُريا، فهذا لا بأسَ بهِ، نعم، إضافة وقت.

 

السؤال السادس:

أحد الإخوة يقول أبوهُ كافِر وعندما يأخُذ- هذا الأخ – إبنهُ عند أبيهِ- يعني عندَ جد هذا الولد- يشرب الأب الخمرَ ويأكُل الخنزير بحضرة هذا الحفيد، كذلك يجعلهُ لا يُصلي إلى غيرِ ذلك، فكيف يتعامل مع أبيه يقطع العلاقة بين إبنهِ والجد.

الشيخ: كيف كيف السؤال؟

السؤال: أحد الإخوة يقول أبوهُ كافِر.

الشيخ: أبوهُ كافر؟

السؤال: نعم.

الشيخ: نعم.

السؤال: وعندما يأتي هذا الأخ إلى أبيه بإبنهِ الذي يكون الحفيد.

الشيخ: الحفيد، نعم.

السؤال: نعم، يأتي عند أبيه، لكن هذا الأب يشرب الخمرة ويأكُل الخنزير بحضرة هذا الحفيد، فهل يقول يقطع العلاقة بين الحفيد وجدهِ؟

الشيخ: نعم، في هذه الحال، لأن يُخشى على الناشىء لا يأتي بهِ إليه بهذه الحال وعليه أن يجتهد في نصح أبيه، واجتهاد، يجتهد ويجدّ لعل الله يتوفاه على الإسلام، لعل الله يهديه فيُسلِم، نعم.

السؤال: هو لأنه يقول يخاف يعني بالقطع بينهم تحصُل مفسدة كبيرة أو كذا؟

الشيخ: لا ما تحصل مفسدة كبيرة، لأنَّ هذا كافِر، نعم، وهذا الولد مُسلِم الحفيد ، فيجب أن يُبعِدهُ عنه في الحالات المشبوهة، شرب الخمر، أكل الخنزير، إذا كانت هناك طُقوس تُقام يَتَعبدونَ بها، يُبعدهُ عنها في هذه، يأتيه في أوقات ليس فيها شيء، نعم.

 

السؤال السابع:

يقول السائل: سمعنا أنكم تقولون إنَّ الإنسان لا يكفر حتى يعلم أنَّ هذا الأمر الذي وقعَ فيهِ كُفر، فهل هذا صحيحٌ على إطلاقهِ؟

هذا يُحتمَل، يعني الظاهِر أنَّ هذا موجه إلى من كان مُسلِمًا فوقعَ في مُكفِر، يمكن! أما من كانَ كافرًا فلا يُقالُ فيهِ هذا، الكافر كافر، نعم، لكن بعضهم جَهَلَة وهو سهل الإنقياد بمن سبقَ إليه، إن سَبَقَ إليه صاحب سُنة، هداهُ اللهُ إلى السُنة على يديه، وإن سَبق إليهِ صاحِب بدعة أو شركيات فهو معه، أما المُسلِم إذا وقعَ في مخالفة، هذا الأصل الذي نحنُ عليه، مُسلِمٌ وقعَ في مُخالفة، سواءًا كانت فسقيّة أو بدعيّة أو كُفرية فإنهُ يُحكَمُ على المُخالفَة ، يُحكمُ عليها بدلالة الشرع، كُفرية أو فسقيّة أو بدعيّة دِلالة الشرع، لا يخرُجُ أهلُ العلمِ والبصيرة عن هذا، يحكمون على هذه المُخالفة، كذلكَ يحكمونَ على سبيل العموم، فيقولون من سَجَدَ للصَنَمِ كَفَر، من جَحَدَ فريضة من الفَرائض كَفَر، شَارِبُ المُسكِرِ فاسِق، القاذِفُ فاسِق،وهكذا.

أما من حيث التعيين يعني فُلان كافِر، فُلان فاسِق، فُلان مُبتَدِع، فهذا لا يُحكمُ عليهِ إلا بأمرين:

الأول: دِلالة الشرع على مُخالفتهِ أنها كُفر أوفسق أو بدعة.

الثاني: إنطباق الوصف عليه، وكيف ينطبق الوصف عليه؟

بإجتماع الشروط، وإنتفاء الموانِع،وقد بسطتُ هذا -ولله الحمد- في شرحي للقواعد المُثلى ، وأفدتُ ذلك من مؤلفها الشيخ محمد بن عثيمين- رحمه الله- ومن أقوالِ أهل العلِم، هذا الذي نُقررهُ دائمًا، نعم.

وألقيتُ مُحاضرة في عدة مواطن بعنوان "تحذير البصير من خطرِ التسرعِ في التفسيق والتبديع والتكفير"، ألقيتها في الكويت وفي غيره، نعم، ولعلي ألقيتها في بعضِ مساجِد المدينة.

 

وبهذا -بارك اللهُ فيكم- نكتفي، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري