أحسن الله إليكم، نختم بهذا السؤال؛ هل يعتبر الجرح والتعديل من أسباب تفريق الأمة؟
أولًا: تفريق الناس هذا مِمَّا جاء في شرع الله، جاء في كتابهِ وفي سُنَّةِ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم- فالقران فرقان؛ لأنه فرقٌ بين الحقِّ والباطل، بين الهدى والضلال، بين الكُفر والإيمان، والسُّنةُ كذلك فرقٌ بين المتضادات؛ بين سُنَّةٍ والبدعة، وهدى وضلال، وكفر وإيمان، وحق وباطل، وفي الحديث الصحيح حديث جابر الذي أخرجه البخاري -رحمه الله- في كتاب الاعتصام، والحديث طويل؛ قالت الملائكة: ((محمدٌ فرقٌ بين الناس))، وفي رواية ((فَرَّقَ بَيْنَ النَّاس))، قال الحافظ -رحمه الله-:"وكلاهما مُتَّجه" كلاهما حق، فما بَعَثَ الله الرسل وما أنزل عليهم ما أنزل من وحيه إلَّا للتفريق بين الناس، حتى يتميز ويَتَبَيَّن من هو على ما أراد الله من شرعه، ومن هو ضالٌّ مُضِل، فهذه من المقولات المبتدعة، فالجرح والتعديل من أصول أهل السنة، يُجرح من يستحق الجرح بجارح، ويُعَدَّل من يستحق العدالة، ومن أراد التزود في هذا الباب فلينظر كُتب التراجم؛ فإن الأئمة يُعَدِّلون ويُجَرِّحون، وهاهنا مقولة سمعناها قبل سنة على ما أظن، أو قبل سنتين، يعني قبل زمن يسير؛ وهي أنَّ الجرح والتعديل خاصٌ برواة الحديث؛ وهذا خطأ، هذا خطأٌ فاحش، ممن هو على سنة وينتسب إلى العلم، وهو بدعة من المخالفين لأهل السنة، فإن العلماء جرحوا رجالًا بما يستحقونه من جرح وهم ليسوا برواة، من ذلكم الجهم بن صفوان، وعمرو الجاحظ وغيرهما كثير، راجعوا سير أعلام النبلاء وغيرها من كتب الجرح والتعديل، تعرفون أن هذا تلبيس من تلبيسات إبليس، من تلبيسات الشياطين.