قال السائل: أختي مصابةٌ بالمَسِّ، ونحن نُعالج بها بالقرآن والرقية الشرعية، والآن الجن يتكلم بلغةٍ لا نفهمها، وما زِلْنا نقرأ عليها من القرآن فقط والمريضة مُتَمَسِّكة بجميع الأذكار وهو لم يخرج منها؛ أرشدونا - حفظكم الله- ماذا نعمل؟
لا يوجد مزيد على ما أنتم عليه، ولكن هذا من البلاء الذي ابْتُلِيَت به أختكم، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرفع ما نَزَلَ بها وبالمسلمين عامَّة، وأن يشفيها ويشفي مرضى المسلمين، فهذه الطريقة التي تسلكونها – وهي قراءة القرآن رقيتها الرقية الشرعية من محرمها أو محارمها- لا يوجد طريقة غير هذا، وهو التقيد بما ورد في الكتاب وصحيح السُّنة،كونها تحافظ أيضًا على أذكارها وأذكار الصباح والمساء هذا خير، أقول هذا خير وتلتزمه لكن يحتاج الأمر إلى مزيد صبر؛ استعانة بالله - جلَّ وعلا -، والدعاء أقول: الدعاء الدعاء الدعاء بأن يرفع الله ما نزل بها من بلاء وضر فالدعاء سلاحٌ يغفل عنه كثيرون، أقول الدعاء سلاح عظيم يغفل عنه كثيرون ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالتزموا هذه الرقية الشرعية وإياكم أن يأتيكم زيد وعمر وفلان وعلان اذهبوا إلى فلان وفلان كذا؛ لا، بما أنكم تستطيعون القراءة عليها، وهي إذا كانت تستطيع أن تقرأ على نفسها فالحمد لله، إياكم نذهب بها إلى فلان ونأتي بعلان، لا تفعلوا هذا، لا تفعلوا لا أنتم ولا غيركم، وإنَّما السنة أن يرقي الإنسان نفسه، هذه السنة، ما استطاع الإنسان أن يرقي نفسه رقاه من هو قريب منه إن كان أهلا لذلك، أمَّا أن يُستعان بآخرين فيخشى، أنا لا أحرم، لكن المفاسد التي تولدت من هؤلاء المتصدرين للرقية وفتح العيادات، حتى خرجوا إلى البدع وإلى المحدثات ومخالفة السنة في أوجه ٍكثيرة، بل انصرفوا وانجرفوا إلى باب الشهوات والعياذ بالله، خرجوا عن السنة والسبيل، كثيرٌ منهم خرجوا عن السنة والسبيل، فلا تفتحوا على أنفسكم بابًا، وليس ثَمَّة شيء زائد هي آيات تتلى ورقية ترقى صحيحة عن رسول الله وانتهينا، جاءك بالبخور وإلا جاءك بكذا، وإلا جاءك بالحبة السوداء، تبدأ الاجتهادات ثم تكثر والعياذ بالله، فيَزِلَّ الإنسان وهو في غِنَى عن هذا كله، والعصبة في إتباع السُّنة.