جديد الموقع

8881107

السؤال: 

جزاكم الله خيرًا شيخنا ونفع بكم الإسلام والمسلمين، هذا السؤال الرابع والعشرون: يقول: هل يصح الاستدلال بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِر)) على المشاركة مع الحزبيين في دوراتهم وندواتهم وما شابه ذلك؟

الجواب: 

أقول: هُناكَ أمر تَرَكَهُ هؤلاء الذينَ يَلِجُونَ كُلَّ باب مُعوِّلينَ على الاستقلالية عن فهمِ السَّلف الصالِح فبُلُوا بالتخذيل والتَّمييع والمزج والخلط، فنسأل الله العافية، فالحديث صحيح في الصَّحيحين: ((وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِر)) لكن ماذا فَهِم السَّلف الصَّالح؟ ويجب على كل من ينَصِبُ نفسه داعيةً إلى السُّنة وتربية المُسلمين عوامهم وخواصِّهم عليها وعلى الأقل أهل بيته أن يعوِّل على فهم السَّلف وجوبًا حتمًا لازمًا وإلا ضاع وأضاع، فما الذي يجلِّي فهم السلف لهذا الحديث؟ قال مصعب بن سعد الزُّهري -رحمه الله- وهو إبن سعد بن وقاص الصحابي رضي الله عنه-: "لا تجالس مفتونًا، فإنه لن يُخطِئك منه إحدى اثنتين، إما أن يفتنك فتتابعه، وإمَّا أن يؤذيك قبل أن تفارقه"، وقال المفضَّل بن مهلهل – رحمه الله-: "لو كان صاحب البدعة يحدِّثك في أول أمرهِ ببدعته لحذرته ونفرت منه، ولكنه يحدثك في بُدو مجلسه بالسُّنة ثم يُدخل عليك من بدعته، فلعلها تلزم قلبك، فمتى تفارق قلبك؟!"

وراجعوا - بارك الله فيكم- الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري، وشرح أصول اعتقاد أهل السُّنة للالكائي وغيرهما من دواوين أهل السُّنة يظهر لكم الكثير، والخُلاصة أنَّ هؤلاء ما بُلوا بالاستدلال بالحديث على غير وجهه، وخالطوا المبتدعة وركنوا إليهم، ومالوا إليهم حتى كثَّروا سوادهم وشدَّوا أزرهم، وقوي بهم جانبهم، إلَّا لأنهم استقلوا بفهمهم للنُّصوص عن فهم السلف الصالح، فبُلُوا بالعجائب الغرائب، فانفتح عليهم باب الشَّواذ والغرائب والمفاريد، وانفتح عليهم أنَّهم انفصلوا عن إخوانهم أشياخ أهل السُّنة، فصاروا وجوه هؤلاء القَوم ونصيحتهم إلى المبتدعة من إخوانية وتبليغية، وغيرها من الجماعات الضالَّة المضلة، أمَّا السَّلفيون فهم في معزِلٍ عنهم، بل وانعكس هذا على طُلَّابِهم، فطلَّابُهم إذا قابلوا صاحب سُنَّة هشَّوا وبشَّوا وشيخنا، ما شاء الله قلت هذا يأكل الشيخ ذا، هذا أظن يأكله كله ما يبقى منه شيء، لكن إذا ذهب عنه لا يدري مع ذلك البارد الميِّت ضائع المنهج، فنسأل الله لنا ولكم العافية في الدِّين والدُّنيا والآخرة وأن يثبتنا وإيَّاكم بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة على الإسلام والسنة حتى نلقاه.

 

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري