بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السُّؤال الثاني يقول السَّائل: إنِّي أُحبُّكم في الله، ثُمَّ قال إذا كان طعامُ السُّحور بين يديَّ وأذَّن مُؤذن الفَجر الثَّاني، فماذا عليَّ أن أفعل؟
أحبَّك الذي أحببتنا من أجلهِ، أقولُ أولًا: نصيحتي لكل مسلمٍ ومُسلمة، أنْ يُنهي طعامهُ وشرابهُ قبل الفَجر بدقائق، ولو بدقيقتين ثَلاث، والأذان الآن أذانُ المسجد النبوي بالنِّسبةِ لمحيط المدينة يُنقل في قناة السنة التلفازية، وينقل في إذاعة جدة، التي كانت تسمى البرنامج الثاني، ولا أدري إذا كانت تسمى البرنامج الثاني إلى الآن لا أدري ، فالأمر واضح.
وأقول ثانيًا: الإمساك الشَّرعي هو من طُلوع الفجر الثَّاني، فمن كان في المُدن فكما قدمنا من نصيحة، ونحن نتبع مؤذن مسجد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ومن عرفنا من مؤذنين أنَّهُ يتابعه،لأنَّ كثيرًا من المؤذنين عنده راديو صغير يتابعون فيه أذان المسجد النَّبوي، ومن كان خارج المدينة ويرى الفجر تمامًا، لم يحل بينه وبين الفجر الثَّاني، وهو الفجر الصَّادق شيء لا غيم لا قتِر فهذا لهُ رؤيته، إذا أقبل الفجر أمسك.
الأمر الثالث: وهو محل السؤال هذا، نقول أنت يا هذا لا تخلو من حالين وأقول أولًا بالنِّسبة للطعام ما أظن أن هناك جوعًا يحمل الإنسان على أن يأكل، لأنَّ النَّاس يأكلون مع الإفطار وبعد العشاء وبعد التراويح، كثير من الناس يتعشون، وإنَّما الذي يمكن أن يرهق ويخشى منه العطش، فكثير من النَّاس حتى لو تسحَّر يُسوِّف يُسوِّف وما يفجأهُ إلا الأذان، فهذا لهو حالتان:
- الحالة الأولى: أن تكون به شهوة للماء،مجرد شهوة ولكن لم تصل إلى العطش الشَّديد، فهذا ندعوه الى أن يمسك ولا يشرب.
-الحالة الثانية: أن يكون به عطش يخشى به على نفسهِ، ألَّا يتحمله وأنَّه سيفطر، فهذا كما في الحديث الذي حسَّنه الألباني - رحمهُ الله- بشواهده ((من سَمِعَ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ نهمتهُ)) واللهُ أعلم.