يقول السَّائل: أخ أسلم منذ سنتين وقبل شهر رمضان في نفس السنة مرض في أول رمضان، ثم بعد أسبوعين من رمضان كان في غيبوبة إلى آخر رمضان، فماذا عليه؟ أيقضي الشَّهر كاملًا أم نصفه؟ وجزاكم الله خيرًا.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يُثبِّته بما مَنَّ عليه من الإسلام ويُمَسِّكَهُ بالسُّنة كما نسأله -جل وعلا- أن يَمُنَّ عليه بالشفاء.
أولًا: عَرض لي أن هذا السؤال يتضمن حالين:
إحداهما: حال الوعي، وأنَّه واعيًا لكنْ أفطر للمرض.
والثَّانية: أنَّه في غيبوبة لا يعلم. بقي أمر، هل شُفِي هذا الرجل أو لا؟ السَّائل لم يُبيِّن هل شُفي أو لا؟ لكن أقول إن شفي وتمكَّن قدِر يقضي ما أفطره عن وعي؛ لأنَّ ما أفطره عن غيبوبة لم يكن عليه في ذلك تكليف.
وإن شفي ثُمَّ مات قبل أن يتمكن من القَضاء ويقدر عليه، أو مات وهو في حال غيبوبة فلا شيء عليه، لأنَّ الشَّرط أن يتمكن من القَضاء.
هناك أمر؛ لو شُفي من مرضه وتمكن لكنه سَوَّف، ثم مات بعد ذلك وجب الصَّوم على وليِّه المُسلم لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ))، أمَّا إن كان أولياؤه كُفَّار فيُترك، لكن من أراد أن يتصدق عنه بأن يُطعِمَ عنه لكل يومٍ مسكينًا، فأرجو أنَّه يؤجر على هذا العمل وهذه النِّية، نية الصَّدقة عن المسلم الذي وجب عليه صيام، والله أعلم.