السؤال الثالث يقول فيه السائل: رجل كبير في السِّن صار عنده نقص في عقله، ويهذي أحيانًا ولكنَّه يستطيع الصَّوم إن أمسكنا عنه الطَّعام، فهل يصوم أم يفطر؟
يظهر أن صاحبكم هذا بين حالتين:
إحداهما: أن يغلب عليه الخَلل من ذلك أن يتكلم بما لا يدري وقد يطلب الطَّعام والماء فهذا سقط عنه التَّكليف.
الحال الثاني: أن يكون عقله أقرب إلى الصِّحة وإنَّما تنْفلت منه كلمات وفي هذه الحالة لابد من أمرين:
إحداهما: أن يستطيع الصَّوم بلا مَشقة ولا يطْلب الطَّعام فهذا يصوم، وإنْ طلب الطَّعام فأعطوه معناه أن هذا سقط عنه التَّكليف، وإن سكت وعرف أنَّه صائم واحتسب وقوي على ذلك فلا بأس، وإنْ شقَّ عليه فأطعموا عنه لكل يوم مسكينًا، سواءً كانت متفرقة كل يوم بيومه أو بعد العيد حينما يُفطر النَّاس فإن صام النَّاس ثلاثين فأطعموا ثلاثين مسكينًا وإنْ صاموا تسعةً وعشرين فأطعموا تسعةً وعشرين مسكينًا. نعم.