جديد الموقع

8881163

الجواب: 

إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمد عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[ آل عمران: 102]

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[الأحزاب:70، 71]

أمَّا بعد، فإنَّ خير الكَلام كلامُ الله، وخير الهُدى هُدى محمد- صلى الله عليه وسلم- وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

معاشِرَ المُسلمين من الرِّجال والنِّساء، بلَّغنا اللهُ -سُبحانه وتعالى- بفضلهِ وإحسانهِ هذا الشهر وأسألهُ -سبحانه وتعالى- كما بلَّغنا وإياكُم أن يُعيننا ويُتِم لنا ويتقبَّلَ منا الصِّيام والقِيام ويرزقنا فيه الاستقامة على محابَّه ومراضيه، وقبل أن أبدأَ الحديث معكم هذه اللَّيلة، أُنبّه الحضور معنا في المسجد مِن أبناءِنا وبناتِنا أن يبدأوا أولًا بِصلاةِ الرَّكعتين، تحية المسجد، ثُمَّ بعد ذلك ينشَغِلوا بما أَقدرهم الله عليه من تسبيح أو تهليل وتحميد وتكبير، وقراءة قرآن، ولا يُشغلوا المُصلين أَعني الذين فرغوا من الصَّلاة أطلُب منهم أن لا يُشغِلوا المُصَّلين بكثرة الكلام من الهَمسِ ورفعِ الصَّوتِ قليلًا فإنَّهُ يُشوِشُ على المُصلين، فيجبُ علينا جميعًا أن نلزَم السكينةَ والوقار، نعم من أرادَ من الرِّجال وكذلك من أن يُسلِّم على من بجانبهِ بهمسٍ دون رفع صوت، أو أرادت إحدى الأخوات أن تُسلِم على من بجوارِها عن اليمين وعن الشمال بدون رفع صوت حتى لا تُشغِلَ أخواتها.

أقولُ وبالله التوفيق وقفَ بنا الحديث على قولهِ تعالى: ﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة :من الآية 185 ] هذا إشارة منهُ- سُبحانهُ وتعالى- على أعظمِ حكمة أَنزلَ الله كتابهُ القُرآن على مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم- وهي أولًا ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾وثانيًا ﴿بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى﴾ وثالثًا ﴿الْفُرْقَانِ﴾ وسنتكلمُ على هذه الجُمَل تفصيلًا بعدَ أن عرضناها عليكم مُجملة، فعلى الله التُّكلان وبه المُستعان.

قال ههنا -جلَّ وَعَلا-﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ وقالَ في أول هذه السُّورة، سورةِ البقرة ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ فهل بين الموضعينِ فرق؟ أو كلاهما بمعنىً واحِد؟

والجواب: بينهما فرق، فقولهُ ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ هذا الخطابُ عام والمعنى أنَّه دلالة وإرشاد لمن بَلَغَهُ القُرآن وسمعه وفهمه، وهو هدايةُ، دلالة، وإرشاد وتوفيق، قبول، لمن انقادَ للهِ ورسولهِ - صلى الله عليهِ وسلم- فعلًا للأوامِر واجتنابًا للنَّواهي، وتصديقًا للأخبار، وهذه أصولٌ لا يتحقق الإسلام إلا باجتماعها.

فهداية الدِّلالة يستوي فيها المستجيب للقرآن والمُستنكِفُ عنه المُسلِم والكافِر، لكن المُسلِم يزيدُ على ذلك بهداية التَّوفيقِ والقبول، وهذا هو ما تُفيدهُ الجملةُ أولُ السُّورة ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾وهذا تخصيصُ بعدَ عموم، وخُصَّ المُتَقونَ هنا لأنَّ المُتقين هم أهل الانتفاع بهِ والانقيادُ له والاعتبارِ بما فيه، استجابة على ما يُرضي الله- سبحانهُ وتعالى، والمُتقونَّ هم خاصةُ أهل الإسلام والإيمان التَّام، فالمُستجيبونَ للقُرآن المؤمنون به قسمان: قسمٌ استجابَ له ظاهِرًا وباطِنًا، حقَّق التَّوحيد وجانَبَ الشِّرك، وانزَجَرَ بانزجارِ القُرآن فانتهى عمَّا نُهيَّ عنهُ من المُحرَّمات وأَبغَضها كما أَشارَ الله عزَّ وجل- إليهِم بقولهِ في سورة الحُجرات ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [ الحجرات 7]، أسألُ الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن يجعلني وإيَّاكُم في هؤلاء ومنهم، فنالوا من الله أولًا الاستجابة لما دُعوا إليهِ من الإيمان بالله وبكتابه وبرسوله، وثانيًا مَنَّ الله عليهم فضلًا منهُ وإحسان، ومُجازاة عاجلة وعاقبة حميدة في الدُّنيا أنَّ الله زيَّن الإيمانَ في قلوبِهِم، حلَّى بهِ قلوبهم كما يتحلَّى المرءُ بالزينة، وثالثًا أنَّهُ كَرَّهَ إليهم الكُفرَ والفُسوق والعِصيان، فالظَّاهِر أنَّ الفُسوق عام يشمل الشِّرك وما دونه من كبار الذُّنوب، والعِصيان صغائِرها والله أعلم، فهؤلاءِ هُم كُمَّل الإيمان، أعلى الدَّرجات في الذين جمعَ اللهُ لهم التَّدين الصَّافي إخلاصًا لهُ -جلَّ وعلا- وإتباعًا لرسولهِ- صلى الله عليه وسلم- وهؤلاءِ هم الذينَ أثنى اللهُ عليِهم في أولِ سورةِ الأنفال حينما قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [ الأنفال 2]، خمسُ صفات حازها هؤلاء توفيقًا من الله- سبحانه وتعالى- فجمعَ اللهُ لهم، بين الهِدايتين، هداية الدِّلالة بَصَّرَهُم بها بعد العَمى، وهدَاهم بعدَ الضلالة واتْبَع لهم بعد ذلك بِهداية القَبول التي حَرمها الكُفار والمشركون من جميع النَّاس، ثم اعلموا أنَّ هؤلاء كما قدَّمنا المُستجيبين لله ولرسولهِ ولكتابه قسمان: القسم الأول عرفتموهم، والثَّاني هُم من ابْتُلوا بِمُفسِّقات أَنَّ هؤلاء كما قدَّمنا كالزِّنا وشُرب الخمر والسَرِقة وقطيعة الرَّحم وعقوق الوالدين، فهؤلاء مُتوَعَّدون وهم مَدعوُّون إلى التَّوبة، فمن تابَ من هذه المُفسِّقات توبة نصوحة قَبِلَ اللهُ منهُ توبته ومحا عنه سيِّئاته وجعلها لهُ حسنات، وسيأتي - إن شاء الله- لقاءٌ آخر إنْ طالَ بي وبكم العُمُر في التوبة النَّصوح، ماهي؟ وما ثمراتها وما شروطها؟

ومن لم يتُب منها أو تابَ من بعضها قُبِلت توبته فيما تابَ منه وبقيَّ ما لم يَتُب منه، فمن لقي اللهُ من هؤلاء دون توبة مُصرًّا على ما قارفهُ من كبائر الذُّنوب التي ذكرنا ما ذكرنا منها على سبيل التَّمثيل فهو تحتَ مشيئة الله إن شاء الله عذَّبه وطهَّرهُ لِقاءَ ما أجرمَ في الدُّنيا وإن شاء غفرَ له، ثُمَّ إن عذبهُ جرَّاءَ جُرمهِ الذي لم يَتُب منه فهو تحت مشيئة الله، كله تحت مشيئة الله، إنْ عذَّبهُ لم يُخلدهُ في النَّار هذا معنى تحتَ المشيئة، فهم قسمان قسمٌ يغفر اللهُ له ويُدخلهُ اللهُ الجنة بفضلهِ ورحمته، وقسم يعذِّبه ثم يخرجه من النَّار، قال تعالى﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48] الآية، هذا هو مُعتقد أهل السُّنة والجماعة فيمن لقي الله غير تائبٍ من كبيرة، وخالف في هذا المنهج الحق الوعيدية من خوارج ومعتزلة وقد بُسط الكلام في هاتين الطائفتين الزائغتين الضَّالتين المُضلتين في غير هذا الموضع، وأظنُّ أن بعضها قريب، أظنُّ أن بعضها قريب فليراجعه من شاء، نختصره هنا خشية الإطالة.

﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى ﴾ حُججٌ واضحة بيِّنة لا خفاء فيها، فهمها من فهمها من قريش ومن دان دينها منْ أهل الجزيرة، وكذلك من جاورهم من أهل الكِتاب، فهموها ثُمَّ منهم من هدى الله وانقاد كما انقاد من سبقه من أهل الإيمان، فرضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا ومحمد- صلى الله عليه وسلم-، ومنهم من استنكف عن ذلك وأبى واستكبر بعد بلوغه الحُجَّة فغلبت عليهم الشِّقوة، وقامت عليهم الحجة فقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون تفريق بين دياناتهم، فمنهم من يعبد الشمس، ومنهم من يعبد القمر، ومنهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الصالحين من عباد الله، ومع ذلك كلِّه قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ منهم بعد ذلك من أسلم وحسن إسلامه إمَّا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنال شرف الصُّحبة، ومنهم من أسلم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن هؤلاء المتأخرين إسلامًا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هم علماء وأئمة في التَّابعين مثل أبي عُثمان النَّهدي وأبي العالية الرَّياحي وغيرهما.

﴿وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى ﴾ يعرف من قرأ القرآن تدبُّرًا وقصدًا للحق الحلال فيُحلَّه والحرام فيحرمه، وما أُجمِل في موضع من القرآن وجدَ بيانه في القُرآن نفسه، فإنْ لم يجد بيانه في القُرآن نفسه وجد بيانه في السُّنة الصَّحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهاكم مثالين:

المثال الأول: في الصَّلاة، قُرِنت الصَّلاة بالزَّكاة في أكثر من ثمانين موضعًا ولكنها مُجملة أَعني الفريضتين، كِلتاهما مُجلمة، وجاء بيانها في سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي الصَّلاة صلَّى بالناس، بيَّنها بقوله وفعله، فقال:))صلوا كما رأيتموني أصلي(( ،والزَّكاة بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نصاب كل مال زكوي، ومتى تجب فيهِ الزَّكاة، وبيَّن مقدار النِّصاب، وذكر أهل العلم استنادًا إلي الكتاب والسُّنة شروط وجوب الزَّكاة في المال، حتى يكون المال زكويًا، وبيَّنوا -رحمهم الله- ما الأموال الزَّكوية التي تجب فيها الزَّكاة، والأموال غيرُ الزَّكوية التي لا تجب فيها الزَّكاة، وبيَّنوا كذلك استناداً على الكتاب والسُّنة أنَّ الأموال الزَّكويةِ قسمان:

-                قسمٌ زكاتهُ إلى ولي الأمر المسلم هو الذي يجبيها

-                وقسمٌ تركت زكاتهُ لربه

وهذهِ مرَّت في دروسنا لكتاب عمدة الفقه، فليراجعها من شاء.

المثال الثاني: الحجُّ، ذُكِر الحج مراتٍ عديدة ولكن ما بيانها؟ وما عدد الحَجَّات المفروضة؟هذا في سنَّةِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، حجَّ بالنَّاس سنة عشر من الهجرة، تلكم الحِجة التي تُسمى حِجة الوداع وقال للنَّاس((خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ)) وقف بهم في عرفة، ووقف بهم كذلك في مزدلفة، ومنى و الجمرات، والطَّواف والسعي، في كل ذلك يقول ((خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ))، وبيَّن -صلى الله علية وسلم- أن العُمرة مثل الحج وقال لبعض الصَّحابة : ((وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا أَنْتَ صَانِعٌ فِي حَجِّكَ))،لأنَّ العمرة متقررة عنده وعند غيره.

وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن الواجب من الحج والعمرة مرة واحدة فقط، وما تيسَّر بعد ذلك من حج أو عمرة أو كليهما بعد عمرة الفريضة وحجة الفريضة، فهو نافلة من النَّوافل، وأرى أن نكتفي بهذا القدر من الحديث، ونتيحُ الفرصة لأسئلتكم، يعرضها علينا أخونا وتلميذنا وصاحبنا إمام المسجد الشيخ عبد الواحد بن هادي المدخلي، تفضل.

 

بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم الإسلام والمسلمين، لعلَّنا نبدأ بالأسئلة المتعلقة بشهر رمضان والصِّيام والتراويح ثم ننتقل إلى الأسئلة الأخرى.

 

وهو كذلك ونوِّع الأسئلة بين الحضور والمستمعين، بارك الله فيكم جميعًا.

 

السؤال الأول:

يقول فيه السائل: هل يجوز التهنئة في ببدايةِ شهر رمضان وبماذا نجيب إذا هنئونا بذلك؟

الجواب:

أولًا ليس عندي في هذا الموضوع شيءٌ من السُّنة حتى الآن، لكن حدَّثنا شيخنا الشَّيخ حمَّاد بن محمد الأنصاري- رحمه الله- أن السَّلف كانوا يفعلون ذلك، يُهنيء بعضهم بعضًا بشهر الصِّيام، ويبرِّكون كذلك بعده، ونحن نفعل هذا ولم يُنكر علينا من هنأناه من المشايخ .

 

السؤال الثاني:

يقول السائل: إذا أفطرت الحامل في رمضان ماذا عليها؟ إذا كان عليها فدية هل يجوز إخراج نقود عوضًا عن الطعام؟

الجواب:

كم نبهت وأظنُّ الجل أو الكُل يعرف ويعلم تنبيهنا أنَّ الحمل بمجرده لا يبيح الفطر للمرأة وأظنُّ هذا لعله في آخر لقاء قبل رمضان، كذا الشيخ عبدالواحد؟ أظن كذا؟

أو قبله بجمعة، واختصارًا للوقت يظهر أن المسؤول عنها أو هي السائلة أفطرت لما علمت لعذر فأقول ليس عليها شيء إلَّا القضاء إذا قدرت على ذلك، فإن قدِرت صامت متتابعًا، صامت ما أفطرت متتابعًا وإن لم تقدر فرَّقته، المهم عليها أن تُحصي، فلو كانت أفطرت رمضان كاملًا للعُذر الذي ألجأها إلى الإفطار لو جزَّأته من كل شهر أيامًا، أو انتظرت حتى تقدر فقضته متتابعًا و متفرقًا لا بأس عليها في ذلك فالأمر فيه سعة، ولكن نُوصي من أفطر في رمضان لعذر يسوِّغ ذلك له شرعًا أن يبادر إلى القضاء، نعم.

 

السؤال الثالث:

يقول فيه السائل: رجل كبير في السَّن صار عنده نقص في عقله، ويهذي أحيانًا ولكنه يستطيع الصَّوم إن أمسكنا عنه الطَّعام، فهل يصوم أو يفطر؟ أفتونا بارك الله فيكم؟

الجواب:

يظهر أن صاحبكم هذا بين حالتين، إحداهما أن يغلب عليه الخَلل من ذلك أن يتكلم بما لا يدري وقد يطلب الطَّعام والماء فهذا سقط عنه التَّكليف، الحال الثاني أن يكون عقله أقرب إلى الصِّحة وإنَّما تنْفلت منه كلمات وفي هذه الحالة لابد من أمرين: إحداهما أن يستطيع الصَّوم بلا مَشقة ولا يطْلب الطَّعام فهذا يصوم، وإنْ طلب الطَّعام فأعطوه معناه أن هذا سقط عنه التَّكليف وإن سكت وعرف أنَّه صائم واحتسب وقوي على ذلك فلا بأس، وإنْ شقَّ عليه فأطعموا عنه لكل يوم مسكينًا، سواءًا كانت متفرقة كل يوم بيومه أو بعد العيد حينما يُفطر النَّاس فإن صام النَّاس ثلاثين فأطعموا ثلاثين مسكينًا وإنْ صاموا تسعةً وعشرين فأطعموا تسعةً وعشرين مسكينًا، نعم.

 

السؤال الرابع:

أخت تصوم رمضان ولكن أبوها لا يصوم وهي تطبخ له وتجهز الطَّعام نهارًا ، فهل عليها شيئًا؟

الجواب:

لم تبين السَّائلة أو السَّائل عنها حال أبيها، هل هو ممن يسوغ له الفطر أو لا، فإنْ كان أبوها يسُوغ له الفِطر كما تقدم تفصيله الآن أو فيما سبق فهي بارَّة بأبيها فلتطبخ له ولتهيِّء له كل ما يحتاج.

وإنْ كان ترك الصِّيام تهاونًا فهو فاسق لا تعمل له شيئًا، وإن غضِب عليها وإن دعا عليها فإنَّه هو الذي يبوء بالإثم وإنْ طبخت له أو هيَّأت له ما يأكل ويشرب فهي معينة له على الإثم والعدوان فلتحذر ذلك، نعم.

 

السؤال الخامس:

يقول السَّائل: أخ أسلم منذ سنتين وقبل شهر رمضان في نفس السنة مرض في أول رمضان، ثم بعد أسبوعين من رمضان كان في غيبوبة إلى آخر رمضان، فماذا عليه؟ أيقضي الشَّهر كاملًا أم نصفه؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يُثبِّته بما مَنَّ عليه من الإسلام ويُمَسِّكَهُ بالسُّنة كما نسأله -جل وعلا- أن يَمُنَّ عليه بالشفاء.

أولًا عَرض لي أن هذا السؤال يتضمن حالين، إحداهما: حال الوعي، وأنَّه واعيًا لكنْ أفطر للمرض، والثَّانية أنَّه في غيبوبة لا يعلم. بقي أمر، هل شُفِي هذا الرجل أو لا؟ السَّائل لم يُبيِّن هل شُفي أو لا؟ لكن أقول إن شفي وتمكَّن قدِر يقضي ما أفطره عن وعي؛ لأنَّ ما أفطره عن غيبوبة لم يكن عليه في ذلك تكليف.

وإن شفي ثُمَّ مات قبل أن يتمكن من القَضاء ويقدر عليه، أو مات وهو في حال غيبوية فلا شيء عليه، لأنَّ الشَّرط أن يتمكن من القَضاء.

هناك أمر لو شُفي من مرضه وتمكن لكنه سَوَّف، ثم مات بعد ذلك وجب الصَّوم على وليِّه المُسلم لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ))، أمَّا إن كان أولياؤه كُفَّار فيُترك، لكن من أراد أن يتصدق عنه بأن يُطعِمَ عنه لكل يومٍ مسكينًا، فأرجو أنَّه يؤجر على هذا العمل وهذه النِّية، نية الصَّدقة عن المسلم الذي وجب عليه صيام، والله أعلم.

 

السؤال السادس:

رجل فاتته صلاة العشاء فصلى ركعتين مع الإمام في صلاة التراويح، ثم بعد أن سلَّم الإمام جاء بركعتين، فهل هذا الفِعل صحيح؟

الجواب:

إن شاء الله، لأنَّه صح أن يقتدي المُفترض بالمُتنفِّل، وهذا دليله حديث معاذ -رضي الله عنه- فإنه كان يصلي العشاء مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه في قُباء فيصلي بهم العِشاء الآخرة، فصلاة مُعاذ مع النبي –صلى الله عليه وسلم- هي فريضة قطعًا، وصلاته بقومه نافلة، فهم مفترضون وهو-رضي الله عنه- متنفِّل.

 

السؤال السابع:

يقول: هل يقرأ الفاتحة في كل ركعة من ركعات التراويح أم في الركعة الأولى فقط وذلك للمأموم؟

الجواب:

إن استطاع قرأ الفاتحة وأنْ لم يتمكن فلا شيء عليه، وهذا هو أعدل الأقوال، ورجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ))، فذكر الحديث وفيه : ((وإذا قرأ فأنصتوا))، والشَّاهدُ منه جَعْلُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الإنصات لقراءة القرآن من الائتمام به والله اعلم .

 

السؤال الثامن:

يقول: إذا صلَّيتُ مع الإمام التراويح ثم الوتر هل يجوز بعد ذلك أن أُصليَّ في اللَّيل؟

الجواب:

إذا كان لمرَّة فلا بأس أو مرات متباعدة، أما تجعل ذلك عادة فلا، لقوله صلى الله عليه وسلم : ((اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ مِن اللَّيْلِ وِترًا))، نعم .

 

السؤال التاسع:

يقول السائل فيه: ما حكم ركوب المرأة سيارة الأُجرة وحدها؟

الجواب:

أولًا نحن نوصي كلَّ مسلمة بالقَرار في بيتها، وإذا خرجت فيما لابُدَّ لها مِنه فلتخرج مع زوجها أو محرمها، فإنْ لم تجد الزَّوج أو المحرم خرجت مع امرأة أخرى جارة لها أو أخت لها من النَّسب، أو أخت لها في الله أو امرأة السَّائق إن كانت مُتعاملة مع سائِق معين موثوق من دينه وأمَانته مع امرأته أو محرمه كبنته البالغة أو أُخته، نعم .

وإنْ لم يكن حاجة ولا ضرورة فإنَّا ننهى بناتِنا نساء المسلمات أن يُعرضنَّ أنفسهن لما هو خطرٌ عليها، نعم، إذا اضطُرَّت كأن تكون مثلاً في حالة ولادة وليس عنْدها زوجٌ ولا محرم، ولا من تسترفقه فلا ما نع أنْ تخرج إلى المُستشفى وتقضي حاجتها تُمرَّض في المستشفى وهناك تطلب الزَّوج أو المحرم، كذلك لو كان لها مراجعة لدى طبيب أخصائي واستشاري في مرضٍ لابُدَّ لها أن تخرج، يعني بعض المراجعات فيها سعة وفُسحة وبعضُها ليس فيها سعة ولا فُسحة، إذا تَركت تأخَّر الموعد أشهُراً فلا مانع إن شاء الله تعالى هذه ضرورات، ويجب التَّفريق بين الحاجة والضَّرورة، فالحاجة يُستغنى عنها يمكن الاستغناء عنها، مثل تخرج لتأتي بملابس العيد يمكن لو تركت ملابس العيد لا مانع فهذا لا يُبيحُ لها أن تخرج مع السَّائق أبداً، لكن الضَّرورة لا أمر لا تستغني عنه كما ذكرنا من الأمثلة وقيسوا عليها، والله أعلم.

 

السؤال العاشر:

يقول السائل فيه: شيخنا هناك بعض الدُّعاة المُعاصرين يُلَقَّبون بالمفكرين الإسلاميين، فما معنى مفكر إسلامي؟

الجواب:

المفكر هو الذي يبني نظره على التَّفكير، وهؤلاء لا يُعوِّلون على النُّصوص، بل يعوِّلون على الاستنباط النَّظري أو تقليد لا يعْلمونه، وعلى رأس من عرفنا من المفكرين سيد قطب فإنَّه ضالٌ مضل، وكتبه محشوة بالتَّكفير والكفر، ولهذا كفَّره بعض علمائنا، والمُفكر الزائغ القَرضاوي، عنْده علم ولكن أضلَّه الله على علم، يبني على العَقْل، وقبلهم حسن البنَّا جاهل معلم صغير، وهو مفوِّض في الصِّفات، وصوفي في المسْلك، وكثير، هؤلاء لا يصلح أن يسمون دعاة أبداً، بلْ هم ما بين جاهل وضال مُضِلٌّ، فئتان لا ثالث لهما، فكتب من ينتمون إلى جماعة الإخوان المُسلمين الضَّالة المُضلة مبنية على التَّفكير الفكر، مثل فتحي يكن، ومحمود عبد الحليم أحد خواص البنَّا، وغيرهم كثر، وعندنا في السُّعودية كُثر لا كثَّرهم الله، ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يُعلي أهل السنة، ويرفع قدرهم، نعم، وينصرهم على أهل البدع والضلال، آمين.

 

السؤال الحادي عشر:

يقول السائل: أخي مُقيم بفرنسا وأحيانًا يبعث لي بمبالغ كي أسيِّر شؤونه في الجزائر، غير أنه يعطي النُّقود باليورو لرجل بفرنسا، وهذا الرَّجل يطلب من أحد معارفه أن يبعث المبلغ بالعُملة الجزائرية لي، فما أدري هل المعاملة صحيحة أم لا؟

الجواب:

ما أدري، السَّؤال كأنه مجزئ، هات الشطر الأول منه.

أبشر يا شيخ، يقول: أخي مقيم بفرنسا وأحياناً يبعث لي بمبالغ كي أسير شؤونه في الجزائر.

يعني شؤون أهله أو معاملات له في الجزائر؟

ربما يا شيخنا، أعتقد يقضي له بعض الأمور في الجزائر.

وذاك كأنه في الجزائر السائل؟

السائل كأنه في الجزائر نعم.

لا مانع، لكن بالعملة المعادلة، هو قد يحول عليك باليورو لكن الذي أعرف أنَّ المُتبادل في التَّحويل الدُّولار الأمريكي، لكن إذا حصل ذلك فتتسلَّمها أنت إذا سلمك المصرف يورو ثم تحولها إلى عملة جزائرية لأنَّها هي السَّائرة عندكم.

شيخ هو كأنه السؤال يتضح أن هناك واسطة من فرنسا، هو صاحب المال الذي في فرنسا يعطي الرجل الذي في فرنسا المال باليورو ثم هذا الرجل، هذا الرجل الذي في فرنسا يطلب تحويله بالعُملة الجزائرية إلى أشخاص.

لا بأس يحولونه بالعملة الجزائرية ما في مانع لكن يد بيد.

جزاكم الله خيرًا

أنا أظن أن المصارف في الجزائر لا تمكن إلا من أحد أمرين إمَّا الدولار أو العملة الجزائرية.

 

السؤال الثاني عشر:

ذكر السَّائل يقول: نقل أثراً، يقول: قال الإمام أبو عاصم النبيل–رحمه الله-: "من طلب الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير النَّاس".

قال السائل: فكيف يكون الرجل أحسن النَّاس وخيرهم بارك الله فيكم؟

الجواب:

هو الشيخ الإمام أبو عاصم النبيل -رحمه الله- الضحَّاك بن مخلد بيَّن يطلب الحديث يعني يطلب السُّنة، وطلب السُّنة يكون في أحد حالين: يعني في إحدى الحالتين، الحالة الأولى روايةً ودراية،يعني يعْرف الأَحاديث يجْمع طُرُقه ويفهم عِللَهُ وعنده قدرةيستبين الصَّحيح من الضَّعيف، حتى يعمل بالصحيح، ويفرِّق بين ما هو صالح للاحتجاج وما هو غير صالح للاحتجاج، ثم يُتبع هذا بالعمل هذا أكملُ النَّاس، طبعًا في زمانه، لأنَّ أكمل النَّاس هو محمد -صل الله عليه وسلم- لا يدانيه أحدًا أبدًا ومن اعتقد أن أحدًا يُدانِي محمد -صل الله عليه وسلم- أو يساويه كَفر ولكن في زمانه، ثُمَّ بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- الصَّحابة وأعلاهم أبو بكر، ثُمَّ عمر، ثُمَّ عثمان، ثمَّعلي ثمَّ بقية العشرة -رضي الله عنهم- أجمعين، هذا تفصيل ذَكره العُلماء.

الحالة الثانية أن يطلبَ الحديث الصَّحيح بما ذكر وصفه أهل العلم فيستعمله، يتخذه منهجًا لحياته وإن أشكل عليه شيء سأل من هو أعلم منه هذا دون ذلك، وهو على خير إن شاء الله لكن كما يقال لكل حلبه فرسانها، نعم.

 

السؤال الثالث عشر:

يقول السَّائل: ماذا يجب على من كان اسمه فيه تزكيه مثل محبِّ الدِّين، عادل، صالح، وهل يغيره أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

هذه ماشية، محب الدين هذا الذي أعرف أنه لقب، لكن لو سُمِّي به فلا بأس إن شاء الله كذالك صالح عادل هذه لم أعلم أحدًا يستنكرها من أهل العلم.

 

السؤال الرابع عشر:

يقول السائل: هل تأثم المرأة عندما تمتنع عن العمل في بيت الزَّوج من طبخٍ وتنظيفٍ وعجنٍ، أفيدونا بارك الله فيكم.

الجواب:

أقول هذا المسؤول عنه مردُّه إلى العُرف، لقول الله تعالى ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: ٢٢٨]، وقوله تعالى﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: ١٩]، فالشَّارعُ نصَّ على خدمة المرأة لزوجها كما نصَّ على وجوب النَّفقة والسُّكنى في رقبة زوجها وهذا مردُّه إلى العُرف، فإن كان مثلها من نسائها ونساء مجتمعها من تقوم بعمل البيت من كنسٍ وطبخٍ وتنْظيف وغسيل ثياب زوجها وأولادها فيه تُلزم بهذا وتكون أثمة ، لكن إن تنازل عن شيء منها لكونها ضعيفة، أو أراد أن يُريحها ببعض الأشياء فلابأس بذلك هذا من حُسن العشرة إن شاء الله تعالى، أمَّا إن كان مثلها لا يقوم بذلك، يعني رجل مسكين مثل حالاتنا ما شاء الله قفز وتزوج بنت أمير أو وزير، قال لها ما شاء الله عليكِ اطبخي، اغسلي هذا مسكين ذا، لماذا لا تتزوج مثل حالتك أنت، هذا يُلزم رغم أنفه بمن يخدمها ويقوم عنها بهذا.

 

السؤال الخامس عشر:

يقول السائل: ما صحت القول بأن الصحابة -رضوان الله عليهم- اختلفوا في العقيدة ويستدل باختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- في رؤية النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لله جلَّوعلا.

الجواب:

هذا قولٌ باطِل، لم يُخالف في العقيدة إلَّا أهل الأهواء من الرَّافضة وغيرهم، والجَهْمية والمُعتَزِلة، أمَّا أهل السُّنة بدءًا من الصحابة فأئِمةُ التابعين، فسائِرُ الأئمة في القرون المُفضَّلة التي شَهِد لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالخَيرية في غيرِ ما حديث، إلى اليوم مُجتمعونَ على العقيدة، وهي أصلُ الدِّينِ وأساسهُ عِنْدهم ولم يختلفوا فيها، وإمَّا ما يزعمهُ هذا المُستدِل على تَجويز الاختلاف في العقيدة بما رويَّ عن بعض الصَّحابة من الاختلاف في رؤية النَّبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج، فأولًا هذا فَرع، وليس أَصل، فالإِسْراء والمعراج ثابِتانِ بالكِتابِ والسُنةِ والإجماع، لم يُخالِف فيهما أحد أبدًا إلَّا أهلُ البِدَع، وثانيًا الاختلاف في هذا الفَرع هو بينَ خبرين صحيحين أحدهما عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ))، والحديث لهُ قِصة والسَّائِل هو مسروق بنُ أَجدَع- رحمهُ الله- تابعيٌّ مشهور بالفَضل والعِلم.

وصَحَّ عن ابنِ عباس أنَّهُ قالَ ((رآهُ))، وفي مرةٍ قَيَّد قال: ((رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ))، فَجَمَع أهلُ العِلم بينَ هذين الخَبَرين فَحَملوا حَديث عائشة- رضيَّ اللهُ عنها- على نَفي الرؤيةِ بالبَصر، لم يرهُ بعينهِ- صلى الله عليه وسلم- لم يرى ربهُ بعينهِ- صلى الله عليهِ وسلم- ويؤيد هذا قولهُ- صلى الله عليهِ وسلم- لمن سَأَلهُ هل رأيتَ ربك؟ قال رأيتُ نُورًا لَو ظَهَرتْ سُبُحات وَجههِ لأَحرقَ ما انتهى إِليهِ بَصره. وحملوا خبرَ ابنِ عباس على الرؤيةِ بالقَلب، فاتفقا الخبران وائتلفا وبَطَلَت الحُجَّة بهما على جوازِ الاختلاف في العقيدة، نعم. ولي ردٌّ على أحدِ أساتذةُ الجامعة الإسلامية مشهودٌ عليه، زَعَمَ هذا والردُّ هو في كتابٍ لي بعنوان "تحذير أولي الألباب من المقالات المُخالِفة للصَّواب" موجود فيها، ولا أدري الكتاب نفد أم موجود، إن كانَ موجودًا فلعلَّكم تجدونهُ في دار النَّصيحة، نعم بالمدينة.

 

السؤال السادس عشر:

يقول: أخت لها زَوج وولدان، لكن زوجها لا يعمل، ولا يُريدُ أن يعمل، فهل لها أن تخرج إلى العَمل؟

الجواب:

أولًا هل أولادها بالغون؟ يقومون بالعمل؟ فالظَّاهِر أنَّ أولادها غير بالغين لا يستطيعون العَمل هذا الذي ظهر، لكن على الفَرض والتَّقدير إن كانَ أولادُها بالِغين يَقدرونَ على العمل فليعملوا، وأمَّا إن كانوا غير بالغين وتخشى عليهم أن يقعوا في مخاطِر لصغر سنهم، أو لا يقدرون على العمل فتعمل هي ومأجورة إن شاء الله وزوجُها آثم، نوصيها بالصبر والاحتساب، احتساب الأجر عند الله عزَّ وجل وإذا خرجت فلتخرج محتشمة، وإن وجد عمل في محيط النِّساء فهو أسلم لها.

 

السؤال السابع عشر:

يقول فيه السائل: في بلدي كثُر السَّلب والنَّهب نظراً لضعف الأمن عندنا وهناك عمال أجانب يشتغلون هناك ويقومون بحوالاتٍ مالية ويخافون على أنفسهم وأموالهم فصار، بعض المواطنين يأخذ هؤلاء على ضمانته ويحوِّل لهم المال ويأخذ منهم مقابل فهل هذا جائز، يقول: علماً أن لا علاقة له بالبنك؟

يعني هو وسيط .

وسيط كأنه يحوله باسمه حتى لا ينتهبونها، حتى يحميهم يعني.

الجواب:

يأخذ عمولة بقدر، يعني لا يشترط، لا يشترط مثلاً كذا في المائة يأخذ شيء لا يضرُّهم ويُقابل أتعابه ما دام أنَّه هو الذي سيذهب إلى البنك يأخذ عليهم شيءً يُقابل أتعابه، ولا يقل لي عليكم في المائة عشرة، في المائة خمسة، في المائة اثنين ونصف، بل ولا عشر واحد.

 

السؤال الثامن عشر:

يقول الأخ :أنا مريض يا شيخ مرض يؤلمني جداً فأطلب منكم الدُّعاء، بارك الله فيكم؟

الجواب:

أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، أسأل الله الكريم ربَّ العرش الكريم أن يشفيك، هذا ما عندنا وأدعو الله أنت واستكثر، أدعو الله لنفسك في الأوقات الفاضلة بين الآذان والإقامة وفي سجودك وفي آخر اللَّيل إذا صلَّيت ما قُدِّر لك.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين طبتم وطاب ممشاكم جميعًا رجالكم ونسائكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري