أحسن الله إليكم شيخنا، هذه السَّائلة من ليبيا؛ تقول: لي صديقة ذهبت إلى مركز حجامة للعلاج من سحر التَّصفيح، في آخر جلسة أعطوها التَّالي: عسل بالقسط البحري، والسَّنا المَكِّي، وبخور ذو رائحةٍ غريبة، وطلبت منها الحَجَّامة أن تقرأ فيهم لوحدها سورة البقرة والفاتحة والمُعَوِّذات وسورة الكافرون، وهي تسأل عن البخور؛ فهي لم تجد من ذكره كعلاجٍ للسِّحر في الرقية الشرعية، وتسأل كذلك هل تقرأ هذه الآيات التي ذَكَرتها الحَجَّامة؟
يظهر لي أنَّ هذه الحَجَّامة خَلَطَت عملًا صالحًا وآخر سَيِّئًا، خلطت حقًّا بباطل؛ فأنا أُحَذِّر من هذه الحَجَّامة، أقل ما يُقال إِنَّها جاهلة، إن لم تكن مشعوذة، صاحبة شعوذة وخُرافة ودَجَل وشركيات.
ثانيًا: الرُّقية الشرعية؛ هناك رقية عامَّة، وهناك رقية خاصَّة بالسِّحر؛
- فالرقية العامَّة: تشتمل على فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة مع سورة الإخلاص والمعوَّذتين، إلى جانب الأدعية الصحيحة المأثورة عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ومنها أنَّ من اشتكى شيئًا وَضَعَ يده اليُمنى على مكان الألم ويقول: بسم الله ثلاث مَرَّات، ثُمَّ يمسح ويقول: "أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أُحاذر" سبعًا، وهناك أدعية مذكورة، يُمكن أن تُراجعي صحيح الكلم الطَّيِّب لشيخ الإسلام بن تيمية، والصحيح هو للشيخ ناصر – رحمه الله-؛ الكلم الطَّيِّب لشيخ الإسلام ابن تيميّة وصحيحه للألباني – رحمه الله – فإنَّه مفيد.
- وأمَّا الرُّقية المتعلِّقة بالسِّحر – وهي رقية خاصَّة – فإنَّه ينضمُّ إلى ما ذَكَرنا آيات السِّحر؛ قراءة آيات السِّحر في البقرة والأعراف ويونس وطه، مع التوكِّل على الله – سبحانه وتعالى –، وتفويض الأمر إليه، واللُّجوء بالدُّعاء، وليكن الرَّاقي إن استطاع المريض أن يرقي نفسه فبها ونعمت، وإذا لم يستطع فَلْيَخْتَر راقيًا، فإن كانت امرأة تُفَتِّش عن امرأةٍ صالحة تظهر عليها السُّنَّة، والرَّجل يُفَتِّش عن الرجال، فإن لم توجد امرأة فلا مانع أن يرقي المرأة رجلٌ من الصَّالحين الذين تظهر عليهم السُّنَّة بحضور محرمها أو زوجها، والله أعلم.