سائلة من ليبيا تقول:
لي أكثر من شهرٍ وأنا لا أصلّي الوِتر والله المستعان بسبب رغبتي في صلاته في ثلث الليل الأخير، ولكن ما يحدث هو أنّي لا أستيقظ إلا على صلاة الفجر رغم كل الوسائل ورغم الاستغفار والندم إلا أني أقع في نفس الذنب ، فماذا عليّ وبماذا تنصحوني بارك الله فيكم؟
يا بنتي من ليبيا لم تذنبي بل أنتِ عازمة فيما يظهر لي من سؤالك على صلاةِ الوتر آخر الليل وأظنكِ تُريدين مع قيام الليل ، ولكن غلبك النوم واعلمي أنّ الأدلة الشرعية دلّت على أنّ الله - سبحانه وتعالى - يُبلّغُ صاحب النية الصالحة مَبْلغَ العامل ، وهاكِ شاهداً من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يطمئن به قلبُك وترتاح به نفسُك؛ قال - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك :((إِنَّ بِالْمَدِينَةِ قَوْمًا يعني تخلفوا مَا سَلَكْتُمْ وَادِيًا وَلَا قَطَعْتُمْ شِعْبًا إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ)) أو قال إلا وهم معنا، فاطمئني.
بقِيَ أمر : وهو أني أنصحكِ أن توتري بعد العشاء مباشرة فإذا صليتِ العشاء ، صلي ما قُدر لك شفعاً ثم أوتري ، فلكِ أُسوة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ)) الحديث ، فإذا غلبكِ النوم وما استطعتِ أو شغلك شاغل ما تمكنتِ من الوتر بعد العشاء، فإذا طلعت الشمس وكان الضُّحى صلّي ما تيسرّ لكِ شفعاً فإذا كان ورْدِك سبعاً فصلي ستّاً أو ثمان وإذا كان وردك إحدى عشر ركعة بما فيها الوتر فصلّي عشراً أو ثِنْتي عشر ، وفقكِ الله.