بارك الله لكم شيخنا ونفع بكم الإسلام والمسلمين، يقول السائل: كما تعلمون فترة الإجازة تمتد ثلاثة أشهر، وفي الغالب في شهر شوال يقلُّ عدد الطلاب في الجامعة والحرم، وكذا تقل الدُّروس، فهل الأفضل أن يُبَكِّر في الرُّجوع إلى البلد، ويبكر في العودة إلى المدينة؟ وهل يُعْتَبر الطالب حال أهله مع العلم أن بيئته قد تكون شبه خالية من طلاب العلم، بل من السَّلفيين؟
ما فهمت المراد من السؤال! لكن أقول هذا ليس بغريب فالواجب على طالب العلم الذي جمع الله له بين ما تيسر من العِلم ومسَّكَهُ بالسُّنة أن يُعَلِمَ قومه ممَّا علمه الله، وأن يدعُو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأنْ يجتهد، وأنْ يحب للنَّاس الخير كما يحبه لنفسه، وأن يجتهد في بيان الحق والدعوة إلى الله ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة:286]، وليعلم أنَّ من قَبِلَ منه كان له في ذلكم الأجْر العظيم، فله أجره وأجر من قَبِلَ منه، واستمع إليه، وهداه الله على يديه، قال- صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه- لمَّا أَمَّرَهُ على الجيش في خيبر قال:((لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ)).