جديد الموقع

8881307

السؤال: 

ويقول أيضًا: ما نصيحتكم باستغلال الإجازة الصيفية؟

الجواب: 

 نصيحتنا عامة، لطالب العلم في كل وقت أن يستثمر وقته في العلم والأعمال الصالحة، ولعموم المسلمين نصيحتنا لهم هذا الحديث الذي أخرجه أهل السنن، عن أبي برزة رضي الله عنه-: ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ)).

هذه خمسة أسئلة يُسألها المرءُ قبل أن تزول قدماه يوم القيامة، ومن أعدَّ الجواب هانَ عليه السؤال، ومن سوَّف وقصَّر حتى يأتيه السؤال عسُر عليه الجواب، وهذه الأسئلة توجب على العبد المسلم عالماً كان أو طالب علم مُتأهل أو طالب علم بُدائي أو عاميّ أن يستثمر وقته فيما ينفعه ويقرِّبه إلى الله سبحانه وتعالى-، ومن ذلكم الاستكثار من النوافل مع حفظ الفرائض، فإنَّ هذا من أسباب محبة الله للعبد كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ )) ومن أحبه الله فلا يُسأل عن حُسْن حاله، وحُسن عاقبته في الحال والمآل، وفي الحديث الصحيح((إِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ)).

وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنها- قال: ((أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، وفي رواية: بمنكبَيَّ،  فَقَالَ :كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ)) وكان ابن عمر رضي الله عنهما- يقول: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك.

 وأحاديث في ذلكم كثيرة، وقد اختصرت حديث أبي هريرة اكتفاءً بالشاهد.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري