أحسن الله إليكم، وهذا سائلٌ يقول في سؤاله: من وَقَعَ في التكفير لبعض دُول المسلمين فنُصِح فاستنكف واستكبر، فَلَمَّا هجره من هجر وضاقَ عليه الأمر خَرَجَ من يَتَعَصَّبُ له وينشُر تراجُع هذا الذي وقع في التكفير، وأَنَّه نَصَحَهُ وتراجع أمامه، ولكن هذا الذي وقع في التكفير لم يُبَيِّن تراجعه، فهل هذا مقبولٌ منهم؟ ويُرفع الهجرُ عنه وعلى من تَعَصَّب له؟
إِذَا وُثِقَ منه، ونَقَلَهُ عنه ثِقةٌ عدلٌ مأمون عند أولئك، ونَشَرَهُ بينهم وأَقَرَّه ذلك؛ فهو صحيحٌ - إن شاء الله تعالى-.
وهاهُنا أمر؛ أنا في الحقيقةِ لا أرى الكلام في ولاةِ أمور الدُّوَلِ الأخرى، لأنَّ الأمر ليس كما كان في العصور السابقة، كان الرَّجلُ يتكلَّم بالكلمة، بل كان يُرسِل خطابًا فيمكُث شهرًا من مدينة لمدينة، وأنا جَرَّبتُ هذا؛ كنتُ أكاتبُ قبل نحو ثلاثين سنة، أو ثمانية وثلاثين سنة، لا أكثر، في عام أظن خمس وثمانين، يعني خمسين سنة،كنتُ كاتبت بعض أصدقاء لي في الرياض؛ فلم يصلهُم خطابي، ضاع، والرّجل يتكلَّمُ بكلمة ولا تَصِلُ إلى القُطر لعدم وجود من ينقُلها، لكنَّ اليوم الرَّجل يقول الكلمة فتعبُر القارات في دقيقة، وإذا وَسَّعنا قُلنا في دقائق، أليس كذلك؟ هذا أمر.
والأمر الثاني: أَنَّه ينبري من سفهاء أولئك الأقطار - أو القُطر- من يتكلّم في ولاة أمورنا ويُشَهِّر بهم، وَرَدُّ ذلك لدى الخوارج القعدية عندنا بُغْيَا لهم وطُلْبَة، أن يَتَكَلَّم فلان وفلان في القُطر الفلاني والقُطر الفلاني، فَيَتَّخذونه سلاحًا للنيل من ولاةِ أمورنا، فأخالفُ من حَذَّر من بعض العَلْمَانِيين، وبعض المُهَوِّسين في بعض الدول، أنا في الحقيقة لا أرى هذا؛ درءً لمفسدة أكبر منها، والله أعلم. نعم.