أحسنَ الله إليكم، يقول السائل: ما هو التَّوجيه في قول بعض السَّلف "لولا فلان" مثل قول الشَّافعي:" لولا شُعبة ما عُرِف الحديث في العراق"، وقد رُوِيَ النّهيُ عن قول "لولا فلان لكان كذا"؟
السؤال وجيه، فمن خلال استقرائي أنَّ هذا راجع إلى الأحوال؛ فالأحوالُ التي ليس فيها اشتباهٌ مثل ما حُكيَ عن الشَّافعي – رحمه الله – في شُعْبة، فهذا لا بأس به، ويدلُّ له قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – في عَمِّه أبي طالب – وقد ماتَ كافرًا: ((فَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ في الدَّركِ الأسْفَلِ منَ النَّارِ))؛ قال "لولا أنا"، هنا ليس هناك شُبهة.
أمَّا الأحوال المُشتَبَه فيها، الأحوال التي يتخلَّل منها شُبهة؛ فيُمنَع هذا، ويقول: "لولا الله ثُمَّ فلان"، مثل: تتعرَّض الطَّائرة لأحوال جويَّة سَيِّئة، ويستيقن النَّاس أنّها ساقطة، فيُوَفِّق الله القائد، والمُراقَبة الجويَّة إلى أن تنزل بسلام، أو يكون مثلًا خَلَلْ في بعض المُحَرِّكات فتنزل بسلام، فيُقال: "لولا حِذْقُ الطيَّار لَهَلَك النَّاس"، لكن الأَوْلَى يقول: "لولا الله ثُمَّ لولا حِذق الطَيَّار والجِهات المُخْتصَّة". نعم.