جديد الموقع

8881364

السؤال: 

أحسنَ الله إليكم، يقول السائل: ما هو التَّوجيه في قول بعض السَّلف "لولا فلان" مثل قول الشَّافعي:" لولا شُعبة ما عُرِف الحديث في العراق"، وقد رُوِيَ النّهيُ عن قول "لولا فلان لكان كذا"؟

الجواب: 

السؤال وجيه، فمن خلال استقرائي أنَّ هذا راجع إلى الأحوال؛ فالأحوالُ التي ليس فيها اشتباهٌ مثل ما حُكيَ عن الشَّافعي – رحمه الله – في شُعْبة، فهذا لا بأس به، ويدلُّ له قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – في عَمِّه أبي طالب – وقد ماتَ كافرًا: ((فَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ في الدَّركِ الأسْفَلِ منَ النَّارِ))؛ قال "لولا أنا"، هنا ليس هناك شُبهة.

أمَّا الأحوال المُشتَبَه فيها، الأحوال التي يتخلَّل منها شُبهة؛ فيُمنَع هذا، ويقول: "لولا الله ثُمَّ فلان"، مثل: تتعرَّض الطَّائرة لأحوال جويَّة سَيِّئة، ويستيقن النَّاس أنّها ساقطة، فيُوَفِّق الله القائد، والمُراقَبة الجويَّة إلى أن تنزل بسلام، أو يكون مثلًا خَلَلْ في بعض المُحَرِّكات فتنزل بسلام، فيُقال: "لولا حِذْقُ الطيَّار لَهَلَك النَّاس"، لكن الأَوْلَى يقول: "لولا الله ثُمَّ لولا حِذق الطَيَّار والجِهات المُخْتصَّة". نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري