جديد الموقع

8881372

السؤال: 

هذا سائلٌ يقول: شيخنا – حفظكم الله – لا يخفى عليكم ما يقع هذه الأيام في ليبيا، وهناك كلامٌ انتشر في الشبكات الإلكترونية عن البعض؛ مفاده: أنَّ ليبيا لا يوجد فيها حاكمٌ شرعي، ولا سياسي، وأنها بغير حاكمٍ له بيعة، ولا حاكمٍ متغلب؛ يبسط الأمن في الدولة، وأنَّ الناس كغنمٍ بلا راعٍ؛ فما تعليقكم وتوجيهكم – حفظكم الله-؟

الجواب: 

· أولًا: الذي عرفته من حال ليبيا حكامها القائمين؛ أنَّ الأمن ضعيف، ولكن هذا لا يُسَوِّغ ما أُشِيرَ إليه، والذي سَيُذكر بعد.

· ثانيًا: الحكومة الموجودة أرى أنها شرعية، وإن قال قائل: يحكم بغير ما أنزل الله، قلنا: هذا فيه تفصيل عند أهل العلم؛ عند المُحَقِّقين من الأئمة، وقد تَكَلَّمنا في هذه المسألة في مواطن كثيرة، من حيث كُفر الحاكم وتفسيقه – أعني الحاكم بغير ما أنزل الله- فهل قامت الحجة على هؤلاء الحكام؟ لم تقم عليهم الحجة فيما أعلم.

· ثالثًا: هذا الثائر وهو المعروف بحفتر – ما أدري والله ما اسمه هذا لقبه- هذا متقاعد من الجيش، وقد شكَّل جيشًا، هذا ثائر خارقٌ للحكم الموجود في ليبيا.

· رابعًا: نصيحتنا لجميع أبنائنا في ليبيا أن يرفضوا هذا، ومن كان انضم إليه فلْيُلقِ السِّلاح ولْيلجأ إلى الحكومة القائمة، فإنها هي الحكومة القائمة، ومن منهج أهل السنة والجماعة – كما دلَّ عليه الحديث الصحيح – أنَّهم لا ينازعون الأمر أهله، فإن كان ضعيفًا أعانوه وقوَّوْا جانبه، وإن استعان بهم وطَلَبَ أن يَتَجَنَّدوا في عَسْكَرِه، يجب عليهم إجابته إلى هذه الدَّعوة، ولا يُصْغُوا أسماعهم إلى كائنٍ من كان.

في الحديث الصحيح؛ عن عُبادة – رضي الله عنه – قال: ((وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)).

انظروا؛ كُفُر.

الثاني: بواحًا، ظاهرٌ لا يقبل التأويل، يُحكم به بإجماع قضاة المسلمين، أهل الشرع، الراسخين في العلم، يحكمون بأنَّ هذا الحاكم كافر.

كذلك أن تكون عندهم قُوَّة قاهرة لقوَّتِه بحيث أنَّه لا يُسفك دم، أو يُسفك دم ولكنَّه قليل بالنِّسبة إلى التَّخلص من هذا الحاكم.

وكم نصحنا أبناءنا الليبيين مشافهةً وعبر الاتصال الهاتفي؛ أنَّه إذا حدثت فتنة؛ لا يخوضون فيها، لكن إجابة الحاكم المسلم – القذافي ليس بمسلم- فنصحناهم باعتزال الفتنة على الإطلاق، وقلنا لهم: إن كانت للرجل - يعني القذافي- كُفيتم شَرَّه لأنَّه كافر، وإن كانت للآخرين دخلتم فيما دخل فيه النَّاس، فوجدوا ثمار – ولله الحمد- هذه الفتوى، ولا يُنكرها عاقل، حتى من عوام المسلمين فيما بلغنا، وأظنُّ أنَّ ذلك منتشرًا عندهم، أمّا هذا الحاكم فإنّي أقول ما سمعتم؛

أولًا: ينضموا - يعني جنود حفتر- ينضمون إلى جنود الحاكم ويُلقون السلاح ويهربون بأنفسهم ودينهم إلى الحاكم القائم، ويعينونه على إشاعة الأمن، وإذا دعاهم إلى أن ينضموا إلى عَسْكَرِه انضموا إليهم، وأظنُّ أنَّ الحاكم عسكره سيكونون في المقدمة والآخرين معهم، منهم من هو في الظهر ومنهم من هو في قلب الجيش، إلى غير ذلك، هناك من الأنظمة معروفا؛

وخلاصة القول؛ أنَّ هذه المقولة خاطئة، بعيدةٌ عن الصواب، خلافٌ لمنهج أهل السنة والجماعة، بل هي مثيرةٌ للفتنة، وإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن، فنصيحتي لجميع الليبيين – سواءً كانوا- عسكريين أو مدنيين أن يضربوا بهذه الفتوى عُرض الحائط، وأن لا يقيموا لها وزنًا. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري