أحسن الله إليكم، وهذا سائلٌ يقول: كيف أَرُدُّ على من يقول أنَّ بعض السلف خرجوا على بعض الحكام الجائرين وحَذَّروا منهم؟
· أولًا: لا قَوْلَ لأحدٍ بعدَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، وإنْ كان القائلُ إمامًا من الأئمة، بل من الصحابة – رضي الله عنهم-، فالسُّنة معصومة، وصاحبها – صلَّى الله عليه وسلَّم- معصوم، والبشر غير معصومين، المعصوم الإجماع، إذا أجمع علماء الشرع على أمرٍ ديني في أيِّ عصرٍ من العصور؛ كان هذا الإجماع حُجَّة، وبَسْطُ هذه المسألة في كتب الأصول .
· ثانيًا: السَّلفي ليس بمعصوم، ما يُدَّعى في صاحب السُّنة العصمة، فقد تعرض له شبهة؛ فيخرج مع الخوارج.
ثُمَّ (بعض السلف) هذه تحتمل معنيين:
أحدهما: ما قَدَّمناه، وهو أنَّ بعض السلفيين قد تعرض له شُبهة فيخرج، ثم يتوب إلى الله - عزَّ وجل- فهو كان على هذه الشبهة، كان بسببها على مذهب الخوارج فتاب؛ فتابَ الله عليه؛ بل بعض الصحابة - رضي الله عنهم- حَصَلَ منهم رِدَّة ثم أسلموا - رضي الله عنهم- فقيل لهم: أسلمتم على ما أسلفتم من خير، مادام تاب يتوب الله عليه.
المعنى الآخر في قول (بعض السلف): يريد أنَّ بعض المسلمين كانوا خوارج، فهداهم الله إلى السُّنة فهذا له حالتان؛
- الحالة الأولى: لم يكن فيها سلفيًا، كان مبتدعًا.
- والحالُ الثانية: هو سلفي، فهذه من الألفاظ المُجْمَلة فتَفَطَّنوا لها - بارك الله فيكم-.