هذا يسأل عن والدٍ فيقول: ما حكم الوالد الذي يتهاون بالصلاة، وعندما يُعصِّب يَسُبُّ الدين - أعوذ بالله من ذلك- ويُفطر في رمضان مع أن أبناءه ينصحونه ويضربون له الأمثال ويترفقون به .
الذي يتهاون في الصلاة في أَصَح القولين أنه كافر، لأن هذه الصلاة هي الفرق بين المسلم وبين الكافر، ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)) يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- ، ويقول: ((الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))، و(الـ) في قوله بين الكفر والشرك في الحديث المتقدم في مُسند الامام أحمد للعهد؛ أي الشرك الأكبر المعهود، والكفر الأكبر المعهود الناقل عن المِلَّة فالذي يترك الصلاة عمدًا مُتهاونًا متعمِدًّا ذلك؛ هذا كافر في أصح القولين، ويزيد على ذلك ترك رمضان هذه عظيمة وجريمة جسيمة، وأعظم من الثنتين هاتين سَبُّ الدِّين فإن سب الدين رِدَّةٌ عن دين الله مُستقلَّة بمفردها، فمن سَبَّ دين الله فإنه مُرتد، وإذا كان ما يوجد من يقيم على هذا الحد فعلى هؤلاء أن يَتَبَرَّؤوا منه، قال - جلَّ وعلا-: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ﴾، فبدأ بالآباء لأنهم الأصل في وجودك وهم أعظم الناس حقًّا عليك، فبدأ بهم لتعلق القلب بهم، فحقُّ الله أعظم من حَقِّهم، فمثل هذا يجب منابذته وعدم موالاته لأنه مُحَادٌّ لله ولرسوله، وليس له ولاية على بنته المؤمنة، لأن الله – جلَّ وعلا – لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، ويكون أولياؤها إِخْوَتها. نعم.