شيخنا نلاقي بعض الصعوبة في شرح كتب أئمة الدعوة، خاصةً عندنا بعض الأئمة، فلو توجهوننا إلى بعض المتون في العقيدة أو في الفقه، فيكون مثلًا للمذهب الشافعي أو المذاهب المعروفة عندنا، حتى تكون مقبولة عند العوام.
هذا الذي ذكرتهُ في الاعتقاد، وفي الأصول، وفي الحديث، ذكرته لكم ما يتعلق في الاعتقاد هذا ذكرته.
أما ما يتعلق بمتون الفقه؛ فالناس يختلفون في أقاليمهم وفي جهاتهم حسب المدرسة الفقهية القائمة عندهم، فلا بأس أن يُنظر في المتون المشتهرة في جهات الطالب، لاشك أنَّ الذي يسود في جهته إذا اعتنى به انتفع ونفع الناس، مثلًا المذهب الحنبلي وهو موجود في عُمَان، تَجِد المعتمد على الزَّاد وشروحه، المعول على الزاد وشروحه، الشافعية عندهم المنهاج المعول عليه، منهاج الطالبين للنووي -رحمه الله-، فهو من الكتب المعتمدة عند الشافعية وهو كتابٌ محرَّر ونافع، فإن الشافعية اعتمدوه وعَوَّلوا عليه، والتعويل عليه عند المتأخرين -رحمهم الله تعالى-، فحينما يعتني به طالب العلم، ويعتني بالشروح عليه فإنه ينتفع، والمنهاج – ولله الحمد- خُدِم مؤخرًا خدمات طيبة جميلة لا من حيث المتن، ولا من حيث إخراج الشروح، وهو موجود ولله الحمد، وأحسن ما طلع الطبعة الأخيرة التي أصدرتها دار الرسالة في أربع مجلدات.
هذا ما يتعلق بالفقه، وهكذا الفقه المالكي المعتبر عند الناس والمعتبر المعتمد عليه، متن خليل، وقد خدم المتأخرون منهم كتاب خليل. والآن – ولله الحمد- في السوق أطروحات كثيرة فيما يتعلق بشروح خليل، وما يتعلق بتخريج أدلة الكتب التي اعتمد على خليل، مثل: مختصر أيضًا ابن الحاجب من الكتب النافعة، أيضًا هذه الكتب المحررة، من شرح مختصر خليل، شرح مختصر ابن الحاجب الخليل المالكي، فخليل عمدة عند المالكية لأنه متَنَ متنًا أصبح فيما بعد هو المعول عليه، فشرح أيضًا بعد ذلك أو قبل ذلك، شرح متنًا من المتون المعتبرة، وهو كتاب مختصر ابن الحاجب، كان مختصر الحاجب هو الشائع الذائع عند المالكية، حتى جاء مختصر خليل، فألغاه وصار العمل عليه، فهذا الرجل عمل شرحًا وعمل مختصرًا، فإن شئت المختصر المُعَوَّل عليه؛ فهو موجود، وإن شئت شرحًا لمختصرٍ قبله من هذا المختصر الذي أصبح معوَّلًا على مختصره، وهو عارفٌ بمذهب مالك، فإنك تأخذ مثلًا شرحه على مختصر ابن الحاجب، وهكذا. نعم.