الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نَبِيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..
فإنَّ مِمَّا لا شك فيه؛ استيقنته القلوب؛ وآمنت به النفوس؛ قضية المفارقة لهذه الدار.
هذه الدار دارُ مَمَر، ليست بدارِ مقر، قد كُتِبَ علينا فيها ما كُتِب، والمُوَفَّق من وفَّقه الله للصالح فيها، والموفق أيضًا – بعد ذلك- من وَفَّقه الله للتوبة قبل الموت، قبل فوات الفوت، فإنَّ العبد لا يدري متى ينزل به الأجل، فالواجب علينا جميعًا أن نتوب إلى الله من المعاصي والذنوب والآثام والتقصير؛ ونَتَهَيَّأ لصالح العمل، واليوم قد تَخَطَّانا الموت إلى غيرنا، وغدًا سيتخطى غَيرَنا إلينا، فكم من صحيحٍ مات من غير عِلَّةٍ؛ كما قال الشاعر:
كم من مريضٍ عاشَ في الدَّهْرِ مدةً *** وكم من صحيحٍ ماتَ من غير عِلَّةِ
وصحيحٌ أضحى يعود مريضًا *** هو أدنى للموت مِمَّن يعودُ
فالموت نمشي به معنا، وهو أدنى إلى أحدنا من شِرَاكِ نعله كما قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- .
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ *** وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
والواجب علينا جميعًا أن نتذكَّره دائمًا وأبدًا، فإن الذي يتذكر الموت دائمًا وأبدًا يَسْتَعِدُّ لأُخراه ولا تَغُرّه دنياه، ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ﴾ ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ﴾، ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا﴾، وأهل الدِّين والعلم والإيمان هم أعرف الناسِ بقيمةِ الحياة الدُّنيا، فهي لا تسوى عند الله جناح البعوضة، أحقرُ عند الله من ذلك، فإذا نظر العبد إليها هذه النظرة الصحيحة كانت بِيَدِه، ليست في قَلْبِه، ليس لها في قلبه مكان، فَتَجِدُ كثيرها في عينهِ قليل، والقليلُ كثير، وهذا ما دعانا إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- في تذكيره إيَّانا وحَثِّنا على التَّذَكّر للموت، فإنه -عليه الصلاة والسلام- قد قال: ((أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ)) يعني الموت، فإنه ما ذُكِر في قليل إلَّا كَثَّره، ولا في كَثيرٍ إلَّا قلَّله، فيورث العبد القناعة، وعدم الاغترار بهذه الدار، والتشمير عن ساعد الجد والعمل، والاستعداد لدار القرار.
طلبة العلم وأهل العلم، وأهلُ الدِّين والصلاح والعبادة هم الذين لا يتشاءمون من ذِكر الموت، وإنَّما يحبون ذلك لأنه يُورِثهم القناعة، ويَصْرِم حبال الدنيا في قلوبهم لأنهم يعلمون أنَّه مهما طالت الحياة فإنهم سيغادرونها، ولذلك يُعَمِّرونها بالصَّالح والاستعداد للقدوم على الله - جلَّ وعلا-، فينبغي لنا جميعًا أن نحرص على هذا لأنَّا إن فعلناه أورثنا الحَزم، والعمل للنُّقلى إلى الله - جلَّ وعلا-، وإن نحن تركنا ذلك أورثنا التكاسل، والتهاون، والتسويف، وترك العمل - عياذا بالله من ذلك- اتِّكالًا على طولِ الأمل.
نُؤَمِّل آمَالًا ونَرْجُو بُلوغها *** وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ
أين ستذهب منه؟ اليوم؟ العام؟ بعده؟ نازلٌ لا محالة.
هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ *** متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ
نُشاهدُ ذا عَينَ اليَقينَ حَقيقَةً *** وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ
فنسأل الله - جلَّ وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ألَّا يجعلنا وإياكم مِمَّن تغافل عن هذه الحقيقة وتَسَاهَلَ فيها فأَوْبَقَ دُنْيَاه وأُخْرَاه، أمَّا الدُّنيا فبالغفلة عن الله، وأمَّا الأُخرى بعدم البناء والاستعداد لها بصالحِ الأعمال، إن العلم الذي نتعلمه معشر الأحبة والأبناء؛ نتعلمه لماذا؟ للعمل الصالح لتُعمر به دار القرار عند الله، لا للمفاخرة، ولا للمباهاة، ولا للمجاراة، ولا للمناظرة، والمجادلة، والملاحاة، إنَّما للعمل، فالعلم الذي يورث العمل هو العلم النافع، العلم الذي يورث العمل الصالح هو العلم النافع، والذي لا يُورث عملًا صالحًا هذا حُجَّةٌ من الله على ابن آدم، فما التعلم هذا الذي ننصب فيه ونتعب فيه إلَّا لأجل أن نعمل لدار الآخرة ونعبد الله على بصيرة، ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾، هذه الدَّار سننتقل عنها كما انتقل عنها الأخيار الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام-، والأولياء والصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، فارقوها وتركوها، والدَّوْرُ جاءٍ علينا سنتركها شِئْنا أم أَبَيْنَا فـ الله الله معشر الأحبة والأبناء بتذكر الآخرة والتجافي عن هذه الدار فإنها تنتقل عنك رغمًا عنك، ويكفيك أن اسمها دنيا دَنِيَّة،
فيا طالـبَ الـدُّنيا الـدنيئة جاهدًا *** ألا اطلبْ سِواها إنَّها لا وفَا لَها
فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ *** عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها
لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ *** متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها
لقـد نظَـروا قـومٌ بعينٍ بصـيرةٍ **** إليها فلـمْ تغررْهُـمُ باختيالِهـا
ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ *** فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها
هذت الدَّار ليست بدارِ القرار، فيا معشر الأحبة في الاستعداد في الرحيل عنها، فإنها والله من عَرَفَها حقَّ المعرفة لا تكبر في عينه، ومن عرفها حقَّ المعرفة لا تعظم في عينه، ومن عرفها حق المعرفة لا يغتر بها لأنها ظل زائل، ولذلك شَبَّهها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- بالشجرة تفيأ ظلالها يَمْنَةً ويسرة من استظل بها صباحًا انكفأت عنه مساءً، ومن استظل بها مساءً انكفأت عنه صباحًا، فنسأل الله - جلَّ وعلا- بحَوْلِهِ وقَوَّته أن يحول بيننا وبين اغتيالها، أسأل الله سبحانه أن يرزقنا الفقه في دينه والبصيرة فيه والثبات على الحق والهُدى حتى نلقاه إنه جواد كريم.
وصَلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السؤال:
هذا سؤالٌ يقول: أختٌ سلفية تَحَصَّلت من الدولة على إيفاد - يعني بعثة إلى الخارج - إمَّا إلى دولة أوروبية أو دولة عربية، غير معروفٍ إلى الآن، يعني خرجت البعثة ولم تُحَدَّد إلى أيِّ قُطْر، وقد تَقَدَّم لها شاب سلفي فرفضت، قالت: أريد الدراسة أي تكمل دراستها؛ فما نصيحتك يا شيخ؟ وجزاك الله خيرًا، مع أن هذا الأخ يدرس في المدينة النبوية.
الجواب:
أقول: إن كانت هذه الأخت تريد نجاةَ نفسها فلا تذهب إلى البِعْثَة في أوروبا، ولا أمريكا، ولا غيرها، وإن كان ولابُد فلتذهب إلى دولةٍ مسلمة إن احتيجَ إليها وإلى مثلها في اختصاصها، أمَّا إن كان لا يُحْتاجُ إلى إيفادها في اختصاصها فلا تذهب، وإذا ذهبت فلابُدَّ لها من ذي محرم يحوطُها ويرعاها.
وكَوْنها تتزوج مُبَكِّرَةً هذا الذي أحبُّ لها وأنصحها به إذا تقدَّم لها المُتأهِّل، إذا تقدم لها من يُرضى دينه، وأمانته، خُلُقه فلتتزوج؛ فإنَّهُ أَغَضُّ لبَصَرِها، وأَحْصَنُ لفرجها، وأَدْعَى إلى القيامِ بها فيما بعد، فإنها تُنْجِبُ ذريةً في أوَّلِ عمرها يقومون بها - إن شاء الله- إن هي بَلَغَت مرحلة الحاجة.
أمَّا أن تتأخر فإن المُتَزَوِّجين، والطَّالبين سيُعرضون عنها إذا تَقَدَّمت في السِّن، وإذا جاءها الولد على كِبَر شَقِيَت، وتَعِبَت في تربِيته، ورُبَّما لم تَنَل مصلحته ومنفعته، فهذا الذي أوصيها به، وهي تختار لنفسها مع وَلِيّها؛ هذا الذي يدرس في المدينة أو غيره، أنا لا أشور عليها بشيءٍ في هذا إلَّا بما أشارَ به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ))، فتنظر إلى من يُرضى، وطلبة العلم أَوْلَى الناس في هذا، وعلى كلِّ حال هي أَدْرَى بما ينفعها، أمَّا أن تذهب إلى أوروبا وأمريكا؛ فأنا أنصحها ابتداءً وأقول لها: لا ،لا تذهب إلى بلاد الكفر.
السؤال:
هذا يقول: السلام عليكم ورحمة الله، أحسن الله إليك، أريدُ أن أعتمر وقد أَعْطَيْتُ نصف مبلغ للشركة يعني شركة الحج والعمرة، في أثناء الشهر مَرِضَ أهلي، وصرفتُ باقي المال لأجلِ العلاج - يعني دَفَعَ النصف وبقى له النصف-، وقد قارب وقت العمرة؛ فهل يجوز لي أخذ الدَّيْن لأعتمر العمرة الواجبة؟ علمًا بأنَّ الشركة لا تَردُّ المال.
الجواب:
عليكَ السلام ورحمة الله وبركاته، إذا كنتَ تستطيع أن تمشي بما معك من المال فالحمدُ لله، وإذا كنتَ لا تستطيع والمال تخاف عليه أن تذهب به الشركة - شركةَ الاعتمار هذه والسياحة التي من بلدك- وتَجِدُ من يُقرضك لا بأس، وإلَّا الأصل أنَّه إذا لم يكُن عندك مال فلا حجَّ ولا عمرة عليك، لأنَّ الله - جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚوَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين﴾، والذِّي لا يَجِدُ مالًا للنفقة هذا غيرُ مستطيع، فلا تُكَلِّف نفسك، والمال الذي أعطيتَ للشركة وهو نصف المبلغ؛ إن استطعت إرجاعه وإلَّا في ذِمَّتهم، الواجب عليهم أن يُرجعوه لك، وإن بِعْتَ هذا لغيرك، بِعْتَ مكانك في هذه الشركة بالمال الذِّي دفعته لهم لآخر يعتمر معهم فلا بأس، وتكون بذلك قد استرجعت مالك، النصف الذّي دفعت تبيعُ به نصيبك، حينما جاء وقت العمرة وأنتَ غير مُستطيع ما توجد معك نفقة؛ بِع التذاكر إلى من يعتمر بها، وتأخذ أنت المال الذّي تنتفعُ به وحينئذٍ يكون، والعِلْمُ عند الله.
السؤال:
يقول: أحسن الله إليك، اشترى سيارة بعشرة آلاف ورَكِبَها لمدة سنتين، ثم جاء المشتري وطَلَبَ منه أن يبيعها له بعشرة آلاف تقسيطًا؛ فهل يجوز شرعًا؟
الجواب:
نعم يجوز، فالذي نَقَص من القيمة مقابل الاستعمال بَقِيَ في الزيادة في مقابل الأجل والحمد لله، لا بأس بذلك.
السؤال:
السؤال من كازاخستان، يقول: معروفٌ عندهم أنَّ الحجاب لا يُغَطَّى فيه الوجه، وهم يريدون أن يسيروا على منهج السلف، وعندما لَبِسَ أزواجهم النقاب الشرعي حصلت لهم مشاكل من جهة الحكومة ومن جهة عوام الناس؛ فهل يجوز أن يُلبس مكان النقاب الكَمَّام الطبي لستر الوجه؟
الجواب:
إذا حصل وما استطاعت المرأة عندكم إلَّا هذا جازَ لها والحمد لله، وتَسْتُرُ وَجْهَها وتخرج.
السؤال:
يقول: السلام ورحمة الله وبركاته، هناك من بلغت إقامته في المدينة أكثر من سنة، ولا زال يقصر الصلاة إلَّا إذا صَلَّى الجماعة فإنه يُصَلِّي مع الإمام، وهذا الشخص طالبُ علم؛ فعله هذا صحيح؟
الجواب:
لا غير صحيح، هذا غير صحيحٍ فعله، إذا كان مقيم هنا لطلب العلم ونحو ذلك؛ لا يجوز له هذا، يُصَلِّي مع المسلمين.
أمَّا إذا حُبِس وهو يريد الانطلاق إلى بلده؛ لا يدري اليوم، غدًا، الأسبوع هذا، الشهر هذا، هذا لا بأس.
أما أن يقيم؛ يريد أن يطلب العلم ويقيم بين ظهراني المسلمين هذه المدة ولا يُصلِّي الصلاة جماعةً هذا غير صحيح، بل عليه أن يُتِم ويُصَلِّي مع الناس.
السؤال:
هذا يقول: ما حكم حفظ الأحاديث الضعيفة جدًّا؟ هل تُحْفَظ إذا وُجِدَت في متون مثل بلوغ المرام؟
الجواب:
نعم تُحفظ من ضمن المُؤَلَّف؛ ليُعلم أنَّ هذا الكتاب أَوْرَد هذا الحديث، وأن هذا الحديث مذكورٌ في هذا الكتاب وتَعْرِف عِلَّته، أن الحديث ضعيف، فإذا مَرَّ بك قلت هذا حديثٌ ضعيف أورده فلان في الكتاب الفلاني وضَعَّفَه. نعم.
السؤال:
يقول: ما الفرق بين القول بخلاف السُّنة والبدعة؟
الجواب:
خلاف السنة: أن يكون الرجل ما هو مبتدع، فأفتى واجتهد، مثل ما يحصل عند الأئمة - رحمهم الله- الفقهاء والمُفتون، بل كما حصل عند الصحابة - رضي الله تعالى عنهم- أبو بكر، عمر، عثمان، علي -رضي الله عنهم جميعًا-، ما من واحدٍ منهم إلَّا قال قولًا خالفَ فيه، مُجْتهدًا، وبعضهم تبيَّن له، وبعض المرات يَتَبَيَّن له أنَّ ما اجتهد فيه خلاف ما جاء عن النبي - صلَّى الله عليه سلَّم- فَتَجِده يرجع، وأحيانًا لا يَتَبَيَّن له؛ فهذا معنى قولنا: هذا خلاف السنة.
أمَّا البدعة فلا، البدعة: هي الإحداث في الدِّين لشيءٍ يُتَقَرَّب به ويُتَعَبَّد به على غير مثال، ليس له أصلٌ في الدين، نعم هذا صحيح.
هذا هو الفرق بين هذا وذاك، ولعلَّ الابن السائل يرجع ما ذكرناه في كتاب شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى- رفع الملام عن الأئمة الأعلام، يجتهد العالم يقول القول بِخِلاف السُّنة، غابت عنه السُّنة، لا يحفظ فيها شيئًا، ما بَلَغَهُ شيء عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم-، فاجتهد، فنقول: هذا القول خلاف السنة، أَقَوْل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- أَحَق أن يُتَبَّع أم قول أبي بكر وعمر؟ يقول عبد الله بن عمر، و ابن عباس حديثه -رضي الله عنهم جميعًا - مشهور عندكم، وكذا سالم مَوْلَى، أو سالم بن عبد الله بن عمر قال: "قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أحق من قول عبد الله ومن قولِ عمر" أبوه وَجَدّه، فهذا هو الذي يُقال فيه أنه خلاف السنة.
أمَّا البدعة فلا، الابتداع هو الإحداث في دين الله، ويبقى المرء عليه ويُنَافِح عنه.
هذا هو الفرق بين هذا وذاك.
السؤال:
هذا يسأل يقول: كيف تكون محبة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم-؟
الجواب:
الحمد لله، قد قَطَعَ الله - سبحانه وتعالى- في هذا الباب، وبَيَّن لنا البيان الشافي الكافي في أعظم كتاب أُنْزِل على أعظم رسول، وهو نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم- وذلك في قوله: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ﴾، فمحبة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم- تكون بإتباعه، والعمل بِسُنَّته، والحرص على ذلك، والنَّفَار من البِدَع المُحدثة التي هي على خلاف سنته – صلَّى الله عليه وسلَّم-. نعم.
السؤال:
يقول: هل الدعاء يَرُدُّ القضاء؟
الجواب:
نعم، ((لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ)) نصُّ حديث رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم-.
كيف يردّه؟ يكون الله قد قضى هذا القضاء على العبد، وقد سَبَقَ في عِلْمِهِ أنَّ هذا العبد يُيَسَّر للدعاء، فَيُصرف بسبب ذلك الدعاء ذلكم القضاء عنه. نعم.
السؤال:
وهذا يسأل عن الاستفادة من الشيخ خالد الرَّدادي، لكن بعض الطلاب يقولون ما عنده تزكية.
الجواب:
الشيخ خالد الرَّدادي من خيرة الإخوة الذين نعرفهم، وما عرفناهُ من قرابة الثلاثين عامًا إلَّا وهو على السُّنة، وهو طالبٌ في الجامعة الإسلامية وهو على هذا، والآن هو من المشايخ المعروفين، ودكتورٌ مشهور في سُنَّة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم-، وهو من خيرة الإخوة الذين عرفتهم، ولا أُزَكِّي على الله أحدًا.
السؤال:
وهذا يسأل: هل نقول عن الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله أنه كافر؟ يعني تكفير بعينه؟
الجواب:
ما نُكَفِّره بعينه حتى يحصل البيان له، ومعرفة كيفية الأمر الذي عنده في هذا الحكم الذي حَكَمَ فيه بغير ما أنزل الله – تبارك وتعالى-. وأنتم تعلمون، الكافرون؛ هذه مراتب، وقد بَيَّن هذا حبر الأمة، وترجمان القرآن، وابن عمِّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، وبَيَّن أنَّ الآية هذه كُفْرٌ دون كفر، والكفر فيها لا يكون إلَّا إذا اعتقد ذلك واستحلَّ الحكم بغير ما أنزل الله، ولسماحة والدنا وشيخنا الشيخ عبد العزيز في فتاواه نورٌ على الدرب، في مجموع الفتاوى تفصيلٌ جميل أحيلُ ابني السائل عليه.
السؤال:
هذا يسأل عن الاستياك عند الوضوء قبل الشروع؟ أو في الوضوء؟
الجواب:
يعني عنده، إذا بَدَأَ في الوضوء تمضمض. نعم.
وبهذا نأتي على جميع السؤالات، وعُدْنا إلى السؤال الأول.
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.