جديد الموقع

8881467

الجواب: 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نُرَحِّبُ بجميع الأخوة والأخوات في هذا اللقاء المفتوح مع فضيلة شيخنا عبيد الجابري – حفظه الله تعالى-، وهذا هو اللقاء الثالث والأربعون.

ونبدأ - حفظكم الله– بهذا السؤال.

 

السؤال:

هذه السائلة من فرنسا - وهو السؤال الأول- تقول: أنا متزوِّجةٌ منذ ثلاث سنوات، أريد الإنجاب وزوجي يمنعني لأننا في بلاد الكفر، ويقول: حتى نتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي لأننا في بداية الإسلام، وأنا يا شيخ أريد أن تكون لي ذرية صالحة، وهذاالموضوع دائمًا يُسَبِّب لنا مشكلات بيننا؛ فهل له يحرمني من الإنجاب؟

الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أيها المستمعون من أبنائنا وبناتها حيثما كنتم، فأقول وبالله التوفيق:

أولًا: يا بنتي؛ بَلِّغِي زوجك مِنِّي السلام وأنه من حِكَم النكاح العظيمة الجميلة؛ الإنجاب، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم)) :- تَنَاكَحُوا تَكَاثَرُوا فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ )) أو قال: ((مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم – في بعض الروايات ((فَلا تُسَوِّدُوا وَجْهِي))، فاطْلُبا ما أَحَلَّه الله لكما من بعضكما، وابتغيا عند الله - سبحانه وتعالى- الولد الصالح، الذرية الصالحة، فهذا مَطْلَبٌ لكِلٍّ منكما، ولا يحقُّ لواحدٍ منكما أن يحولَ بين هذه الحكمة الجميلة العظيمة وبين صاحبه، لا يَحلّ له أن يمنع صاحبه من هذه الحكمة العظيمة.

ثانيًا: لقولكِ أنَّ هذا يُسَبِّب إشكالًا بينكما؛ أقول: أرجو أن يزول هذا، فزوجكِ معذور لأنه كما ذكرت في سؤالك في أول الإسلام أنتِ وهو، لكن إذا عَلِمَ هذا وبَلَّغته هذا فسوف يَقْبَلُ - إن شاء الله- ويزول هذا الخوف، ولا يُشترط في الإنجاب أن يتعلّم الزوجان اللغة العربية، ولا يمنعهما الإنجاب من تعلّم اللغة العربية، ومن تعلم ما يكون فرض عين من التوحيد والصلاة والصيام والزكاة إذا كان عند المُكَلَّف مال، وفريضة الحج إذا قَدِر على ذلك، إلى غير ذلك من محاسن الإسلام مثل: بر الوالدين، وحُسن الخُلُق مع القريب والبعيد.

وأسأل الله لكما السداد في الأقوال والأعمال، وأن يصلح ذات بينكما، وأن يديم بينكما حسن الصحبة والعشرة .

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثاني من تونس؛

يقول السائل: أنا شابٌّ أبلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة، وأعمل في سلك الشرطة، وأضطر للقيام بالعديد من المخالفات الشرعية، أردت الاستقالة من عملي ولكن أهلي يعارضون ذلك، وأنا أسكن معهم ولا أُتقن حرفةً أخرى، وحاجتي للعمل مُلِحَّة، فهل لي أن أستمر في هذا العمل لمدة سنة حتى أجمع مبلغًا من المال؟

الجواب:

يا بني من تونس بَلِّغ أبويك مِنِّي السَّلام، وأنَّ السُّنة قد اجتمعت نصوصها على أنَّه لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق، وأنَّهما إذا أرغماك على هذه المخالفات الشرعية التي ثَبَتَ النهي عنها بنصِّ الشارع فإن عليهما وزرك ووزرهما، لكن إذا استطعت أن تُوَرِّي وتعمل تورية، وتتحمل الجزاءات الحكومية فاصنع، لكن إذا وصل الأمر إلى أنَّك تترك الصلاة مثلًا، وتترك الصيام؛ فإنه لا يحِلُّ لكَ البقاء في هذا السلك العسكري، وأسأل الله أن يعينكم ويُفَرِّج عنكم فإن حكومة تونس تسير في الخط العلماني هي وكثير من الدول العربية، ولا يقيمونَ وزنًا لشرع الله، أسأل الله أن يهيئ لكَ المخرج، وإن استطعت الآن أن تذهب إلى العمل في مؤسسة غير حكومية ولو أدنى وظيفة؛ مثل حارس، سائق فَفِر، وما عليك من أبويك إذا أصَرَّا، ولكن أظنك إذا أبلغتهما سلامي وتمنياتي لهما بالسداد في الأقوال والأعمال، وأن ييسِّر الله الهدى لهما وييسرهما للهدى؛ لا أظنهما يخالفان هذه النصيحة ويرغماك على معاصي الرَّبعزَّ وجل-.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث؛

يقول السائل من الجزائر: هناك جهاز يُباع في الأسواق يوضع على أبواب المنازل والمحلات، وعند فتح الباب ينطق بأدعية وأذكار مختلفة، مثل توكل على الله ولا تنسى ذكر الله بقصد التذكير؛ فهل يجوز اقتناؤه أو بيعه؟

الجواب:

لم أعلم من هدي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولا هدي خلفائه، ولا الأئمة بعدهم؛ أنهم يَقِفون على الأبواب ويقولون للشخص: اذكر الله، لا تنسى ذكر الله، إلى غير ذلك من الأدعية، وبهذا يظهر لكَ أنَّ هذا الصنيع لم يكن معهودًا في تلك العصور الفاضلة؛ فيكون إِذًا من البدع؛ فلا تَشْتَرِه. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الرابع؛

تقول السائلة من السعودية: أَنْشَأْتُ مجموعات على برنامج الواتساب خاص بزميلات الدراسة لتبادل المنفعة، ولكنهن يقمن بإرسال صور وفيديوهات بها مخالفات كظهور الرجال، والموضوعات الساخرة، والموسيقى؛ سؤالي: هل أتَحَمَّل وزر كلّ ما يُنشر في هذه المجموعة؟ وماذا عليَّ فعله؟

الجواب:

يظهر أنَّكِ يا بنتي أنشأتِ هذه المجموعة لغرضٍ شرعي؛ وهو تبادل المنفعة، والذي يظهر أنَّ هذه المنفعة بادئ ذي بدء فيما يتعلَّقُ بالدراسة، تبادل المعلومات من واجبات، إلى غير ذلك، أو منفعة أخرى دينيّة أو دنيويّة مباحة، وما دام الأمر وصل بهنَّ إلى ما ذكرتِ؛فافصليهن، وفاصليهن، ولا تشتركي معهن. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، هذا السؤال الخامس؛

يقول السائل من بريطانيا: أنا ضعيف السمع، وأستعمل جهازيْنِ للسمع، في كثيرٍ من الأحيان لا أسمع جيدًا خاصّةً إذا لم أرَ وجه الشّخص كما في الصلاة – يعني أسمع الصوت لكن لا أميّز الحروف – فهل تجوز لي قراءة القرآن سرًّا في نفسي ودون الجهر في الصلاة عندما يقرأ الإمام خاصّةً في صلاة التراويح حيث تطول مُدَّة القراءة والركعة؟

الجواب:

المسألة فيها خلاف كبير عند أهل العلم: هل يقرأ المأموم الفاتحة أو لا يقرؤها؟ فأعدل الأقوال فيما وقفت عليه أنَّ المأموم يقرأ الفاتحة في السِّرية من الصلوات، ولا يقرؤه في الجهرية، وهذا لا أظنّه يخفى عليك، فإنّك تسمع إن شاء الله التأمين- تسمع من حولك، فهذه واضحة.

وإذا كنت لا تسمع لا الفاتحة ولا غيرها، فاكتفِ بدعاء الاستفتاح وقراءة الفاتحة، فوقوفك انتظارًا لركوع الإمام حتى تركع؛ هذا من أصل صلاتك، فلا تُشْغِل نفسك بالقراءة، والدَّليل على أنَّ المأموم لا يقرأ الفاتحة في الجهرية – وهذا القول هو أعدل الأقوال – دليله قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إنمَا جُعِلَ الإمامُ ليُؤْتَمَّ بهِ)) فذكر الحديث وقال: ((وإذا قَرَأَ فَأَنْصتوا))، فلا تقرأ يا بني إلَّا فاتحة الكتاب، ثُمَّ قف، وأنت معذور، حتى ولو قرأتها أثناء قراءة الإمام ما دام الحال كما ذكرت، وأسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل، ويجعل العاقبة خيرًا لك في عاجل أمرك وآجله.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال السادس من ليبيا:

يقول السائل: لدينا أيتامٌ يقيمون معنا في البيت، ولهم مالٌ يُزكَّى، وأخي طالبٌ في الكليّة، وعليه ديون وليس له دخل؛ فهل يجوز إعطاؤه من زكاة هذا المال؟

الجواب:

إذا كان الأمر كما ذكرت؛ فأخوكَ من الغارمين، فله حظُّ الغارمين من زكاة مال هؤلاء الأيتام. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السابع من تونس:

يقول السائل: أبي يضربني ضربًا شديدًا، ويطلب منِّي حلق لحيتي، وإسبال ثوبي، ويُجبرني على دخول سلك الأمن؛ فهل لي أن أغادر المنزل فارًّا بديني؟

الجواب:

أوّلًا: بَلِّغ أباكَ مِنَّي السلام، فقل له: عبيد الجابري من المدينة النبويّة يقرَؤُكَ السلام يا أبي.

وثانيًا: بَلِّغه نصيحتي أنّه لا يصنع معك هذا الصنيع؛ فإنّ ما يأمرك به من حلق لحيتك وإسبال ثوبك من المعاصي، وإسبال الثوب في حقِّ الرجل كبيرة لشدَّة الوعيد، وأنَّ المسبل أحد الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يُكَلّمهم ولا يُزَكِّيهم ولهم عذابٌ أليم، وحلق اللِّحية مُحَرَّم، وتوفيرها واجب، فحالقها يأثم، والذي يعفيها مأجور، للأوامر المتواترة في ذلك؛ منها قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-:((اعْفُوا اللِّحَى))، ((وَفِّرُوا اللِّحَى))، ((اكْرِمُوا اللِّحَى)).

ولا تغادر المنزل، وهذا هو الأمر الثاني الذي آمرك به، لا تغادر المنزل إلَّا في حالين:

-                 الحالة الأولى: إذا كنت حينما تغادر منزل أبَوَيْك تأوي إلى ما تأوي إليه عن غنى، حتى لا تكون عالةً على الناس، والمعنى أنه إذا أمكنكَ استئجار محل على حسابك الخاص لتأوي إليه، وأنتَ كذلك في عمل تُؤَمِّن منه سكناك ومعيشتك؛ هذا الأول.

-                 والثاني: إذا أصرَّ إجبارك على ما ذكرت، وأنا أظنُّ أنَّ أباك لا يُخالِفُ الحق إذا سمعه، وما أظنه - إن شاء الله- يخالفُ نصيحتنا. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثامن؛

يقول السائل من تونس: أمي تأمرني بحضور زفاف أخي، مع العلم أنه يحتوى على معازف وأنا أرفض المشاركة، فهل آثمٌ في معصيتي لها؟

الجواب:

·                  أولًا: بَلِّغ أمك مِنِّي السَّلام، وأخْبِرها أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- ذكر؛ ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ – يعني آخر الزمان - وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ - أي الراعي- بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ))، وتواتر عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- تحريم الغناء، ومن أراد الاستزادة فلْيُراجع فتح الباري للحافظ ابن حجر - رحمه الله-، وإغاثة اللهفان للإمام ابن القيم - رحمه الله-؛ هذا أولًا.

·                  ثانيًا: إذا استطعت أن تحضر في الأوقات التي تخلو من المعازف فاحضر، فإذا جاءت أو بدأت هذه المعازف والغناء فانصرف، أو اعتزل قدر الإمكان إذا كنت لا تستطيع الانصراف، وأنا أظنُّ ظنًّا كبيرًا أنَّ أمك لا تُخالف هذه النصيحة، لكن لعلَّه غُرِّر بها أو أُمْلِيَ عليها من أناسٍ حولها جَهَلَة.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال التاسع؛

تقول السائلة من الكويت: ما حكم نزع الشَّامات من الوجه إن كان مكانها غير مناسب؟

الجواب:

لَعَلَّكِ يا بنتي تَعْنِينَ ما يُسَمَّى حبة الخال، إذا كانت مُشَوِّهة وتؤذي فلا مانع أن تُزال عن طريق الطب، ولكن الذي أعلم أنها إذا كانت خفيفة ينقشها أناس بشيء خفيف فيخرج ما فيها من مادة أو دم فتزول، لكن إذا كانت كبيرة مشوِّهة، تُشَوِّه الوجه، وتخرجك عن نظائرك من بنات جنسك؛ فأزيليها عن طريق الطب حتى لا يحدث عندك تَشَوُّه. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال العاشر؛

تقول السائلة من ليبيا: عندي ابنةٌ صغيرة، وغالبًا ما تقطع عليَّ صلاتي بالبكاء؛ فهل يجوز لي أن أقطع صلاتي عندما أسمع بكاءها لأني لا أشعر بالطمأنينة؟ مع العلم أن هذه الحالة - أي بكاؤها أثناء الصلاة- تتكرَّر معي بشكلٍ يومي.

الجواب:

أولًا: يا بنتي كان من هديه - صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه يدخل في الصلاة ليطيلها فإذا سمع بكاء الصبي خَفَّف رفقًا بأمِّه، فأقول لك: إذا بكت ابنتك فخَفِّفي الصلاة، وصلاتك صحيحة لا يضرك، لأن هذا عذر شرعي.

وثانيًا: إذا وَصَلَ الأمر إلى أن ابنتك يحصل لها من شدة البكاء ما يُشْبِه الصرع، وتَتَشَنَّج؛ ففي هذه الحال رَضِّعيها، ألقميها الثدي؛ فإنه يهَدِّئها، وإن كنت أحضرتِ لها شيئًا من الطعام فلَقِّميها أثناء الصلاة شيئًا؛ فهذا يُلهيها حتى تؤدِّي صلاتك - إن شاء الله تعالى-.

الثالث: إذا تَشَنَّجَت تَشَنُّجًا قويًّا لا تستطيعين إتمام الصلاة معه إلَّا بقطعِ صلاتك؛ فاقطعي صلاتك واستعملي لها ما يُهدئها من الرَّش بالماء، أو إذا كان هناك أدوية تعطينها إياها، ثم إذا هدأت البنت تعودين إلى صلاتك، وتُعيدينها وأنتِ مأجورة - إن شاء الله تعالى-، والله أعلم.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا شيخنا، وهذا السؤال الحادي عشر؛

تقول السائلة من ليبيا: نحن مجموعة نساء ندرس القرآن في المسجد عند معلمة القرآن، دخل علينا مرةً مراقب، وطَلَبَ من بعض النساء القراءة عليه حتى يختبر مستوى الطالبات ويُقَيِّم المعلمة؛ فهل يجوز لنا أن نسمعه تلاواتنا؟ علمًا إن لم نفعل فستتعرض المعلمة للطرد.

الجواب:

مادام الأمر كذلك؛ فإني لا أنصحكن بدراسة القرآن في المسجد، لأن هذا المراقب جاهل وسَيّئ الأدب مع بنات المسلمين وقليلُ الحياء، قد يكون هذا مُمْلَى عليه من رئيسٍ فوقه وهو كذلك مثله أو أجهل،والمرأة حينما تقرأ القرآن، وأرادت التَّغني تقرأ على امرأةٍ مثلها، أمَّا تغنيها بالقرآن أمام الرجل فهذا من الخضوع بالقول، وإن كان كلام الله؛ لكنه من الخضوع بالقول لأن المرأة عندها رقة صوت تخالف الرجل حتى لو خَشَّنت، مهما يكن، تخالف الرجل، فلا أنصَحْكُنَّ بالدراسة في المسجد، ويكفيكن - ولله الحمد- ما تعلمتن من قراءة القرآن، وإن أمكن أن تدرسن على معلمة في دارها فلا مانع، ولو أعطيتُنَّها شيء - يعني حسب القدرة- فلا بأس به - إن شاء الله تعالى- .

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، هذا السؤال الثاني عشر؛

يقول السائل من أندونيسيا: أنا مريضٌ وأقوم بالغسيل الكلوي؛ فهل هذا الغسيل يُبطل الوضوء أو الصوم؟

الجواب:

أمَّا الوضوء فلا أظنه يبطل فليس هو ضمن نواقض الوضوء، وأمَّا الصيام هل يؤثِّر عليه أو لا؛ فهذا لا أستطيع أن أُفْتِيَكَ فيه في هذه الحال، ولكن عليكَ بمراجعة الأطباء الأخصائيين لاسيما الاستشاريون أو الأساتذة فإنهم أعرف بهذا منا .

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث عشر؛

يقول السائل من إيطاليا: في المدينة التي نعيش فيها بإيطاليا يقوم أحد المراكز الإسلامية بزيارة الكنائس ويجلسون مختلطين بالنساء للاستماع لمحاضرة القسيس؛ فما الحكم في ذلك؟

الجواب:

تُفٌّ على هذا المركز ثم تف، قبح الله هذا المركز، إنه مركز سوء، ولا يفعل هذا إلَّا أفراخ الجماعة الضَّالة المُضِلَّة، وهي من كبرى الجماعات الدعوية الحديثة الفاجرة؛ جماعة الإخوان المسلمين، فهذا مركزٌ ضالٌّ مُضِل .

أولًا: استماعهم محاضرة القسِّيس، وقبله زيارة الكنيسة؛ لماذا؟! أليس عندهم مساجد؟! أليس هناك علماء يُحاضرون؟!

وثانيًا: جلوسهم مختلطين مع النساء، هذا هو مسلك القرضاوي، يوسف بن عبد الله القرضاوي المقيم في قطر وهو ضالٌّ مضل من أئمة الضلال ولديه كلمات كُفْرِية، والله وبالله وتالله لو قلتها لَكَفَرت، فنسأل الله إن كان في هذا الرجل خير أن يُعَجِّل له الهداية، وإن لم يكن فيه خير فأن يُعَجِّل له العقوبة التي تُريح أهل الإسلام من شَرِّه .

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الرابع عشر؛

تقول السائلة من السعودية: كثيرًا ما نسمع من المُتَحَزِّبة أنَّ مشايخ السُّنة في هذا العصر يترَصًّدونَ أخطاء الدعاة؛ فما تعليقكم على هذه المقولة؟

الجواب:

·                  أولًا: يا بنتي ليس هذا غريبًا عليهم، فأهل البدع من قديم - من القرون الأولى- وهم يحبكون ما يحبكون من المكائد، ومنها الافتراء والكذب والتُّهم الباطلة لأهل السُّنة بما الله يعلم أنَّهم برءاء منه، فأهل السنة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: "هم أرحم الناس بالخلق وهم أعرف الناس بالحق".

·                  الأمر الثاني: لا يَتَقَصَّد علماء السُّنة ولا طُلَّاب العلم منهم الأخطاء الخافية، وإنَّما يَردُّون ما عَلِموه من الخطأ في أصول الدِّين، وفي فروعه - في الأحكام- ردًّا علميًا مُؤَصَّلًا مبنيًا على الكتابِ والسُّنة، ويُتْبِعونَ نصوص الكتاب والسُّنة نماذج وأمثلة من سيرة السَّلف الصالح هي الهادي للمخالفات.

·                  وثالثًا: أقول: أهل السُّنة عندهم ميزانان يَعْرِضونَ ما يَرِدُ عليهم من أقوال الناس وأفعالهم على هذين الميزانين؛ وهما النصُّ والإجماع، فمن وافقَ نصًّا أو إجماعًا قُبِلَ منه، ومن خالَفَ نصًّا أو إجماعًا ردُّوا عليه، ولا يجاوزون نفس المسار - مسار المخالفة-، فإن كانت في مجلس ردُّوها في ذلك المجلس، وإن كانت خطبة جمعة رَدُّوها في نفس المكان، وإن كانت المخالفة قد ذاعت وشاعت وطارَ بها مَن طار بها في الآفاق، وتَلَقَّاها من تَلَقَّاها على أَنَّها من دينِ الله سَلَكُوا هذا المسلك، ومستندهم في ذلكَ؛

أولًا: من النصوص الشرعية وأذكر منها بعض الآيات وبعض الأحاديث.

-                 فمن آي التنزيل الكريم؛ قوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..﴾ الآية،الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

-                 وأمَّا أحاديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- الصحيحة في رَدِّ المخالفة على صاحبها إن لم تكن متواترة تواترًا معنويًا فهي مستفيضة، ومنها: ما أخرجه الشيخان عن عائشة - رضي الله عنها- عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ))، وفي روايةٍ لمسلم؛ ((مَنْ عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أمرُنا هذا فهو رَدٌّ))، وأخرج البخاري - رحمه الله- هذه الرواية التي وَصَلَها مسلم، أخرجها في كتاب الاعتصام تعليقًا.

الثاني: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)).

الحديث الثالث: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يَتَحَمَّلُ هَذَا الْعِلْمَ – يعني فقه دين الله- مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ)).

-                 وأمَّا من أقوال الصحابة ومن بعدهم؛ فنختار هذه النصوص:

·                  الأول: قول الفاروق - رضي الله عنه-: "إياكم وأهل الرأي أعداء السُّنن أعيتهم أحاديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضَلُّوا وأَضَلُّوا".

·                  الثاني: عن علي - رضي الله عنه- قال: "لو كان الدِّينُ بالرأي لكانَ باطِنُ الخُفِّ أولى بالمسح من أعلاه" وكان ابن عباس - رضي الله عنهما- يقول: "تَحْدث البدعة في المشرق أو المغرب، فيحملها الرجل إِلَي، فإذا انتهت إلِيَّ قمعتها بالسُّنة فتُرَدُّ عليه".

-                 وأمَّا أقوال من بعدهم من أئمة العلم والإيمان - أعني بعد الصحابة- فإنَّهم مُجْمِعون على ما أفادته هذه النصوص من ردِّ المخالفة الشرعية؛ سواءً كانت في الأصول أو الفروع، ومن تلكم الأقوال قول ابن سيرين - رحمه الله-: "إنَّ هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"، وقال الشعبي - رحمه الله-: "إيَّاكم والمقايسة فو الذي نفسي بِيَدِه لأن أخذتم بالقياس لَتُحِلُّنَّ الحرام، ولَتُحرِّمُنَّ الحلال، فما بلغكم عمن حفظ من أصحاب محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم- فخذوه" أو قال: "خذوا به"، وهذه الأقوال من أرادَ أن يَتَزَوَّدَ منها فلينظر في الإبانة الكبرى لابن بطة العكبري، وشرح أصول الاعتقاد عند أهل السنة للالكائي، وغيرها من دواوين أئمة العلم والإيمان، فَبَانَ بهذا أَنَّ ما يقوله أولئك المتحزبة والمتفلسفة من أَنَّ أهل السنة يترصدون الأخطاء؛ كَذِبٌ وَبُهتان، وهو مُنْكَرٌ مِنَ القولِ وزورًا.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الخامس عشر والأخير، ويتفرع منه عدة أسئلة - حفظكم الله-؛

يقول السائل: نحن طلبةٌ ندرس في قبرص التركية، ولدينا مصلى في الجامعة نُصَلِّي فيه بعيدًا عن مساجد المنطقة حيث أنه صلاتهم حركاتها نقرٌ، وأغلبهم على الطريقة "النقشبندية" ولديهم بدعٌ قبل وبعد الصلاة؛ وأسئلتي هي:

أولًا: هل تجوز لنا الصلاة في مساجد المنطقة المذكورة عندما نكون بعيدين عن مسجدنا؟

الجواب:

أقول: مادام الأمر كما ذكرت؛ فلا تُصَلُّوا خلف من ينقر الصلاة، والذي ينقر الصلاة هو من لا يُتِمُّ ركوعها ولا سجودها، من لا يطمئن في ركوع ولا رفع منه ولا يعتدل ولا يُتِمُّ السجود ولا يتم الجلسة بين السجدتين فهؤلاء لا تُصَلُّوا خلفهم، لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث المسيء صلاته - رضي الله عنه-: ((ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ)).

وثانيًا: إذا كانت البدع مُكَفِّرة، وقد ذكرت "النقشبدية" وهي إحداها، أو كان هؤلاء من أصحاب وحدة الوجود، أو الاتحاد، أو الحلول، وهؤلاء من غلاة المتصوفة، أو رافضة؛ فلا تُصَلُّوا خلفهم، أو مِمَّن يذبح لغير الله، وينذر لغير الله، إلى غير ذلك من البدع الشركية التي هي شركٌ أكبر فلا تُصَلُّوا خلفهم كذلك، صَلُّوا في بيوتكم، أو خلف أعدل إمام ليس فيه بدعةٌ مُكَفِّرة؛ مثل: "التمشعر" هذه بدعة ليست مُكَفِّرة، بل هي مُفَسِّقة، وإن وجدتم إمامًا صاحب سنة فقيه في الصلاة فَصَلُّوا خلفه أَوْلَى.

السؤال:

الفقرة الثانية شيخنا من السؤال، يقول: أحيانًا يتقدم بعض الشباب للإمامة في المصلى عند تأخر الإمام الراتب، ويرتدون سراويل وقمصانًا قصيرة، وعند الركوع ينكشف جزء من عورتهم أسفل الظهر؛ فهل تجب عليهم إعادة الصلاة؟ وهل تَصِحُّ صلاة المأمومين؟

الجواب:

هذا الإمام لم تكن صلاته صحيحة مادامت انكشفت بعض العورة المغلظة - كما فهمته من سؤالك- وهو أنه انكشف بعض دُبُرِه، فلا تُصَلُّوا خلفه، وإن قدرتم على نُصْحِهِ وقَبِل النصيحة نعم؛ فَصَلُّوا خلفه.

 

السؤال:

ويقول شيخنا في الفقرة الثالثة من السؤال: بدأنا بقراءةِ شروحٍ في كتب العقيدة لعلماء السلف مترجمة باللغة الانجليزية حيث أنَّ المصلين من جنسيات مختلفة، ولا يفهمون اللغة العربية، ويطلبون أحيانًا زيادة توضيح أو شرح، ولكننا نتهرب من الإجابة ونكتفي بترجمة الشرح؛ فهل يجوز التوضيح لهم؟

الجواب:

لا يخلو هذا من حالين:

·                  الأولى: أن يكون عندك قُدْرَة؛ تُوَضِّح لهم في الحال مما قرأت من كلام أهل العلم الفضلاء؛ مثل: كلام الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله-، الشيخ بن عثيمين - رحمه الله-، الشيخ ناصر رحمه الله، الشيخ الفوزان - حفظه الله-، الشيخ صالح بن اللحيدان - حفظه الله-، أمثال هؤلاء، وليس قولي محصورًا على السعودية بلدي، لكن هذا على سبيل المثال، فقد يكون هناك علماء فضلاء في أقطارٍ أخرى لا أتذكرهم الآن.

·                  الحال الثانية: أن لا يكون عندك قدرة؛ فواعدهم خيرًا، ثم اسأل من قَدِرت على سؤاله من العلماء المذكورين أو مِمَّن هو - إن شاء الله- على خير، خارج قُطْرِكُم. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، يقول في الفقرة الرابعة والأخيرة من السؤال: في يوم الجمعة حاولَ إمام مسجد المدينة أن يخطب بنا الجمعة في مُصَلَّانا ولكننا لم نسمح له، ونتوقع أنه سيحاول مع المسئولين أن يُنَفِّذَ ما يريد؛ فبماذا تنصحوننا؟

الجواب:

ونحن نسألك يا بُنَي نيابة عن زملائك هذا السؤال: فنقول هل هذا الرجل لديه بدع مُكَفِّرة وشركيات ظاهرة أو لا؟ وإنما ظاهره الخير، فإن كان على خير، ولم تُجَرِّبوا عليه بدعة مُكَفِّرة، ولا معصية ظاهرة مُفَسِّقة فلا مانع أن تأذنوا له، قبل أن يأتِ بأمر من فوقكم، من المسئولين، فَأْذَنوا لهم أنتم واكسبوها.

وأما إن عَلِمتم منه ما يُكَرِّهكم في الصلاة خلفه، كأن يكون مثلًا لا يُبالي بستر العورة، أو غير ذلك من المُفَسِّقات التي لا تطيقونها، فَصَلُّوا خَلْفَه إذا مثلًا أَخَذَ إِذْنًا مِمَّن فوقكم من المسئولين - مسئولين الجامعة- فَصَلُّوا خلفه للضرورة، إلَّا إذا كان لديه بدع مكفرة كأن يكون رافضيًّا، أو نقشبنديًّا، أو مثلًا من القبوريين، أو من أصحاب وحدة الوجود، أو الاتحاد، أو الحلول، فلا تُصَلُّوا خلفه ولو حتى أتى بإذن من المسئولين، فاتركوا المسجد ذاك اليوم، يوم الجمعة، اتركوه مادامَ إنه على هذه المُكَفِّرات أو معروف عنه مشهود عليه بسبِّ الدِّين أو سَبِّ الربِّ – جلَّ وعلا –، أو سَبِّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فلا تُصَلُّوا خلفه، اتركوا المسجد له ولمن هو على شاكلته، وفي هذه الحال إن تَيَسَّر لكم الذهاب إلى مسجد صاحبه ليس عنده بدع مُكَفِّرة فاذهبوا إليه، وإن شَقَّ عليكم ذلك ولم تَقْدِروا فَصَلُّوا في بيوتكم؛ مادام الرجل على هذه البدع الكُفْرية، وقد صَحَّت عندكم بالنَّقل الصحيح الموثوق، سماعًا فيما يسمع من الأقوال، أو شهادةً على فعل من الثِّقات في الأَمْرَيْن.

واللهُ أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والسَّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري