جديد الموقع

8881471

الجواب: 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أمَّا بعد ..

 

فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بأبنائنا جميعًا، وأهلًا ومرحبًا بأبنائنا من ألمانيا، حَيَّ الله الجميع.

لا شَكَّ مَعْشَر الأحبة أنَّ الله -سبحانه وتعالى- خلقنا لعبادته وطاعته، لم يَخْلُقنا عبثًا ولم يتركنا سُدى؛ بل أرسل إلينا رسلًا؛ من أطاعهم دَخَلَ الجنة، ومن عصاهم دَخَلَ النَّار، وكان آخرهم بِعْثَةً وبِهِ خُتِمَ الأنبياء؛ نبينا محمَّدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا ﴿١٥﴾ فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ﴿١٦﴾ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾ السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا﴾، ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، ﴿رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾،﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾،كَلَّا والله، إنَّما خُلِقنا لأمرٍ عظيم أَلَا وهو عبادته وحده لا شريك له، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾، هذه بعثة الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام- وهذه وظيفتهم، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، فَمُهِمَّتهم جميعًا الدعوة إلى توحيد الله، والبدء به لأنه أصل قبول الأعمال،﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ لا عبرة بالأعمالِ مع الشِّرك، ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، فيجب على كُلِّ مؤمنٍ بهذا النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يَتَرَسَّم طريقته في دعوته إلى ربه -صلوات الله وسلامه عليه- فيبدأ في دعوته الناس بتصحيح الاعتقاد، يبدأ بالتوحيد لأنه إذا لَقِيَ العبد رَبَّه بتوحيدٍ سليمٍ خَالٍ من الشِّرك، انتفع به ولو قَلَّت عباداته، قَلَّت صلاته، قلَّ تَطَوّعه بها، قلَّ نفله بالصيام، قلَّ نفله في الصدقة، ولو لَقِيَ الله بأعمالٍ مثل الجبال مِمَّا ذُكِر، وغيره مما لم يُذكر، لكن لَقِيَه بغير توحيد فإنها لا تنفعه، ﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾، ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾، فلا فائدةَ من الأعمال، فأصلُ القبول هو هذا التوحيد، فعليكم معشر الأخوة في أيِّ مكان تَحَلُّون فيه أن تبدؤوا به، فإن كان البلد بلد إسلام ذَكَّرتموهم بذلك، وحَثَثْتموهم على النشاط فيه،والاهتمام به فإن مذاكرة التوحيد حياة القلوب، ومن رأيتموه يَتَبَرَّم من ذلك ويتضجر فاعلموا أنه مريض القلب، لم يعرف طعم التوحيد حقيقةً، فالتوحيد دعوة الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-.

وإن كان البلد الذي نَزَلْتُمْ به أهل شركٍ سواءً كانوا أصليين، أو ممن ينتسب إلى الإسلام، وهم من عباد القبور والأضرحة، والقاصدين لها، والمستغيثين بها، والدَّاعين لأصحابها إلى غير ذلك صَحَّحتم لهم دينهم، ودَعَوْتُم الكفار الأصليين إلى ما يَنْجون به بين يَدَيْ رَبِّ العالمين؛ ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾، فأنتَ أَيُّها المُوَحِّد مُقْتَفٍ للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي أنزل الله عليه؛ ﴿قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ أي: من كان على طريقتي مُتَّبعًا لي؛ يدعو أيضًا على بصيرة، ثم قال: ﴿وَسُبْحَانَ اللَّـهِ﴾تنزيهٌ لله -جلَّ وعلا- عَمَّا لا يليق به من الشرك به -سبحانه وتعالى-، من نسبة الولد إليه، من نسبة الصاحبة إليه، والجن قد نَزَّهته عن ذلك، فما بالكم بالأنس أيها الناس؟! ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾، سبحانه وتعالى، فالآن كثير من بلدان الدُّنيا يغلب عليهم النصرانية، والنصارى مُثَلِّثون مُشركون، ونَخصُّ بالخطاب أخوتنا وأبناءنا في أوروبا، التي يغلب عليها النصرانية، وهي مُعَسْكَران شرقيٌّ وغربي، فالشرقي الأرثوذوكس، والغربي الكاثوليك، والبروتوستانت وهم قِلَّة في الدرجة الثالثة يأتون، وأشد النصارى تَعُصبًّا الأورثردكس، وأكثرهم كذِبًا وجهلًا الكاثوليك، هذا تقسيمهم، وأنتم تعيشون بينهم، ولعلكم تعلمون منهم أكثر مِمَّا أعلم، فاحرصوا على دعوة هؤلاء، وبَيِّنوا ما هم فيه من الضَّلال، وكيف يكون الإله الواحد ثلاثةً؟! كيف؟! الواحد واحد، والثلاثة ثلاثة، رقم الثلاثة ثلاثة أشياء، ورقم الواحد واحد لا يُشاركه في القسمة آخر، فكيف يُصبح الواحد ثلاثة! وتصبح الثلاثة واحد! هذا غاية السَّفَه، لا يقول بهذا عاقل من بَنِي البشر، ولا يقول به عاقلٌ من الجِنِّ أيضًا، والجن فاقوا النَّصارى في العقل، ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾، والنصارى زعموا أنَّ لله صاحبة، وأنَّ له ولد، مع أنَّ عيسى -عليه الصلاة والسلام- يقول لهم: ﴿وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّـهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ﴾، لا إله إلا هو، سبحانه وتعالى عَمَّا يُشركون، ومع ذلك خالفوه، فالشاهد: اعتنوا بإخوانكم أهل الإسلام أولًا في تلك البلاد، ثم اعتنوا بالدعوة إلى توحيد الله -جلَّ وعلا- بين المشركين الأصليين، فالنصارى مُشركون وإن كانوا أهل كتاب، لكنهم كما تعلمون حالهم؛ الأب والابن وروح القُدُس، هذه الثلاثة عندهم ثم ترجع إلى واحد، واعتنوا بنشر الإسلام الصحيح البعيد عما أُلْصِق به من الخرافات وأكاذيب الكَذَّابين من الصوفية ونحوهم، ومَخرقة المُمَخرقين عندكم في أوروبا، خصوصًا التبليغ فإنهم يكذبون كثيرًا، وقد رأيتهم في بلاد أوروبا ينتشرون كثيرًا، ولا يَهُمّهم أن يخرج الإنسان من الكفر إلى الإسلام، وإنَّما الذي يهمّهم أن يخرج معهم، هذا الذي يَهُم، يُصبح معهم يدور أينما داروا، ولو كان جاهلًا بأصل دينه الذي يُقَرِّبه من رَبِّه -تبارك وتعالى- ويباعده من النار،

فاعتنوا معشر الأبناء بهذا، ولا يمكن الاعتناء بهذا إلَّا إذا حَقَّقتموه أنتم في أنفسكم، فاعتنوا بقراءة الكتب المختصرة التي أسَّست في هذا الباب؛ كالقواعد الأربع، والأصول الثلاثة، ورسائل التلقين للاعتقاد المختصرة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ثم كتاب التوحيد، ثم كشف الشبهات، ثم العقيدة الواسطية، اعتنوا بهذه الكتب في أنفسكم، وبين أولادكم، ذكورًا وإناثًا، رَبُّوهم على هذا، فإذا أنتم فعلتم ذلك فُزْتُم بإذن الله -تبارك وتعالى -.

وأسأل الله للجميع التوفيق والسَّداد.

وهؤلاء إخواننا في ألمانيا من مدينة كولونيا، وقد بعثوا بهذه السؤالات كما تَرَوْن، فأولًا نقلوا عن إخوانهم التحية إلينا وإليكم فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياهم، وأقول: وعليكم وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

السؤال:

أول سؤال يقول: كيف نعالج الآثار المترتبة على حياة أبناء المسلمين المقيمين في بلاد الكفر؟

الجواب:

أول جواب أُقَدِّمه: أنه ينبغي لهؤلاء الإخوان ألَّا يَبْقَوْا في بلاد الكفر، ويُهاجروا إلى بلدان المسلمين، لأن بقاءَكَ في بلد الكفر يَتَرَتَّب عليه مفاسد عظيمة في الدِّين والدنيا، فأمَّا في الدين فانسلاخ الجيل من أبناء المسلمين هناك من الدين، لأن أبواب الشر مفتوحة والطُرق إليها مُشْرَعة، والقوانين تحمي من أرادَ أن يَتَفَلَّت، فإذا بَلَغَ ابنك إلى الثامنة عشر ليست لكَ ولاية عليه، أراد أن يَكْفُر يَكْفُر، أراد أن يَفْجُر يَفْجُر، وإن أنتَ أردت منه غيرَ ذلك، وتريد أمره على الحقِّ والهدى سجنوك أنتَ، وهذا أنتَ الذي جَنَيْتَهُ على نفسك؛ فتستاهل الذي يأتيك، أنتَ الذي عَقَقْتُهُ صغيرًا، وتركته بين الكفار يعيش.

ثانيًا: الولاء والبراء لا يتحقق إلَّا بترك بلاد الكفر والهجرة إلى بلاد الإسلام، والبقاء في بلاد الإسلام لو تأكل الملح فقط خيرٌ لكَ من أن تبقى في بلاد الكُفَّار ولو تأكل العنب والزبيب مع العسل والسَّمْنِ والحلوى؛ لأن هُنا سلامة الدِّين في بلاد المسلمين، وهناك ذهاب الدِّين، وإذا ذَهَبَ الدين فلا تسأل عن المَرْءِ بعد ذلك، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول : ((أَنا بَرِيءٌ مِن مَسلِم بَات بَين ظهرَاني الْمشرِكِين، لا تراءى نارهما)) يعني: نار المسلم ونار الكافر لا ينبغي أن تَتَراءى، إذا وقفت بباب بيت المسلم وأشعل ناره فلا ترى نار الكافر، والمعني بذلك: أنَّك تبتعد عنه حتى لا تراه، فكيف بك وأنت تسمع مثل هذا تقيم بين ظهرانيهم؟! ولْيُعلم أنَّ الهجرة لم تنقطع، فإن الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مَغْرِبِها، ولْيُعلم أنه يقبل من العبد التوبة ما لم يُغرغر، فالتوبة لها أمدان أجلان؛ عامٌّ وخاص، أمَّا العام فهو لجميع الناس، وهذا إذا طلعت الشمس من مغربها .

وللقيامة آيات إذا وجبت *** فليس من توبة تجدي وتلتحد

من ذاك أن تستبين الشمس طالعةً *** من حيث مغربها والكلُّ قد شَهِدوا

﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾، فَسَّر ذلك النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنه طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من المغرب فلا توبةَ لأحدٍ حينئذٍ، أمَّا الأمد والأجل الخاص في حقِّ كُلِّ واحد فهو الموت تُقبل التوبة من أحدنا ما لم يغرغر، إذا بلغت الروح الحلقوم وحشرجت النفس تريد الخروج فلا نفع حينئذٍ، ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾ ما ينفع، قال -جلَّ وعلا- لفرعون لما أدركه الغرق ورأى العذاب والهلكة؛ ﴿قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ قال الله له: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾، فالتوبة عند نزول الموت ومعاينة العذاب لا تنفع صاحبها، فلا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها هذا الأمد الأجل الحد العام لجميع الناس، فالهجرة باقية ما بَقِيَ هذا الموعد لم يأتِ، فعلى إخواننا وأنصح لهم جميعًا؛ أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام ما استطاعوا، والذي لا يستطيع فهذا الله يعذره، أمَّا أن يترك بلاد الإسلام ويذهب إلى بلاد الكفر لأجل الدولار واليورو؛ فهذا قد باعَ دينه بِدُنياه وللأسف، وللأسف أنَّ المفاهيم انعكست اليوم وانتكس الناس، فيُسَمُّون المسلم الذاهب إلى بلاد الكفر مُهَاجرًا، وهذا من مغالطة الإعلاميين المستغربين، أو المسلمين الجهلة؛ لأن الهجرة لا تُطلق إلَّا على من هاجر من بلد الشرك إلى بلاد الإسلام، أمَّا أن يذهب من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر هذا ما هو مهاجر، هذا آبق، باعَ دينه بدنياه نسأل الله العافية والسلامة، فهذا الذي أنا أنصح به أحبتي أولًا.

ثانيًا: سمعتم الكلام الأول ففيه إشارة إلى ذلك؛ الذي أوصي به أن يتعاون المسلمون في بلاد الغرب، في بلاد الكفر، الشرق والغرب، يتعاونوا على تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، وذلك بتعهّدهم بفتح المدارس الخاصة لهم، التي يتعلمون فيها الإسلام والقرآن، فيعرفون الدِّين ويتحصنون به، فلا يستجيبوا للكفار وإن كان في ذلك صعوبةٌ أيُّما صعوبة، وقد رأيت ذلك، ومن رأى ليس كمن سَمِع، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: ((لَيْسَ الْخَبَرُ كالْمُعَايَنَةِ))، وأقول بِكُلِّ مرارة للأسف؛ رأينا في بعض البلدان من الغرب بعض أبناء المسلمين أحق من أبناء الكفار، والله الذي لا إله غيره، أخس وأحط من أولاد الكفار ذكورًا وإناثا، رأيتُ ذلك بأمِّ عيني، فأسأل الله -جلَّ وعلا- أن يُعِينَ إخواننا المسلمين في بلاد الكفار للمهاجرة من هناك.

وأذكر لكم آخر ما سمعته اليوم، إذ الآن في فرنسا اليوم هو اليوم العالمي للأُسرة يعني الأسرة المسلمة مع من حولها -يعني مع النصارى ومع غيرهم-، ومن ذلك البلاء -للأسف- والمُتَحَدِّث مسلم ويَتَحَدَّث عن الإسلام، ويَتَحَدَّث عن المسلمين، إذ طُرِحَ عليه من الصحفي أو الصحفية -لا يَهُم-، طُرِحَ عليه سؤال: كيف تعاملكم مع قانون زواج المِثْلِيين، فقال: للأسف صدر قانون ونحن معه ما عندنا اعتراض عليه، يعني بكرة ولده يتزوج بولد، وبنته تتزوج ببنت، وما شاء الله، هلُمَّ جرًّا، للأسف، ولا أريد أن أذكر أكثر من هذا، يكفي هذا، فهذا سمعته اليوم في الأخبار السادسة بعد الفجر، فإذا كان ولدك خَرَج من عندك، وقد فَسَدَ دينهُ ثُمَّ لَحِقَ بذلك فساد خُلقه، هل تستطيع في تلك البلاد أن تردعه؟ أنا أسألكم -والجواب من أهل ألمانيا أنتظره ابتداءً- تستطيع أن تزجرهُ؟ لا تستطيع، القانون معهُ، يكلبشونك أنت ويحطونك في السِّجن، لأنك ضد الحريات، أليس كذلك؟ هذا هو، فيا مصيبتاه! ويا أسفاه كُلَّ الأسف على من يرضى لنفسهِ أن يعيش في تلك البلاد، أفقر بلاد المسلمين خير من بلاد الكفار، وأيَّ بلد من بلاد المسلمين ترى فيها شيئًا من الفسق والفجور خيرٌ من بلاد الكفار؛ لأن الأساسيات هذه ينكرونها، الأساسيات التي عند الكفار، ومنها هذا الانحراف ينكرونه لا يُقِرُّونه؛ لأنه عندهم لا تزال الإنسانية، أمَّا هؤلاء فوصلوا إلى درجة الحيوانية -عياذًا بالله من ذلك-.

فأسأل الله -جلَّ وعلا- أن يعين أبناءنا، إن جئت تُحَجِّب ابنتك آذوك! إن جئت تراقب أسرتك، آذوك! فماذا تعمل إذًا؟ نسأل الله -جلَّ وعلا- أن يعين، فأنا أقول لأبنائي وأَحِبَّتي المقيمين في بلاد الكفار؛ هذا الذي سمعتموه.

 

السؤال:

هذا يقول: أسلمت حديثًا ولله الحمد، وأريد أن أطلب العلم الشرعي فما نصيحتكم لي؟ وما هي الكتب التي تنصحوني بقراءتها بعد كتاب الله؟

الجواب:

الحمد لله الذي هداكَ -أيُّها الابن السائل- للإسلام، ووفقك للخير، فالحمد لله على ذلك، ويجب أن تفرح بهذا ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾.

أولًا: أنا أنصحك بأن تتقن كتاب الله -جلَّ وعلا-، قراءةً وإتقانًا، إن حصل حفظ فالحمد لله، وإلَّا فاحفظ ما تَيَسَّر منه، ثم أَقْبِل على تعلم أمور دينك الذي لا يصح الدِّين إلَّا به، من الأمور الواجبة وجوبًا عَيْنِيًا؛ كمعرفة الطهارة، ومعرفة الصلاة، ونحو ذلك، ثُمَّ بعد ذلك ادخل في طلب العلم الشرعي، عليك أن تقرأ الكتب التي تؤسِّس الاعتقاد الصحيح مما ذكرناه قبل قليل، اقرأ القواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ثم اقرأ الأصول الثلاثة له أيضًا، ثم اقرأ كتاب التوحيد له أيضًا، ثم اقرأ كشف الشبهات، ثم اقرأ الواسطية، ثُمَّ بعد ذلك لا يضيرك أن تقرأ أيَّ كتابٍ بعدها من الكتب المُطَولَّة في الاعتقاد، وعليك بالأربعين النووية فإنها مباركة، وتَتِمة الخمسين لابن رجب معها، ثم عمدة الأحكام، اهتم بها حفظًا لها أو استحضارًا لأكثرها، ثُمَّ بعد ذلك بلوغ المرام ثم اقرأ في اللغة العربية ما تَتَفَصَّح به لسانك، لأنها هي المفتاح لفهم هذا الدِّين الذي أنزل الله -سبحانه وتعالى- كتابه الكريم على رسوله العظيم -صلَّى الله عليه وسلَّم- به،﴿قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا غَيْرَ‌ ذِي عِوَجٍ﴾، فعليكَ بأن تتعلم من اللغة العربية ما تَتَفَصَّح به لسانك، وتستعين به على فهم كتاب الله، وفهم حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فاقرأ مثلًا الأجرومية مع الشروحات المختصرة عليها، مثل: التنبيهات السَّنِية لمحي الدين عبد الحميد، واقرأ العوامل في النحو مائة، وإذا قرأت شرح مُلحة الإعراب طَيِّب، ثُمَّ بعد ذلك تنتقل إلى مثل شرح الألفية لابن مالك، الذي هو شرح ابن عقيل عليها، فهذا من ألذ الشروح وأحسن الشروح وأمتن الشروح، مع الاستيعاب، ووضوح العبارة والاختصار، وهو أشهى من الزُّبْدِ على التمر هذا الكتاب كتابٌ عظيم، شرح ابن عقيل، ثُمَّ لا يَضُرُّك بعد ذلك أن تقرأ ما شئت، اقرأ المصطلح الذي تعرف به صحيح سُنَّة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وصحيح سيرته -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فتقرأ مثل كتاب المصطلح للشيخ محمد بن عثيمين، ثم تنتقل إلى نخبة الفِكَر، وشرحها نزهة النظر، ثُمَّ بعد ذلك تنتقل إذا أردت أن تتوسع إلى مثل تدريب الرَّاوي، فهذه كُتب كلها نافعة، ولابُدَّ لك من متن تعرف به الصحيح من الضعيف من حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، اقرأ في سيرة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مثل: الفصول في سيرة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- للحافظ ابن كثير، فهذا كتابٌ مختصر، وإن شئت التوسع عليه فشرحه يعتبر شرحًا له؛ كتابه الكبير السيرة النبوية في مقدمة البداية والنهاية له، فهي بمثابة الشرح لكتابه الفصول، فقد توسَّع فيه توسُعًا كبيرًا وحَقَّق فيها تحقيقًا كثيرًا -رحمه الله تعالى- وهذا أصول العلوم، وإن شئت أيضًا تتوسع فاقرأ في الفرائض فإنها مهمة؛ نصف العلم، اقرأ فيها الرحبية وشرحها والتعليقات عليها، ثُمَّ بعد ذلك شرح كتاب الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-؛ التحقيقات المرضية في المباحث الفَرَضِيّة، فعليك أن تقرأ، وهذه الكتب التي أنصحك بقراءتها بعد كتاب الله -تبارك وتعالى-، ولعلِّي فاتني التفسير، فأقول: اقرأ مختصر تفسير ابن كثير للشيخ العلامة أحمد شاكر المعروف بعمدة التفسير، فهو كتابٌ نافعٌ جِدًّا، هذا الذي أوصيكَ به.

 

السؤال:

يقول: ما رَدُّكم على من يرمي السَّلفيين في مدينة كولونيا وغيرها، يعني في أوروبا من دعاة الفتنة والتكفير بأنهم مداخلة ومنافقون ومُرجئة؟

الجواب:

قد قيل في النبي -يا ولدي- كاذب، وساحر، وشاعر، وكاهن، ومُفتري، وغير ذلك، ما ضرَّه أَظْهَرَ الله دينه على الدِّينِ كله، لا تلتفت لهؤلاء وانتفع بالعلوم، وامضي وكأنك لم تسمع ولم يقل هؤلاء.

وأمَّا أننا منافقون فالله الموعد، سنلقاه -هذا الذي يقول هذا القول- عند الله، في الدُّنيا لن نطالبه، وأمَّا في الآخرة فوالله لن نسامَحَهُ، إذا كُنَّا منافقين فسَنَقِفُ نحنُ وإِيَّاه بين يَدَيْ مَنْ يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، بين يَدَيْ من يحول بين المرءِ وقلبه، قال -جلَّ وعلا- في هذه الآية: ﴿وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُ‌ونَ﴾ فسَنُحشر نحن إليه، وسنقف نحن وهؤلاء بين يديْه، في الدنيا لن نطالبهم بشيء.

وأمَّا أنَّا مرجئة؛ فهذا كلامنا -ولله الحمد- أشهر من أن يُذكر، نحن نقول: الإيمان قولٌ وعمل واعتقاد، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأهله فيه متفاوتون، منهم الظالم لنفسه، ومنهم السَّابق بالخيرات بإذن الله، ومنهم المقتصد، فمن أين يأتينا الإرجاء؟َ! هل قلنا بأنَّ الإيمان هو المعرفة؟ هذا قول غلاة الجهمية، هل قلنا بأن الإيمان هو النطق باللسان؟ هذا قول الكَرَّامية، هل قلنا بأنَّ الإيمان هو الاعتقاد فقط بالقلب، وقول اللسان والأعمال ليست داخلة؟ هذا قول مرجئة الفقهاء، وكُلُّ ذلك نبرأ إلى الله منه ونُنْكِره.

والدِّين قولٌ بقلب واللِّسانِ وأعمالٌ *** بقلبٍ وبالأركان مُعتمَدُ

يزدادُ بالذِّكرِ والطَّاعات ثُمَّ له *** بالذَّنب والغفلة النُّقصان مُطّردُ

وأهلُهُ فيه مفضولٌ وفاضله *** منهم ظَلُوم وسبّاق ومُقتصدُ

وهاكَ ما سأل الرّوح الأمين رسول *** الله عن شرحِهِ والصَّحب قد شَهِدُوا

فكان ذاك الجواب الدِّين أجمعه *** فافهمه عقدًا صَفَا ما شابه عَقَدُ

فإذا كان هذا هو الإرجاء، وهؤلاء هم المرجئة، فحَيَّا هلًا بهم، فنحن على هذا الإرجاء.

 

السؤال:

السؤال الآخر يقول: امرأة أنجبت ثمانية أطفال، وفي كُلِّ مرَّةٍ تضع بعملية قيصرية، وفي المرة الأخيرة حَذَّرها الأطباء بأنَّ الحمل في المستقبل يُشَكِّل خطرًا على حياتها؛ فهل يجوز استئصال رحمها؟

الجواب:

لا، لماذا تستأصل الرحم؟ لكن تمتنع عن الحمل بتعاطيها للأسباب المانعة من الحمل، كأخذ الأقراص -الحبوب-، أو أخذ الإبر طويلة الأجل؛ سنتين، أربع سنين، ثمان سنين، ونحو ذلك، ولا تدري لعلَّ الله -جلَّ وعلا- يُحْدِث بعد ذلكَ أمرًا، يمكن يتقوَّى في هذه المُدَّة، يتقوى الرحم، ويتقوى الجلد؛ لأن الجلد قد تَرَهَّل وأُنْهِك من كثرة الشق في العمليات المتكررة، ما يُدريك لعلَّ الله -سبحانه وتعالى- يُقَوِّيها، وتُجري فحصًا وإذا بالأطباء هؤلاء، ربما يكذبون أنفسهم، يقولون: أبد! أنتِ صالحة لأن تحملي مرة أخرى، فلا، لا تستأصل الرحم، وإنَّما تستخدم الموانع التي تمنعها حتى تَصِح.

 

السؤال:

أين يُشرع ذكر دخول المسجد بالنسبة المسجد النبوي؟ عند أبواب السور المُؤدية للساحة؟

الجواب:

نعم، لأن هذه الأبواب حُجِّرت فصارت فناءً للمسجد، وفناء المسجد حكمه حكم المسجد المَبْني.

 

السؤال:

هذا سؤالٌ سادس: هل يقع طلاق من هَدَّدته زوجته بأن تنتحر أو تأخذ أولاده وتختفي إن لم يُطَلِّقها، فَطَلَّقها وهو لا يَنْوِ الطلاق؟

الجواب:

أمَّا إذا كانت في الإكراه المُلْجِي؛ فلا يقع، مثل: لو أنها وقفت على الشُّرفة في الدور العشرين؛ وقالت: تُطَلِّقني أو أرمي نفسي الآن فَطَلَّقها؛ هذا لا يقع، أمَّا إذا كانت في سَعَة وهو في سَعَة فيقع الطلاق.

 

السؤال:

هذا السابع، يقول: كان فضيلتكم مُؤَخَّرًا في دورةٍ بالمملكة المغربية، دورة الملك سليمان المغربي -رحمه الله-، فهل لكم سلمكم الله أن تُقَيِّموا لنا نتائجها وأن تحدثونا عن بعض ما رأيتم؟

الجواب:

هذا قد أجبتُ عليه، وأنا لا أتكلم في هذا، والذين يُقَيِّمونها هم الذين رَأَوْها.

وإنَّما هي أعمالٌ بنيتها *** ولم يفُت ربنا قولٌ ولا عملُ

نسأل الله -جلَّ وعلا- أن يرزقنا الإخلاص.

 

السؤال:

هذا الثامن: وهل من نصيحةٍ في ختام هذا اللقاء؟

الجواب:

أقول: نصيحتي أن تحرصوا على الهجرة من بلاد الشرك، هذا الذي أنصحكم به، وأن تجتهدوا في الحفاظ على أنفسكم وأولادكم لقوله -جلَّ وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾، ولقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))، فالرجلُ راعٍ في أهله ومسئولٌ عن رعيته، فالله الله في هذه الرعية التي وُلِّيتم عليها، وهم الأسرة والأولاد، فلا يذهبوا من بين أيديكم بسبب إقامتكم في بلاد الكفر.

أسأل الله -سبحانه وتعالى- التوفيقَ لي ولكم جميعًا، كما أسأله -جلَّ وعلا- أن يرزقنا جميعًا العلم النافع، والعمل الصالح، والفقه في الدِّين، والبصيرة فيه، والثبات على الحَقِّ والهُدى حتى نلقاه، إنه جوادٌ كريم.

 

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.

وبلِّغوا سلامنا لإخواننا في مسجد الشيخ تقي الدين الهلالي -رحمه الله- بمدينة كولونيا، وغيرهم أيضًا من إخواننا في ألمانيا مِمَّن تلتقون بهم.

 

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي