جديد الموقع

8881488

السؤال: 

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث؛

تقول السائلة من الإمارات: أعاني من كثرة النسيان مع العلم أنَّ عمري لم يتجاوز الخامس والعشرين، ومع ذلك فكثيرًا ما أنسى؛ فما هو علاج كثرة النسيان؟ وما هو الطريق لتثبيت الحفظ؟

الجواب: 

أولًا: النسيان طبيعة في كثير من البشر إن لم يكن في الأكثرين، وعلاجه أن تغتنمي فرصة راحتك، وفرصة هدوء بالك، وليس له علاج فيما أعلم، أمَّا الطبُّ النفسي فأنا لا أنصح بارتيادهم في هذا المجال، لأنهم قد يُعطونك مُهَدِّئات تَضرُّ في العاقبة جسمك ضررًا لا تتحمَّلينه، فاستعيني بالله واصبري.

وثانيًا: تثبيت الحفظ؛ اغتنمي الأسحار، إذا بَقِيَ على الفجر تقريبًا ساعة أو ساعة ونص، استيقظي فإن كنتِ على طهارة فصَلِّي، اجعلي وِترَك، ثُمَّ ادعِ لله - عزًّ وجل- أن يحفظ عليكِ دينك وعرضك ونفسك وعقلك، واجتهدي في الدُّعاء بما تحبين من خيري الدنيا والآخرة، واقرئي ما تَيَسَّر من القرآن، فإذا أَذَّن الفجر فادعِ الله - عزَّ وجل- سَلِيه العافية، تابعي المؤذِّن فإذا فرغ المؤذّن صلِّي على نبيك - صلَّى الله عليه وسلَّم-، مثل: ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،ٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ))، وعلى سبيل المثال من الكتب  التي استوفت هذا وهو مختصر؛ صفة الصلاة على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- للإمام مُحَدِّث العصر شيخ محمد ناصر الدِّين الألباني - رحمه الله-، هناك صيغ أخرى، احفظي ما استطعتِ، فإذا صَلَّيْتِ على نبيك - صلَّى الله عليه وسلَّم- فقولي: ((اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ))، ثُمَّ ادعِ الله بما تُحِبِّين من خيري الدنيا والآخرة، مثلًا تدعي الله لكِ بزوجٍ صالح إن كنتِ غير متزوجة، وإن كنتِ متزوجة وليس عندكم ذرية فسَلِي الله أن يَهَبَ لكما ذريةً صالحة، وإذا كان عندك ذريّة صالحين فسَلِي الله أن يزيدهم هُدى، وإن كانوا فيهم وفيهم ادعِ للكل بأنَّ الله يردَّ العاصي، ادعِ للكلّ وخُصِّي العاصي بسؤال رَبِّك أن يردّه إليه ردًّا جميلا، اجتهدي في الدعاء، ومِمَّا تقولينه؛ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ))، هذا من تثبيت الحفظ، وهذا جواب على سؤالك، والله أعلم يا بنتي.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي