جديد الموقع

8881523

السؤال: 

أحسن الله إليكم، يقول: هل توحيد الحاكمية يدخل في التوحيد أو قسم آخر؟ بارك الله فيكم.

الجواب: 

هذا يَعُدّه الإخوان المسلمون ومن سار في ركابهم من المتحزبة والمتفلسفة قسمًا رابعًا، بحُجَّة أنَّ تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام قسمٌ حادث فهو اصطلاحي، والجواب:

· أولًا: قولكم أن التوحيد تقسيمه إلى ثلاثة أقسام؛ إصلاحٌ حادث، ومنهم من يُصرح يقول أحدثه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله-؛ هذا ليس بصحيح، بل هذا التقسيم مُجْمَعٌ عليه بالاستقراء التام، ويقال أنَّ أَوَّل من بدأ الكلام فيه هو أبو حنيفة - رحمه الله- النعمان بن ثابت أحد الأئمة الأربعة؛ هذا هو الوجه الأول.

· ونقول ثانيًا: هؤلاء أرادوا الوصول إلى تكفير من عنده فسق من حكام المسلمين، ومن قَبِلهم، ووالاهم - يعني في الحكم-، وإلا فليس كل حاكم يُوالى فيه كل شيء، الحاكم يُوالى في ما هو من طاعة الله.

· وأمر ثالث: هم أرادوا به هذا التواصل إلى التكفير من الحكام المسلمين، ومن يواليهم - يعني في الطاعة- .

· الأمر الأخير: أقول: أبدًا؛ لا يجوز قسمًا رابعًا هذا، لأنه يدخل في الربوبية من وجه، وفي الألوهية من وجه آخر .

فالوجه الأول: أنَّ الحكم بما أنزل الله بين عباد الله هو من معاني ربوبية الله – عز وجل- لأنه - سبحانه وتعالى- له الحكم كله، والأمر كله، والمُلك كله .

وأما الوجه الثاني: وهو دخوله في الألوهية؛ أن الحاكم إذا حكم به تَعَبُّدا لله لأن الله أَمَرَ به في كتابه، وأَمَرَ به رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- بما في سنته؛ من هذا الوجه كان ضمن توحيد الألوهية، فَبَانَ بهذا بأن عَدَّه قسمًا رابعًا اصطلاحٌ فاسد .

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري