يقول: تَمَّ تكليفه خطيبًا لمسجد؛ فما نصيحتكم له؟ علمًا بأنه مبتدئ في هذا الجانب.
نصيحتي له أن يستمع إلى خطباء أهل السُّنة، يحرص على السماع للخُطباء السَّلفيين من كبار علماء الدعوة السلفية في كُلِّ مكان، وبالأخص بلاد المملكة العربية السعودية، فإن علماء الدعوة السلفية أصلهم هنا في هذا البلد، ولا يزالون وطلبتهم ولله الحمد في كُلِّ مكان، وإخوانهم في كُلِّ مكان، فأنا أنصحك أيها الابن الكريم بأن تُكثِر من الاستماع للخطباء السَّلفيين، فتستفيد منهم وتعرف كيفية الطَّرح للمسائل والموضوعات التي تَهُمُّ الناس؛ هذا أولًا.
ثانيًا: أنصحك بأن تنظر في الموضوع الذي تريد إعداده لخطبةٍ ما إلى أمرين:
· الأمر الأول: البلد الذي أنت فيه - وأخونا يذكر أنه من ليبيا- فتنظر إلى حاجة الناس الماسَّة إلى ماذا؟ أمَّا التوحيد فهذا لا كلام فيه لابُدَّ من التركيز عليه، والاهتمام به، وبيانه للناس بيانًا شافيًا كافيًا حتى تَدَع الناس فيه على الجَلِيَّة، لكن أولًا بعد هذا تنظر حاجة الناس فإن الخُطبة شُرِعَت لتفقيه الناس، فمثلًا؛ إذا رأيت في بلدك حاجة الناس إلى بيان المنكرات الحادثة في الأفراح والزواجات؛ بَيَّنت، حاجة الناس إلى بيان المنكرات الحادثة في الجنائز وبدع الجنائز؛ بَيَّنت، حاجة الناس إلى تعليم أمور الدين المُهِمَّة؛ طهارة، وضوء، غُسْلٌ من الجنابة؛ بَيَّنت، كيف يُصلون؛ بَيَّنت لهم الصلاة النبوية على الصفة الصحيحة، حاجة الناس إلى بيان بعض الأحكام المتعلقة بالبيع والشراء؛ بَيَّنت، حاجة الناس المتعلقة ببعض أحكام الربا؛ بَيَّنت، وهكذا هَلُمَّ جَرَّا.
· الأمر الثاني: عليكَ أن تَقْتَفِيَ العلماء السَّلفيين في هذا، الذين قد سبقوا وخطبوا في هذا، وخُطَبهم مكتوبة، مزبورة، ومسطورة، وبين الناس مشهورة، إمَّا مسموعة وإمَّا مطبوعة، فعليك أن تعود إلى خُطَبِ هؤلاء، وتأخذ منها وتختار منها ما يصلح لحالك، فإن خُطَب هؤلاء الدينية والاجتماعية كثيرة ولله الحمد، فأنتَ ما عليك إلَّا أن ترجع وتستفيد منها، ولا تستقل برأيك، وسواءً كنت في ليبيا أو في غيرها؛ هذه نصيحتي لك.