جديد الموقع

8881578

السؤال: 

هذا يقول: عمُّهُ مُكَلَّف من قبل ولي الأمر في بنغازي بما يسمى اللجنة الأمنية المشتركة، وقد تعرض لعدة محاولاتٍ لاغتيالهِ بعد تنصيبيهِ، ومنذ ذلك اليوم وهو معهُ في منزلهِ - يعني في منزل عمه-، أقوم بحماية أسرتهِ، حيث إنَّ لديه ولدان؛ أحدهما بالغ والآخر صغير وابنتان، والمعلوم أن الخوارج - هذا معلوم كله من كلامهِ هو- قاموا بالاختطاف العديد من أبناء العقداء، وعمداء الجيش، وأصحاب المناصب، فهل يمكنني المكوث عنده في المنزل حيث أنني أحمل السلاح داخل المنزل، وكنت أخرج برفقته أول الأمر وبعد أن توفَّر حراسة معهُ؛ أصبحت أهتم بحراسة المنزل والأولاد في حال خروجهم، مع العلم بأنَّ الحي الذي يسكنون فيه مليءٌ بالخوارج؛ فهل عليَّ شيءٌ في بقائي عنده؟ مع العلم بأني عملت بالحديث دون عرضهِ.

الجواب: 

إذا كان قد كُفِل عَمّك بالأمن والحماية من الدولة؛ الحمد لله؛ هذا شيء.

الشيء الآخر؛ عليه أن يتحول - إن أمكنه- من هذا الحي المليء بالخوارج، هذا أول خطوة ينبغي له، فيرتاح منهم ومن شَرِّهم، إن لم يستطع التحول، ولا أظن، لكن لو فُرِض أنه لا يستطيع التحول والخروج من هذا الموقع الذي أصبح بؤرةً للخوارج - كما تقول-؛ فلا بأس ببقائك لحمايتة للأسرة، ولاسيما أنتَ تقول عندهم أخٌ كبيرٌ بالغ، فمادام عندهم أخٌ كبيرٌ بالغ فلتكن أنت في طرفٍ من البيت؛ لا يأتيك البنات ولا النساء، وتجلس مع الكبير البالغ فتحميهم، مادامت أنتَ تُحسن الدفاع؛ تحميهم ولا بأس بذلك، ولكن الذي أوصيك به أنك إن ابتليت بشيءٍ فلا تكن حريصًا على القتل، كُنْ حريصًا على التخويف أولًا؛ بأن تطلق فوق الرأس وفي الهواء ونحو ذلك، فإن لم تستطع دفعهُ بالتخويف ضربتهُ في غير مقتل، كأن تضرب رجلهُ التي يمشي بها فيطيح، أو يده التي يُصَوِّب بها فتنكسر، فما استطعت دفعهُ بدون القتل؛ فهذا هو الواجب، فإن صَالَ الصائل ولم يُسْتطع دفعهُ إَّلا بالقتل أقصى الأحوال؛ جازَ لك أن تقتله دفاعًا عن نفسك وعن أولادِ عمك ومحارمه، فإن محارم أولاد عمك حُرَماتٌ لك، يلحقك عارها إن صار عليهم شيء، فأنتَ تدفع بما تستطيع، وهكذا ذَكَرَ الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في الأمر مع اللصوص ومع الخوارج، ونسأل الله - جلَّ وعلا- أن يكفينا وإياكم شَرَّ ذلك كُلّه، إنَّهُ جوادٌ كريم.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي