أحسن الله إليكم، يقول السائل: هناك من يَعَدُّ من موانع التكفير العجز، ويستدل عليه بأن النجاشي عجز عن تطبيق كثير من الواجبات ومع ذلك لم يكفر؛ فما صحة هذا التقرير - أحسن الله إليكم-؟
أولًا: أقول لك وللحاضرين والسامعين النجاشي مسلم، وهكذا نقف، ماتَ على التوحيد ولذلك صلى عليه الرسول - صلَّى الله عليه وسلم-.
وثانيًا: قولنا أو قولك عَجَزَ عن بعض الواجبات؛ مثل ماذا؟ لا نستطيع القول بأنه عَجَزَ عن الصلاة، ولا عن صيام رمضان؛ فهو عمل إن شاء الله بما بلغه، وكُلُّ ما يظهر لنا أنه لم يقدر على الهجرة إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، وأقره الله على ذلك، وأقره نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم- ولهذا أمر الله نَبِيّه - صلَّى الله عليه وسلَّم- بالصلاة عليه، فنقف هنا بارك الله فيك وفي الجميع حضورًا ومستمعين.
قد يقول قائل: عجز عن القضاء بحكم الله بين قومه، عجز عن دعوته، نقول: الأصل هو معذورٌ في هذا، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ ، فالقوم كفار وهو وحيد في قومه، و قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) وهذا وُسْعُه، هذه استطاعته.