بارك الله فيكم، وهذا سائلٌ يقول: هل هناك مُكَفِّراتٌ يكفر به المُعَيَّن دون النظر لانطباق الشروط وانتفاء الموانع؟
أولًا: نحن على ما قرره شيخ الإسلام بن تيميه – رحمه الله – وهو مؤيد بالأدلة من كتاب الله عز وجل أنه لا يحكم على معين بكفر أو بدعه أو فسوق حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، وأدلة هذا كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾، فالوعيد مُنْصَبٌّ على هذا المُشَاق لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- متى؟ بعد تبين الهدى له و مفهوم ذلك أنه لا يُسَمَّى مُشَاقًّا ولا متبع غير سبيل المؤمنين قبل أن يتبين له الهدى، إلى غير ذلكم من الأدلة، والتحقيق في هذه المسألة المختصر أنَّ المرء يُعْذَرُ بالجهل فيما يخفى على أمثاله، وأدلة هذا بُسِطَت في غير هذا الموطن، والله أعلم.