أحسن الله إليكم وبارك فيكم، يقول السائل: أحسن الله عزاءكم في العلامة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله- نريد منكم توجيهًا حول موقف طالب العلم من موت العلماء - أي علماء السنة- حفظكم الله.
أولًا: نقول الحمد لله على قضائه وقدره، فله سبحانه ما أعطى وما أخذ، فهو - سبحانه وتعالى- كما أنه له الملك كله فله الأمر كله.
وثانيًا: ليس غريبًا أن يموت العلماء في كُلِّ زمانٍ ومكان:
- أولًا: لأن أعظم مصيبة أُصيب بها المسلمون موت محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم- ثم ذهابُ أصحابه من بعده، ثم ذهابُ الأئمة.
- وثانيًا: لأن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- أخبر عن هذا في ما صحَّ من حديثه من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنه-: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)).
وهذا الحديث يوجبُ من وجهٍ آخر الالتفاف والارتباط بمن بقِيَ من علمائهم على السُّنة، والأخذ عنهم والثناء عليهم وتوقيرهم، كما يوجب كذلك الدعاء لمن مَضَوْا على سُنة؛ بأن الله يغفر لهم ويرحمهم ويجزيهم عن أهل الإسلام والسُّنة الجزاء الأوفى.