السؤال:
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم , هذا سائل يقول:
استدل بعض الناس في بلادنا على جواز الإحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي يقام في هذه الدولة المباركة ويقولون لماذا تنهون عن الإحتفال بالمولد والناس في السعودية يحتفلون بأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
أولاً: معارضة السُنة بأفعال الناس أو أقوالهم هذا من القياس الفاسد وهو من رد النصوص وأول عبدٍ عارض النص بالقياس هو إبليس عليه لعنة الله , هو أول من استعمل القياس العقلي في مقابل النص وتعرفون هذا وذلكم أنه لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وهو سجود تحية وليس سجود عبادة.
لأن العبادة محض حق لله - عز وجل - وكان إبليس معهم أبى أن يسجد فلما سأله الله - عز وجل - وهو أعلم بحاله قال : خلقتني من نار وخلقته من طين , قياس في مقابل النص فاستحق من الله اللعنة إلى يوم الدين .
ثانياً: السنة التركية بدأً من عهد النبوة فمروراً بالخلفاء الراشدين الأربعة وخامسهم الحسن ابن علي - رضي الله عنهما - وسادسهم خير ملوك الدنيا الصحابي الخيّر المبارك خال المؤمنين معاوية - رضي الله عنه - وسابعهم التابعي الجليل عمر بن عبد العزيز - رحمة الله - ومن بينهم ومن بعدهم من الخلفاء على عدم الإحتفال بالمولد.
فلو كان مشروعاً لكان أسبق الناس إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ثم الخلفاء ومن حولهم من خيار الأمة وصفوة الأمة من الصحابة والتابعين ثم من بعدهم .
والإحتفال بالمولد حسب علمنا أنه كان في عهد الفاطميين العبيديين سُلالة اليهود الذين أجمع حكام مصر والمغرب حقبة من الزمن , الذين أجمع المسلمون على أن دارهم دار حرب فهم كفار وإن أظهروا الإسلام , لكن حتى يصرفوا وجوه الناس عنهم ويكسبوا منهم الثناء وجدوا أن ما يقرب الناس إليهم شيئان :
الأول: الانتساب إلى أهل البيت , وإلى فاطمة خاصة .
وثانياً: الاحتفال بالمولد , هذه بدعة.
ثم بعد ذلك هذه البدعة دخلها ما دخلها ،دَخل احتفالاتها ما دخلها من الشّركيات والخرافات.
الأمر الثالث: نحن وأمثالنا ليس بأيدينا سُلطة حتى ننهى عن إقامة أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، والذي أدين الله به ولا أجد غضاضة أنه بدعة ، ولهذا فتح ما سمعتم من باب في سؤال السائل.
وأمرٌ أخير حسب علمي أن هذا أُوقف كان فترة من الزمن ثم أوقف بعد ذلك لعله بنصح بعض الناصحين مثل سماحة الوالد الإمام الأثري المجتهد المطلق الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله - ومن معه من إخوانه أهل العلم والفضل، والله أعلم.