جديد الموقع

8881693

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يسر موقع ميراث الأنبياء أن يقدم لكم تسجيلًا للقاء الحادي عشر من لقاءات طلاب العلم مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي بن علي المدخلي - حفظه الله تعالى- تم هذا اللقاء يوم الأحد الخامس عشر من شهر جمادى الأولى عام خمسة وثلاثين وأربعمائة وألفٍ هجرية، بمسجد بدر العتيبي بالمدينة النبوية، نسأل الله - سبحانه وتعالى- أن ينفع به الجميع.

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد ..

 

فنسأل الله - سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا- أن يبارك لنا ولكم في الأوقات والأعمار والأعمال، معشر الأحبة! إن ما ينزل بالمسلمين من النوازل ويصيبهم من المصائب يهَوّنه بفضل الله ورحمته عليهم إيمانهم بقضاء الله وقدره، ورضاهم عن الله - جلَّ وعلا- في قضائه - سبحانه وتعالى- فإنَّ هذا أحد أركان الإيمان التي لا يتمُّ إيمان العبد إلَّا بها، فأَن يؤمن بالقدر خيره وشره من الله - تبارك وتعالى-، فإذا آمن بقضاء الله وقدره ارتاحت نفسه واطمأن قلبه، لأنه إذا نزلت به النازلة عَلِم أنها اليوم تخطَّتْهُ إلى غيره، فغدًا ستتخَطَّى غيره إليه، وإنَّ من أعظم المصائب التي تنزل بالمسلمين المصائب في الدين، ومن هذه المصائب فَقْد العلماء، لأنه من أشراط الساعة ومن علاماتها، فإذا كثر ذلك حَلَّ بالناس عكسه، وهو الجهل، فشى وانتشر وثبت في الأمة، والعلماء علماء الشريعة وحملة الدين، وُرَّاث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لهم الأثر العظيم في هداية الناس لأنهم يهدون بهدي الله - جلَّ وعلا-، وبسنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم- يَهْدون الناس إلى الخير، ويدلُّونهم على مواضعه، يأمُّونهم بكتاب الله ويقيمون فيهم كتاب الله، ويحثونهم على كتاب الله، ويأمرونهم بذلك، فهذا هو الخير العظيم، فإذا ذهب أهله حَلَّ عكسه، جاء أهل الجهل، فَأَمُّوهم بالجهل والهوى، وأفتوهم بالغلط والخطأ، فأوقعوهم في الهلكةِ والردى، فَضَلُّوا في أنفسهم وأضلوا الناس، وهذه المصيبة العظيمة والبَلِيَّة الكبيرة، ولكن لله - جلَّ وعلا- ألطافٌ ورحمات، هي التي تجعل المؤمن يبقى دائمًا متفائلًا، ولا ييأس من روح الله - جلَّ وعلا- لأنه يعلم أنه لا ييأس من روح الله إلَّا القوم الكافرون، نسأل الله العافية والسلامة، ولنا في مصابنا برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أعظم الذِّكرة والعظة، فإن الله - جلَّ وعلا- قد اختاره إلى جواره، وأبقى هذا الدين؛ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ، وهذا مما اختصنا الله به نحن أمة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ تَكَفَّل هو - سبحانه وتعالى- بحفظ هذا الدين لنا، وحفظه علينا، لم يَكِله إلى الناس، والناس أسباب، أهل العلم أسباب؛ يقومون بذلك بعد النبي – عليه الصلاة والسلام-، لكن الحفظ لهذا الدين قد تكفَّل الله به؛ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾فالحمد لله على قضائه وقَدَرِه، إذا نزلت المصائب بفقد العلماء فإنا وإن كنا نحزن، إلَّا أنَّنا نرضى عن الله بقضائه ونحن واثقون بوعد الله الذي وعدنا به في كتابه المبين مما سمعتوه، فنحن نحزن على ذهاب العلماء، ومن هؤلاء العلماء الحبر الجليل، العلامة النبيل، حامل لواء السنة في جنوب البلاد السعودية شيخنا وشيخ شيوخنا الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله-، فقد كانت منارة علمه، بل كان طودًا شامخًا، حاميًا للسُّنة، داعيًا إليها، معظِّمًا لها، ناشرًا لها، معلِّمًا لها، مواليًا لها، مُعَاديًا فيها؛ رحمة الله تعالى عليه، نسأل الله - جلَّ وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر له، وأن يرحمه، وأن يرفع في الجنة درجته، وأن يُنضِّر بها وجهه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا ﴿ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا﴾، ونحن على يقين أنَّ دين الله باقٍ، وشرعه منصور؛ فإن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- قد قال: ((لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ))، فالحمد لله، نحن مطمئنون لِوَعد الله بالنصر لهذا الدين، والحفظ لهذا الدين؛﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، فنحن الذي يحزننا – والله- هو ذهابهم وعدم الاستزادة من الخير الذي معهم، وإنا لنرجو أن ما عند الله خير لهم مما هو عندنا، يحزننا -كما قلت- عدم الازدياد من الخير الذي معهم، فنأسف من هذه الناحية، وإلَّا نحن نعلم أن الموت مُعَجَّل، ووقته مُؤجَّل بأجلٍ عند الله - جلَّ وعز- وهو قريب مهما طال العمر، فهو مُعَجَّل قريب منك مهما بقيت في هذه الحياة، فعلينا جميعًا أن نجتهد وأن نرفع عنا الكسل ونُشَمِّر عن ساعد الجد.

فإنْ أرَدْتَ رُقِيًّا نَحوَ رُتْبَتِهِمِ ورُمْتَ مَجْدًا رفِيعًا مِثْلَ مَجْدِهِمِ

فاعْمَدْ إلَى سُلَّمِ التقوَى الذِي نَصَبُوا واصْعَدْ بِعَزْمٍ وَجُدَّ مِثْلَ عَزْمهم

نالوا ما نالوا، ما نالوه بالكسل ولا بالتواني، وإنَّما نالوه بالجد والاجتهاد والصَّبر والمثابرة الطويلة عشرات السنين، حتى أصبحوا أئمة يُقتدى بهم، ويهتدى بهم، ويُشَار إليهم بالبنان. 

نسأل الله - جلَّ وعلا- أن يعيننا وإياكم على السَّير في طريقهم الذي ساروا فيه وانتهوا فيه إلى ما انتهوا إليه، كما نسأله - سبحانه وتعالى- أن يثبتنا وإياكم، وأن يوفقنا وإياكم، وأن يُجَنِّبنا وإياكم مُضَلَّات الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصَلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

السؤال:

هذا يقول: أخٌ من أوروبا يريد أن يهاجر إلى بلد الإسلام ولكن لا يجد عملًا بسبب اللحية والصلاة - يعني في بلده- فيحصل على مال من الدولة ولكن لا يكفيه، وتشترط عليه الدولة أن لا يتاجر ويعمل في الجانب؛ فهل يجوز له أن يخالف هذه الشروط ليهاجر من هذا البلد؟ 

 

الجواب:

أنا أقول عليك أن تسعى وتُحَصِّل المال بالطريقة الشرعية، وإذا عَمِلت وتاجرت هذه طريقة شرعية، خلهم يأخذون دعمهم هم، واعمل أنت حتى تُحَصِّل ما يكفيك لتهاجر به، فإذا لم تستطع فأنتَ حينئذٍ من المستضعفين، مادمت تستطيع أن تؤدي شعائر الإسلام في بلدك، وتقيم الصلاة، وتظهر الدين فالحمد لله، حينئذٍ يعذرك الله - جلَّ وعلا- ، وعليك أن تسعى وتبذل وتجتهد، والله – سبحانه وتعالى – لن يُخَيّبك.

 

السؤال:

يقول: شيخنا بعض طلبة العلم عندنا يقيم دورات خاصة بالنساء ويمنحهن إجازات للتدريس .

 

الجواب :

أنا أسأل هذه الدورة كم؟ يمكن مثل دورة النساء؛ أسبوع، تدرس أسبوع وتخرج مدرسة؟! ما شاء الله، هذا عجيب! ثُمَّ من هو هذا المدرس؟ هذا فيه نظر كبير، ينبغي للنساء أن يدرسن على الطريق الصحيح، فهذه - ولله الحمد- المدارس القائمة التي يقولوا عنها اللاصفية يعني غير الصفية، والمراد بغير الصفية يعني غير الحكومية، ولله الحمد هذه الحِلَق في المساجد، وما تَرَوْن أنتم الإعلانات، يوجد مكان للنساء، يوجد مكان للنساء؛ هذا أولًا.

وثانيًا: ولله الحمد هذه أيضًا الأجهزة أدوات التواصل أصبح يُنقل عليها هذه الدروس، ويسمعنها النساء في البيوت، فعليهن بالمتابعة والانتظام في هذه الحِلَق، والسؤال عمَّا يشكل للمشايخ.

أمَّا دورة تُقام، والله أعلم من هو هذا الذي يُشار إليهم بطلبة العلم، وتمنح إجازة على طول تصبح مدرسة، هذا فيه نظر كبير، وأظن أنه على ظاهر هذا السؤال يحق لي أن أقول مجهولٌ يزُكِّي مجهولًا.

 

وهذا قد أجبنا عليه كتاب (رجالٌ حول الرسول) قد أجبنا عليه وموجود.

 

السؤال:

هذا يسأل يقول: أمُّ جاري القريب عجوز وهي مريضة جدًا وهي الآن في المستشفى؛ فهل يجوز لي عيادتها في المستشفى مع ابنها؟ وهل أقبل رأسها وأتكلم معها؟

 

الجواب:

لا، لكن يجوز لك أن تزورها مع ابنها، فتأتي إليها وهي متغطِّية، فتقول: كيف حالك يا أم فلان؟ طيبة إن شاء الله، طهور إن شاء الله، بحضرة محرمها وتخرج لا بأس بذلك.

 

نكتفي بهذا القدر، وأستأذنكم وأعتذر منكم لأني على سفر قبل الفجر، فأرجو المعذرة، ونسأل الله – سبحانه وتعالى– أن يجمعنا على خير.

 

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي