جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الخامس،
يقول السائل من المدينة النبوية: كيف يتحقَّق الإخلاص لله في طلب العلم؟ وما هي النية التي يجب على من يدرس في الجامعات الإسلامية أن يعقدها في قلبه حتى لا تكون دراسته للشهادة أو للوظيفة؟
عافاك الله يا بُنَي، سؤالك هذا ضمن وساوس تَرَدَّدت على مسامعنا كثيرًا.
النية الخالصة هي خيرُ ما يتسَلَّح به صاحب القرمة، من يعبد الله – عزَّ وجل- ويتقرب إليه بصالح الأعمال، وأنا لا أستطيع أن أقول لك: هذا السبب وهذا السبب، فأنتَ أخلص نيتك لله، واعزم على أنك محبٌّ للعلم، أخلص محبَّتك للعلم، وأنك درست هذا العلم لتعرف به الحق من الباطل، والهُدى من الضلال، والسُّنة من البدعة، يهيئ لك الله الرُّشد من أمرك، وقد تَلَوْتُ في السابق على سؤالك الآيات، وأظنك سمعتها، وكان الصحابة -رضي الله عنهم - يَغْزون مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- ويأخذون ما تَيَسَّر لهم من الغنيمة، فمنهم من يعود بالأجر والغنيمة، ومنهم من يُقتل في سبيل الله شهيدًا، ولم يعرض لهم هذا مثل هذا السؤال، فإياك إياك يا بُنَي أن تفتح قلبك لمثل هذا، فإنه من الوساوس. نعم.