جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث؛
تقول السائلة من الإمارات: هل يجوز أن نستشهد بأقوال الغزالي؟ وأنا أعرف أن عقيدته ليست بصحيحة، ولكن لدي كتيب للشيخ رسلان - حفظه الله - يتكلم فيه عن الإخوان وعن منهجهم ومدى خطورته، ويستشهد بأقوال الغزالي عن الإخوان المسلمين، فالتبس عليَّ الأمر، أرجو من فضيلتكم توضيح هذا الأمر.
يا بنتي؛ أولًا: يجب أن تعرفي ما يأتي:
الأمر الأول: أنَّ قاعدة الإخوان قاعدة سياسية تجميعية من غير فرقان؛ وهي قاعدة المعذرة والتعاون، (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)، وقد بسطت القول - ولله الحمد- كما بسطه غيري من أهل العلم والفضل في كشف عوار هذه القاعدة، وبيان زَيْفِها وضلالها، وهذه القاعدة مستمدةٌ من قول العنبري المتقدِّم - لا يحضرني اسمه الآن- (كل مجتهد مصيب) تلقَّفتها مجلة المنار أولًا، ثم رفضتها وتلقفها حسن البنَّا إمام الجماعة ومؤسِّسها.
الأمر الثاني: في كلام علماء أهل السُّنة الذين عاصروا هذه الجماعة غُنْيَة عن كلام الغزالي وغيره، الغزالي المُتَكَلِّم، فهذا فيلسوف وليس من أهل السنة، قيل - والله أعلم لكن هذه لم نجد مستندٌ لها- أنه مات وصحيح البخاري على صدره، ولكن هذا لا يُبَرِّر ما هو عليه الذي يزيح ما هو عليه من ضلالة وانحراف فلسفة؛ التوبة الصريحة.
الأمر الثالث: ما كان للأخ محمد بن سعيد رسلان أن يستشهد بكلام هذا الضَّال المنحرف المبتدع، فإنَّ كلام أهل السُّنة - كما قدَّمنا- فيه الغُنْيَة، وكتب هذه الجماعة من تأليف محمود عبد الحليم وغيره؛ فيها شاهد على ضلالها.
بقِيَ كشف الباطل، هذا من كلام أهل السُّنة ولله الحمد. نعم.