جديد الموقع

8881722

السؤال: 

هذا السؤال الأول، تقول السائلة من السعودية:

قرأت فتواكم – حفظكم الله– فيما يتعلق بآيات السكينة فأُشْكِلَ عليَّ ما أورده ابن القيم – رحمه الله – في مدارج السالكين قوله: وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله– : "إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة .. إلى آخر ما قال – رحمه الله– إلى أن وصل بقوله: وقد جرَّبت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه"، أرجو أن توضحوا لنا، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب: 

الجواب على هذا السؤال يتضمن أمورًا عدة:

· الأمر الأول: ما قرره علماؤنا أئمة أهل السُّنة والجماعة، ويشاركهم بعض الطوائف من المبتدعة، وتلكم القاعدة، أنَّ الأصل في العبادات الحظر – يعني المنع- إلَّا بنص.

· الأمر الثاني: لم أقف حتى هذه الساعة على دليل ما نقله شيخ الإسلام ابن القيم –رحمه الله – من شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- حتى أقول كلمتي: هل هذا الدليلُ صحيح يُسلَّمُ له؟ أو هو حديث ضعيف؟ أو إجماع؟ لأن نحن الذي ورثناه عن أئمتنا (الحكم على الشيء فرعٌ عن تصَوُّرِه).

· الأمر الثالث: أهل السُّنة يزِنون ما يرِد عليهم من الأقوال والأعمال بمزانِيْن، وذلكم الميزانان هما: النصُّ والإجماع، فمن وافق نصًّا أو إجماع قُبِل منه، ومن خالف نصًّا أو إجماعًا رُدَّ عليه كائنًا من كان، ثُمَّ إن كان هذا المُخالف من الأئمة والعلماء المعتبرين، يُرَدُّ خطؤه ويُصَانُ عرضُه وتُحفظ كرامته، وأهل السُّنة مُجمعون على أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- من أئمتهم المعتبرين.

هناك أمر نسيته؛ وهو قد يكون شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله- وَقَفَ على شيء، أو مثلًا نظر في آيات معينة فأدخلت عليه السكينة والطمأنينة، والقاعدة عندنا: أنَّ ذكر الله يطمئن القلوب، كما قال تعالى:﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، وفي المقام الأول آياتُ القرآن الكريم؛ لاسيما سورة الإخلاص، والمعوذتين، وخواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، كذلك ما يتبع منه في المقام الثاني؛ التسبيح والتهليل والتكبير، فإنَّ هذه لها آثارها على القلوب. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري