أحسن الله إليكم، وهذا سائلٌ يقول:
ما المقصود بالآية ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ﴾؛ وهل هؤلاءِ كانوا موجودين في عهدِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- أم قبل أن يُبْعَثَ - عليه الصلاة والسلام-؟
أمَّا قبل أن يُبعث فالظاهر أنَّ بعضهم بَلَغَتْهُ، يعني بَلَغَهُ أنه سيأتي نبي، كما شاعَ عن بعض الأحبار والرهبان؛ هذا أولًا.
ثانيًا: في الآية تنبيهٌ إلى أنَّ المؤمنين من أهل الكتاب قِلَّة، ومتى يُحكم بإيمانهم؟ وأنهم على ما جاء به محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم-؟ إذا ظهروا، أمَّا إذا لم يظهروا، فعموم أهل الكتاب كُفَّار، هكذا حُكْمًا عامًّا.
الأمر الثالث: عموم هذه الآية، وليس خاصًّا بالمعاصرين، المعاصرون له - صلَّى الله عليه وسلَّم- منهم هؤلاء، ولهذا فإنَّ هؤلاء المؤمنون به وبالرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم- سارعوا إلى محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم- فشَهِدوا شهادة الإسلام، ومنهم من آمَنَ بعده، بعد وفاته – صلَّى الله عليه وسلَّم- على أيدي الصحابة، فإذا وُجِدَ أحدٌ اليوم وأعلن إيمانه لنا؛ قلنا هنيئًا لك أنتَ من هؤلاء الذين آمنوا بالله وآمنوا برسله جميعًا، ولكَ الأجرُ مرَّتين لِمَا آمنت به بِنَبِيِّك وبمحمدٍ – صلَّى الله عليه وسلَّم-.