جديد الموقع

8881739

السؤال: 

أحسن الله إليكم، هذا سائلٌ يقول:

هل تقتضي من المناصحة لفلان من الناس أن أخالطه وأجالسه؟

الجواب: 

نعم، وكيف يكون ذلك؟ هذا هو الأصل أن تجلس إليه وتُبَيِّن له بالأسلوب اللَّين، والخطاب الجميل الذي يُظْهِر أنك تريد له الخير، هذا هو الأصل.

وهناك أمر آخر - وهو إذا تعذر هذا- الكتابة، المكاتبة، والاتصال الهاتفي الآن يُقَرّب البعيد-كما يقولون - قد يغني عن الجلوس والمشافهة هذا في خطأ الإنسان في نفسه ومخالفته في نفسه، أمَّا من كانت مخالفته شائعة وذائعة وتَلَقَّاها من تَلَقَّاها على أَنَّها من دين الله بما أَصَّله ذلكم المخالف من أصول، وقعَّده من قواعد فهذا لابد من الردِّ عليه علنًا؛ وذلكم بلزوم المسار؛ فإن كانت في مجلس بَيَّنَ في نفس المجلس، وإن كانت بَلَغَتْهُ من ثقة – مشافهة- فالبلاغ أو النصيحة مع ذلك الثقة، يبلِّغه أنَّ هذا خطأ، وليس بصواب، وإذا كانت في كتاب، كَتَبَ كتابًا، إذا كان الكتاب قد شاع وانتشر وذاع بين الناس وتداوله الناس؛ لشهرة ذلكم المخالف بينهم، وإن كانت ذاعت في أشرطة صوتية من تسجيلات مأمونة، ووصلت إلينا بأيدٍ ميمونة، والموصل حُذَّاق، ليس لهم غاية إلَّا بيان الحقِّ للناس، فهم عندنا ثقات، نرد على ذلكم المخالف بما بَلَغَنَا في هذه الأشرطة المسجلة بصوته؛ ردًّا علنيًا يمحو آثار تلك المخالفة، يمحو آثارها السَّيئة، ويُبَيِّن الحق للناس، وأنَّ هذا الذي قرَّره ذلكم المخالف باطل بالدليل، المخالطة هي المجالسة، لكن هنا المخالطة قد تختلف، المخالطة تقتضي الممازجة، والمصاحبة الدائمة، وهذي قد تحمل على اللِّين والمجاملة، هذا خطأ، فالمخالطة يجب أن تكون مبنِيَّة على المناصحة، فإن كان يقبل وينتصح؛ تدوم المناصحة؛ بمشافهة عابرة، باتصال، بمجالسة أو مخالطة فيها مؤاكلة ومشاربة، أمَّا إن كان يلجلج، ولا ينتصح، أو أنه يُصغي ولا يَقبل، فهذا تجب مفاصلته. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري