جديد الموقع

8881740

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعد ..

 

السؤال:

فهذا السؤال الأول، يسأل عن الأحداث التي جرت في مصر، والتي تَبِعها ما تعلمون.

 

الجواب:

أقول: هذا السؤال قد أجبت عليه أنا إجابة مطوّلة مُفصَّلة ونُشرت وانتشرت واشتهرت، فليرجع إليها الأخ السائل فهي موجودة في كُلِّ مكان.
وأمَّا ما يتعلق بخروج، عزل ما عزل؛ هذا جوابه عند الرجل نفسه، فإنه قال لو خرج كذا وكذا من الناس ما يريدوني أنا أتنحَّى، فخرج أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ما لا تستطيع عَدَّه ولا حصره، يقولون له ما نريدك؛ فالآن وَجَبَ الوفاء، وقد قلت إن الطريق التي دخل بها وارتفع ووصل إلى الولاية هي الطريق التي خرج منها ونزل وخرج من الولاية، طلع من دوَّار التحرير، ونزل من دوَّار التحرير، ويرجع أخي السائل إلى ما ذكرته في هذا.

 

السؤال:

وهذا يسأل؛ هل يجوز للمرأة لبس البنطال أمام زوجها؟

 

الجواب:

لا بأس مع زوجها بحيث لا يراها إلا هو، لا بأس بذلك، وخصوصًا البنطال للنساء المسئول عنه معهودٌ في الذهن، معروفٌ، وهو ما يُفَصِّل جسم المرأة، فهذا لا يجوز لها أن تلبسه إلَّا أمام زوجها. نعم.

هذا كلام كثير فارغ، ولب الكلام كلمتان أو ثلاث، لصاحبه أنا أشهره أمامكم، يعرف خطه، أن يسألني فيما بيني وبينه.
 

 

السؤال:

وهذا يسأل عن الصبيّ؛ هل هو مكلّف في الشريعة، وأنَّ المالكية يَرَوْن أنه مكلَّف.

 

الجواب:

صريح حديث رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذي يحفظه الصبيان: ((رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ)) فالتكليف مداره على البلوغ، إذا بَلَغَ فإنه يكون مُكلّفًا، والاستدلال بحديث المرأة التي قالت:
((أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ)) لا يعني هذا أنَّه أصبح مُكلّفًا، وهو حجّ نفل للصغير، ويُحرم عنه وليُّه، ويقوم بالأعمال التي يعجز عنها وليّه نيابةً عنه، بدليل قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أيُّما صبي بلغ فعليه حجَّة)).
فالشّاهد أنّ هذا ليس بدليل، والإمام مالك – رحمه الله تعالى – هو الذي يقول: "ما منّا إلا رادُّ ومردودٌ عليه إلَّا صاحب هذا القبر"، فهذا القول غير صحيح، والصحيح الذي دلت عليه الأدلّة خلافه.

 

السؤال:

يقول: هل يلزم من التحذير الهجر؟

 

الجواب:

قد وقد، قد تُحذِّر منه وتهجره أنت إذا كان هجرك يؤثِّر فيه، وقد تحذِّر منه ولا تهجره، تُحَذِّر منه، من المعاملة معه إذا كان فاسقًا.
أما المُبتدع فلا، يُحذر ويُهجر، يُحذَّر منه ويُهجر، إلَّا إذا ضعفت بأن كانت الشوكة والقوَّة والغلبة لهم فأنتَ تُدَاري.

 

السؤال:

هذا يسأل عن التفريق بين الخطيب والإمام.

 

الجواب:

السُّنة أنَّ الخطيب هو الذي يُصلِّي، هذه هي السنّة، فإن احتاج الخطيب لأن ينوب عنه من يقوم بالنَّاس لعارِض؛ صوته تعب، أُجهد ونحو ذلك، فلا بأس.
وهذا الكلام من الأثواب العامة، نعم مثل الجلابية السودانية، تُلبس على الوجهين، فأنا لا أُجيب عليه، تعرفون الجلابية السودانية؟ لها جيوب من هنا ولها جيوب من هنا، ولها فتحة من هنا ولها فتحة من هنا، إذا كان مستعجل على أيِّ وجه لبسها مشت، فهذا مثله، ولست ممن يُخدع – إن شاء الله – وأسأل الله أن يوفقني وإياكم، لكن إذا شئت فَئْتِ إلى الخياط، وأعطه طولك وعرضك وأبعاضك فيُفَصِّل عليك تفصيلا، أمَّا الجلابية السودانية فهي ما هي عندي، تأخذها من السوق.

أنا ما عرفت السؤال لكن الدعاء له بالثبات لأخينا السائل، أسأل الله لي وله ولكم الثبات على الحق والهدى، كما أسأله – جلَّ وعلا – أن ينوِّر بصائرنا في المشتبهات والملتبسات، وألَّا يجعلها مشتبهة علينا فنضل.

 

السؤال:

هذا يسأل يقول: كيف أصلح من قلبي؟

 

الجواب:

سألت عن أمرٍ عظيم، وهذا ملاك الأمر والخير كله، فإن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في الحديث المشهور الذي تعرفونه قال في آخره: ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ))، فالقلب هو الملك على هذه الأعضاء جميعًا، ويكون إصلاحه؛
أولًا: بمراقبة الله – جلَّ وعلا– في السر والعلانية، ويكون أيضًا بقراءة القرآن حتى يَمُر على ما فيه من الوعيد والوعد، الوعد لعباد الله المؤمنين والوعيد للمخالفين، وما أعدَّه الله لهؤلاء وهؤلاء، فإنَّ قراءة القرآن تُصلح القلوب وترقِّقها وتخوِّفها وتقوِّمها، ثم قراءة سيرة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم-، ثم القراءة في سير الصالحين، ثم القراءة في كتب الوعظ، ثم مصاحبة أهل الخير والصلاح، ثم البعد عن أسباب الشرور والفساد والفتن.
ثم على الإنسان مع هذه الستة الأمور أن يُكثِر من اللَّهج بالدُّعاء لله – سبحانه وتعالى- بأن يُصلح قلبه، وأن يُقيمه على الحق والهدى، وأن يثبِّته على الحق بعد إذ هداه إليه، وأن لا يفتنه، وأن لا يعرِّضه للفتن، فإنَّ الدعاء بابٌ عظيمٌ غَفَلَ عنه كثيرٌ من الناس فعليه بالدُّعاء، ولاسيما في ثلث الليل الآخر؛ ((مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ))، فهذه الأمور التي ذكرناها؛ نُعيدها؛
• أولًا: قراءة القرآن.
• ثانيًا: قراءة سنة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- وسيرته - عليه الصلاة والسلام-.
• ثالثًا: القراءة في أخبار الصحابة وسير الصالحين.
• رابعًا: القراءة في كتب الوعظ والمواعظ التي تذكِّر الإنسان فإنها كالسياط؛ تُنَبِّه الإنسان، تضرب في القلب فيتنبه.
• خامسًا: مصاحبة الصالحين.
• سادسًا: البعد عن مصاحبة السيئين أهل الأهواء والبدع، وأهل الفسق والفجور.
• سابعًا: عليه أن يلتزم الدعاء.
فنحن قسمنا الملازمة والمفارقة جعلناها هنا اثنين، وذكرناها أولًا واحد، فإن جعلتموها اثنين فسبعة، وإن جعلتموها واحدة فستة.
فهذه الستة هي أسباب إصلاح القلب بإذن الله – تبارك وتعالى-.
ونسأل الله لنا ولأخينا ولعموم المسلمين صلاح القلوب.

 

والحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي