بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد ..
السؤال:
هذا يقول: أنا أشتغل في شركة، وهي تعطي سُلَف، تأخذها وترجع نفس القيمة -يعني نفس الذي أخذت - وتشترط كفيل وإحضار كمبيالة تأخذها الدولة إجباريًا، الكمبيالة من الضرائب - ما أدري إيش يقصد بهذا- وتختلف باختلاف قيمة السُّلفة.
الجواب:
ما أعرف هذه الكمبيالة ما هي، فإذا عرفناها بإذن الله نجيبه، لعل صاحب هذا السؤال يسمعنا فيشرح – إن شاء الله- لنا ونجيب.
السؤال:
هذا يسأل عدة سؤالات له في هذه الورقة
سائلٌ من ليبيا يسأل: أنهم يقومون بالقبض على بعض السحرة ويسلِّمونهم للدولة، يبقى أيام ثم يخرج ويعيث في الأرض فسادًا؛ فهل يجوز أن نقتله؟
الجواب:
لا، أنت ما تقتله الذي يقيم الحد عليه السلطان، فإن إقامة الحدود هذه إلى الولاة، أمَّا عامة الناس لو أقاموها لصارت فِتَن، فإن أولياء هذا المقتول يثورون له، ويغضبون له، فينتقمون من القاتل، وهذا الحد إنما يقوم ويُنَفَّذ من قِبَل السلاطين، لأنهم لهم الهيبة ولهم القوة ولهم الشوكة ولهم المنعة؛ فلا يجرؤ عليهم أحد، ولكن إن أطلقوه فأنتم تردّون عليه وتحذّرون الناس من شره، وتكشفون حاله وتبيِّنون للناس ما هو عليه، حتى يحذروه ويتجنبوه ويسعوا بقدر الإمكان من ناحية ثانية لدى الجهات المسئولة ويبيّنوا لهم خطورة هؤلاء، وأنهم يضرون بالمسلمين، فعليها ألَّا تتساهل في الموقف لمثل هؤلاء.
السؤال:
وهذا يسأل يقول: هل صحيح أيضًا أنَّ الذي يرقي هؤلاء المسحورين يكون مُحارب من قبل الجن؟
الجواب:
قد يناله شيءٌ من هذا، ولكن لا يضرّه إذا كان متحصِّنًا – بفضل الله ورحمته- بالأذكار الشرعية والأوراد الشرعية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لا يضرّونه أبدًا، وعمله هذا من العمل الصالح الذي فيه النفع لإخوانه المسلمين ما دام يُحسن الرقية الشرعية، وهو مِمَّن يقوم بها ويُرجى فيه الخير والصلاح ونفع النَّاس، فينبغي أن يستمر في هذا العمل، ولكن لا يتَّخذه مهنةً وتجارةً مثل ما نراه الآن على السَّاحة، وإنّما ينفع إخوانه، فإن أُعطيَ شيئًا أخذ؛ لا بأس، أمَّا أن يجعل الرُّقى؛ القارورة المقروء عليها بالماء الفلاني بكذا، واللي بالزّيت الفلاني بكذا، والقراءة بالساعة كذا، كما يبلغنا عن بعض هؤلاء القرّاء، فهؤلاء في الحقيقة ما هم قرّاء وإنّما هم متأكِّلون، فليُحذر من مثل هؤلاء.
السؤال:
هذا يقول: هناك شخصٌ عنده مال تحصَّل عليه بطريقة غير شرعية فأراد التخلّص من هذا المال، فوجد شابًّا مقبلًا على الزواج، وليس عنده شيءٌ يتزوَّج به، فأراد أن يعطي هذا الشّاب المال بنيَّة التخلّص منه؛ فهل يصح هذا الفعل؟
الجواب:
والله يا أخي؛ من حيث الصحَّة، أرى أنّه لا بأس، يصح.
لكن لا تُعِن هذا الأخ ببناء مستقبله وبداية حياته إلَّا بالمال الطيِّب. نعم.
السؤال:
هذا يقول: والده أنشأ مطعمًا يختلط فيه الحلال والحرام، ويطلب مالًا لعموم مصاريفه في المطعم.
الجواب:
إذا كنت تعرف أنَّه يصرفه في الحرام فلا، لا تُعنه بذلك.
أمَّا إذا كان يصرفه في الحلال ويأتي شيء من الحرام خارج عن ذلك، مثل الموسيقى ونحو ذلك في بعض المطاعم؛ فلا بأس.
أما لو عَلِمت أنَّه يشتري به لحم خنزير، ويشتري به خمر، ويشتري به لحوم مباحة؛ فلا تُعْطِه.
السؤال:
وهذا يقول: ما حكم التصفيق للأطفال تشجيعًا لهم؟
الجواب:
لا بأس بذلك، إذا أحسن الطفل وأجاب إجابة صحيحة، فصَفَّقت له تشجيعًا؛ لا بأس، لأنّ هذا التصفيق ما هو عبادة، هذا تشجيع.
والذي جاء فيه النهي أن يتخذ هذا عبادةً ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ يعني صفير وصفيق؛ هذي الصلاة؛ العبادة عندهم بهذا النحو؛ هذا ممنوع.
أما لو كان الطفل أو الأطفال أجابوا إجابة صحيحة في المسابقة وصفّقت لهم تشجيعًا؛ لا بأس بذلك, ما في شي, وكذلك لو أعطيتهم أوسمة فيها نجمة، أو فيها ممتاز مكتوب، أو فيها متفوّق، أو فيها بارك الله فيك؛ لا بأس بذلك كله.
السؤال:
رجل مات ولم يُعقّ عنه, قال: يُعقّ عنه بعد موته؟
الجواب:
لا.
السؤال:
وهذا يسأل عن وضع ماله في بنكٍ ربوي، ولكنّه لا يأخذ الربا, ولكن يعطيه للفقراء والمساكين.
الجواب:
الإيداع في هذه البنوك ضرورة, أصبح الآن الناس يضطرون إليه, فلا بأس بالإيداع, فإذا كنت في بلاد كافرة مثلًا, أو بلاد مسلمة ويحصل هذا الشر عندهم؛ فلا تدع هذا المال لهم، وخُذْهُ واصرفه في مصالح المسلمين العامة كبناء المرافق, بناء دورات المياه, ترميم ما يحتاج إلى ترميم من مساكن بعض الفقراء, لا بأس بذلك.
السؤال:
وهذا سؤال عن قاضي المحكمة في المدينة المعيَّنة؛ هل يُمَثِّل السلطان في عقد النكاح إذا كان ليس للمرأة ولي؟
الجواب:
نعم, القاضي في هذا الباب يتولى إنكاح المرأة التي لا وليَّ لها؛ لأنه قائمٌ مقام السلطان، والسلطان ولي من لا ولي له, كما وردت بذلك النصوص, فيقوم مقامه؛ فيتولَّى أمر النكاح لها إذا كان لا ولي لها, بل أكثر من ذلك, إن كان له وليٌّ يعضلها فرفعت أمرها إليه، فإنه يُجبره على أن يزوجها الكفء إذا تَقَدَّم لها، فهذا أكثر وأكثر من توسعة سلطات هذا القاضي الشرعي.
ونسأل الله – سبحانه وتعالى– التوفيق للجميع.
وصلَّى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.