السؤال:
وهذا يسأل عن الصبيّ؛ هل هو مكلَّف في الشريعة، وأنَّ المالكية يَرَوْن أنه مكلَّف.
الجواب:
صريح حديث رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذي يحفظه الصبيان: ((رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ)) فالتكليف مداره على البلوغ، إذا بلغ فإنّه يكون مُكلّفًا، والاستدلال بحديث المرأة التي قالت:
((أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ)) لا يعني هذا أنَّه أصبح مُكلّفًا، وهو حجّ نفل للصغير، ويُحرم عنه وليُّه، ويقوم بالأعمال التي يعجز عنها وليّه نيابةً عنه، بدليل قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أيُّما صبي بلغ فعليه حجَّة)).
فالشّاهد أنّ هذا ليس بدليل، والإمام مالك – رحمه الله تعالى – هو الذي يقول: "ما منّا إلا رادُّ ومردودٌ عليه إلَّا صاحب هذا القبر"، فهذا القول غير صحيح، والصحيح الذي دلت عليه الأدلّة خلافه.
الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي