جديد الموقع

8881813

السؤال: 

هذا يسأل أيضًا سؤال آخر يقول: هناك امرأةٌ مرافقة لأختها في المستشفى، فجاءتها الممرضة وقالت لها أنا سأذهب فلا تجعلي أختك تنزِعُ الأكسجين، فنامت هذه المرأة ثم صحت فوجدت أختها قد ماتت؛ فهل عليها شيء؟

الجواب: 

هذا أولًا: ليس بعملها هي، وإنَّما هو عمل هذه المُمرضة، لأنها هي التي كُلِّفت بالسَّهر على راحة هذه المريضة، ثُمَّ المعروف الذي نعرفه جميعًا في بلاد الإسلام وفي بلاد الكفر أنَّ هؤلاء المُمَرضات قد رُتِّب بينهن الوقت، فهذه مثلًا تُمسك من بعد العشاء في نوبتها إلى الثانية عشر ليلًا، أو من بعد المغرب إلى الثانية عشر ليلًا، فحتى لا تُجهد ويغلبها النوم فتُفَرِّط في خدمة المريضات؛ تذهب وتنتهي هذه المدة فتأتي أختها أو أخواتها مكانها أو مكانَهُنَّ فيُمسكن إلى الفجر، فهذا التناوب لأجل ألَّا يحصل الضَعْف المورث للغفلة بسبب النوم أو نحو ذلك، الإجهاد ونحوه،فهذا عملهُنَّ، عمل هؤلاء الممرضات، وهذه المرافقة جزاها الله خيرًا تبرَّعت بذلك لقضاء حاجة هذه المريضة، أو هذا المرافق لو كان رجلًا تبرَّع بذلك لقضاء حاجة هذا المريض في حين يقظته، فإذا احتاج شيئًا وهو لا يستطيع القيام به بمفرده يعينه على ذلك، وإلَّا الأصل هو عمل هؤلاء عمل هؤلاء الممرضين والممرضات، فإذا كان هذه الأخت غلبها النوم، فهذا مِمَّا لا طاقة لها به، فلا شيء عليها بإذن الله - تبارك وتعالى- ولكلِّ أجلٍ كتاب، فهذا أجَلُها، والتفريط على هؤلاء المُمَرِّضات، أمَّا هي فلا شيءَ عليها.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي