السؤال الثاني لهذه الأخت - حفظكم الله-؛
تقول: أحد الدعاة ينشر بين العوام ما يسمى بآيات السكينة؛ فما حكمها؟
لا أعلمُ أنَّ آياتٍ مخصَّصة هي آياتُ السكينة، بل الذي أعلمه القرآن كُلُّه سكينة؛ لمن قرأه متعبِّدًا بِهِ لله، متدبِّرًا، جادًّا في العمل، عازمًا على العمل؛ هو سكينة، ومما يدلُّ لذلك؛ الحديث الصحيح أنَّ أسيد بن حضير - رضي الله عنه - كان رابطًا فرسه، وكان يقرأ القرآن، فجفلت الفرس حتى كادت تطأ ولده يحيى -كان نائمًا قريبًا منه- فلم يرى شيئًا، ففعل ثانية فلم يرى شيئًا، ففعل ثالثة فإذا سحابة في السماء ثُمَّ ذهبت، فلما أصبح أخبر النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا الخبر؛ فقال: (إنها السكينة تنزلَّت للقرآن، ولو قرأتَ - أو قال لو قرأت حتى تصبح أو كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم - لأصبح الناس يَرَوْنَها)، فهذا الحديث دليلٌ على أنَّ القرآن كُلَّه سكينة، وقد قدَّمتُ في الكلمة أنَّ الأصل في العبادات الحظر إلى بنص، فإن كان عند هذا الناشر حديث صحيح فليأتِ به، وإلَّا فليتَّقِ الله ربَّه، ولا يُحْدِث على الناس بدعة في دينهم.