جزاك الله خير شيخنا, وهذا السؤال الخامس؛
يقول السائل من تونس: أريد نصيحة لي وللفتاة التي سأعقد عليها لكي لا نقع في مشاكل، خاصةً أن الفترة ما بين العقد الشَّرعي والمدني ستطول وأخاف أن يكون طول المدة سببًا في سوء التفاهم بيننا.
أوَّلًا: أنا لا أدري كيف تمَّ الاختيار بينك وبينها أو الاتفاق على الزواج, هل هو عن طريقها شخصيًّا؟ لأنَّ بعض المسلمات عندها فكر غربي؛ تأتي تبحث عن الخاطب وتأتي به إلى وليها وتقول هذا فُلان خطبها فأتمُّوا له أو أنجزُوا له أو وفُّوا له؛ هذا خطأ, هذا ليس من سمت المسلمات, هذا داء سرى من نسوة بعض المعسكرات الكافرة أو المتأثِّرات بمعسكرات الكافرة, أو أنَّه تمَّ منك عن طريق وليّها، خطبتها عن طريق وليِّها، ووليُّها رَغِبَ في تزويجك منها لِمَا ظهر له من حسن تدينك وخُلُقِك عملًا بقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ)) الحديث, وأنت كذلك تعرَّفت من خلال نسوتك أو مجاورتك لأهلها أنَّها ذات دين, ذات ديانة, وأمانة, فلن يكون هناك مشاكل - إن شاء الله تعالى-.
لكن نصيحتي ما دمتم متخوِّفين أن تبادر إلى الدخول عليها بعد أن يتم العقد الشرعي, فإنَّ هذا هو الواجب الذي يستحلُّ به الرجل المرأة فتُصبح زوجةً له, هو العقد الشرعي, وأمَّا العقد المدني فهو غير موجود عندنا, لكن أظنه يعني التسجيل في الدوائر المختصَّة, وهذا يمكن الدخول قبله ولا بأس بذلك - إن شاء الله تعالى-, بل إذا طلبت هذا يجب على وليَّها أن يجيبك إلى ذلك. نعم.