جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السابع من ليبيا؛
يقول السائل: لدي أصدقاء وهم مستقيمون، ولكنهم كثيرًا ما يغتابوا، وأنا غير راضي على فعلهم هذا؛ فهل أتركهم بعد ما أنصحهم إذا لم ينتهوا؟
أولًا: إذا كان الأمر - كما تقول – وهو أنَّهم يَتَفَكَّهون بأعراض الناس، ويُحَلُّون بها المجالس، ويَقْطَعون بها الوقت؛ فهذا حرام، انْصَحْهُمْ واذكر لهم الأحاديث التي فيها التَّشديد والتغليظ في أمرِ الغيبة، فالغيبة الأصلُ فيها التحريم، فإذا استجابوا وإلَّا فاتْركهم اترك مجلسهم، قُمْ عنهم واتْركهم.
وإن كان غيبتهم فيما هو مُباح مثل: التحذير من الفَسَقَة، التحذير من أُناس فُجَّار، مُفْسِدين في الأرض؛ فهذا وإن كان غيبة لكنه من المستثنى؛ فهو مُباح، وقد ذَكَرَ النَّووي –رحمه الله – بعد ذِكْرِهِ النصوص الدَّالة على تحريم الغيبة؛ عَقَدَ بابًا سمَّاه ما يُبَاحُ من الغيبة؛ فراجعه - بارك الله فيك-، لأن الوقت لا يسمح لي بالتَّفصيل أكثر من هذا.