جديد الموقع

8881877

السؤال: 

جزاكم الله خيرًا شيخنا، وهذا السؤال السابع عشر؛

تقول السائلة من ليبيا: ما حكم الذهاب إلى مناسبات التي يوجد بها نساء يرتدين ألبسة عارية أو شبه عارية؟

الجواب: 

أقول: هاهُنا حالتان يجبُ التَّفريق بينهما يا بنْتي، وهاتان الحالتان حَسْب الرابط والعلاقة بينكِ وبين الدَّاعين إلى هذه المناسبة التي فيها ما ذكرتي:

· فإن كان هؤلاء منكِ بمكان، ولا تستطيعين أنْ تغيبي عن الفرح، أو وليمة أخرى كالعقيقة، فهذا إن استطعت الأمر والنهي والقدرة على ذلك فامضِ، لعلَّ الله ينفع بك ويهدي بك؛ لأن هؤلاء النسوة التي ذكرتي عنهن ما ذكرتي الكثير منهنَّ جاهلات، وتظنُّ أنَّه لا مانع من التَّعَرِّي كما ذكرتي بين النِّسوة الأخريات، فإذا سمعت منك مثل قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((أيُّمَا امْرَأَةٍ خَلَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ زَوْجِهَا فَقَدْ هَتَكَتْ السِّتْرَ الَّذيِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله))، أخرجه أحمد وغيره، وللحديث قصة عن عائشة رضي الله عنها.

وإنْ لَمْ تجدي استجابة بعد تجربة ونظرْ، شفتي الإعراض والصدود وعدم القبول فاحضري واعتزلي مجلس هؤلاء النِّسوة، وانحازي إلى أخوات مثلك ولنْ تعدمِيهن - إن شاء الله تعالى -، وتكرهين بقلبك، فإذا استطعتِ تقديم ما يجبُ عليك لأهل هذا الحفل ثُمَّ الخروج بعد ذلك فافعلي، وإلَّا فكما ذكرت لكِ انحازي إلى الفاضلات السّتيرات العاقلات.

· الحالة الثانية: أنْ يكون هؤلاء النِّسوة لا تربطك بهن رابطة، يعني لا رابطة نسب، ولا مصاهرة، وإنَّما مجرَّد زميلات في العمل أو في الدَّراسة، فلا تذهبي لأنَّ هذا لا يلزمك أبدًا.

إذا كان الدَّاعية لك – وإن كانت بعيدة - من النِّساء الفاضلات العاقلات فاحضري فإنه يشتَدُّ أَزْرُها بك وأَزَر منْ حضرنَ وهنَّ منكرات لهؤلاء الصَّنيع، ونَبِّهي الدَّاعيات إلى أنَّهن لا يَدْعون هؤلاء النسوة العاريات كما ذكرتي، وإنْ قالت لكِ أنَّها لا تستطيع لِمَا بينها وبينهن منْ رابطة القرابة، وأنَّها لو لمْ تدعهُنَّ لترتَّبت مفسدة راجحة كقطيعة، فهي معذورة - إن شاء الله تعالى - لأنه لا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها. نعم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري