جديد الموقع

8881904

الجواب: 

جزاك الله خير شيخنا وبارك الله فيكم.

نبدأ بارك الله فيكم بأسئلة اللقاء المفتوح الثالث والثلاثون.

السؤال الأول من المغرب؛

يقول السائل: بالنسبة لعروض التجارة؛ هل تُزكَّى وكيف تُزكَّى؟ علمًا أنَّ معظم السِّلع بالدَّيْن؟ وكيف التعامل مع الديون التي خرجت من المحل ولا يوجد احتمال لاستردادها؟

 

الجواب:

أقول: هذا السؤال يتضمن عِدَّة أَوْجُه، فنسأل الله أن يرشدنا إلى جوابه لما يرضي به السائل والمستمع، فأقول: عروض التجارة هي ما يُعرض في المحلَّات التِّجارية الخاصة من معروضات، وهو يختلف باختلاف المعروضات، وأصحُّ القوليْن أنَّه فيه زكاة؛ هذا أوَّلًا.

ثانيًا: كيفية زكاة العروض أنَّ التاجر يُحصي ما لديْه من معروضات بيعه بعد مرور الحَوْل من اليوم الذي بدأ فيه الاتّجار، ويُسَعِّرها بسعر اليوم الحاضر، وهُنا يَنْظر الأصلح؛ هل هو القيمة – يعني زكاة القيمة – أو أن يعطي المحتاجين من المواد نفسها المعروضة، ينظر في هذا، هو مُفَوَّض، فإذا قلنا أنَّه يزكِّي ما لديْه، فإنه يحسب هذه المعروضات كم تساوي؛ فإذا كانت تساوي مائة ألف فعليه ألفان ونصف، وإذا كانت مائتا ألف فعليه خمسة آلاف، وإذا كانت أربعمائة ألف - مثلًا- عليه عشرة آلاف وهكذا، كما يُقال: بنسبة اثنين ونصف في المائة، وهنا كما قدمنا أنه ينظر في المصلحة - مصلحة هؤلاء المحاويج- فمنهم من يرى أن مصلحته إعطائه من المعروضات، فإذا كانت غذائية أعطاه من هذه الغذائيات، وإذا كانت أقمشة أعطاه كسوة، وإذا كانَ الأصلح النقود فقد عرف القيمة وعرف الواجب عليه، فيعطي هؤلاء المحاويج من النقود، وقد يظهر له أنَّ بعض المحاويج الأنفع لهم النقود، وبعضهم الأنفع له من العروض، فقد يرى صاحب المكتبة مثلًا القرطاسية أو الكتب يرى أن الأنفع إعطاء هؤلاء كتبًا يكفيهم مئونة الشراء، فإن كان الأصلح نقودًا أعطى نقودًا.

وهُنا طريق أيضًا ينضاف إلى هذا قبل الوجه الثالث؛ وهو أنه يحسب الديون الحالة عليه هو، فما صاحب تجارة في الغالب إلَّا وهو مدين، فإذا كان مثلًا قيمة هذه العروض تساوي مائتي ألف، وعليه من الديون الحالَّة في نفس اليوم، أو قريبًا منه يوم أو يومين، أرجو أن ذلك لا بأس به، مائة ألف، فإذا نظر كان الصافي له مائة ألف، والمائة الأخرى هي حقوق الناس فيسقطها من الواجب يعني، وكذلك يضموا إلى قيمة المعروضات ما في خزينته أو رصيده في البنك، فيضمه إلى هذه القيمة و يزكي ﻷن قد يكون عنده نقود متوفرة من قيمة هذه المعروضات خزنها في خزينته أو ادَّخرها في البنك فيجمعها، إذًا يجمع القيمة التي سُعِّرت بها عروض تجارته إلى ما في خزينته أو رصيده إلى بعضها، ثُمَّ يُسْقِط الديون الحالَّة من هذا المتَجَمِّع لديه ثُمَّ يُزَكِّي الصافي.
الوجه الثالث: في الديون التي لا سبيل له إلى الحصول عليها، كما ذكرت أنه لا يتوقع سدادها، فهذه لا زكاة فيها حتى يُيَسِّر الله - سبحانه وتعالى – سدادها، والظاهر أنه يعني بهذا الفقير المعدم الذي لا يقدر على السَّداد، ومثله الذي ذهب وانقطعت أخباره عنه ولا يدري أين هو، والله أعلم.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا وبارك الله فيكم، هذا السؤال الثاني من المغرب؛

يقول:هناك شخص جمع ماله من تجارة مخدرات، واﻵن قرر التوبة واقترح على بعض اﻷخوة أن يعمل لهم مشروعًا ورأس المال منه ومنهم والربح يُقَسَّم بينهم، هل يجوز التعامل معه وقبول عرضه؟

 

الجواب:

قولك يا بُنَي (قرَّر التوبة) هذه لا تفيد التوبة قرر يعني بمعنى عزم، وتحتمل عن بعد أنه تاب، فإذا كنت تريد أنه قرر التوبة بمعنى عزم فهذا لا يكفي، بل يجب عليه أن يتوب إلى الله - عزَّ وجل-، وإذا كنت تريد أنه تاب فهذا لا إشكال فيه، لكني أنا أنبه إلى بعض الألفاظ المجملة يستعملها بعض الناس فلربما وقع بعض المفتين فيها؛ فلهذا جرى التنبيه، فإذا كان صاحبك هذا قد تاب فالجواب عندنا في قوله تعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾ يعني ما مضى، فما أكل أو شرب فهذا له، وكذلك ما تَجَمَّع له من نقود قبل التوبة فهي له، ولا يدخل في هذا بقية البضاعة التي هي المخدرات، ولا الديون التي استدان منه أهل المخدرات أو المرَوِّجون، هذه ليست له لأنها من الكسب الحرام، فيتخلص

وبهذا نقول: هذا المال مما تَجَمَّع لديك قبل التوبة فأرجو أنه لا بأس، ودليلي ذكرته﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾ وأعدكم ببحث المسألة مرةً أخرى في مظانها فإن بدا لي أمر جديد أضفته، وأبو زياد يذكرني - إن شاء الله - في الحلقة القادمة.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث من الجزائر؛

يقول السائل: إذا كان وقت الدراسة يتعارض مع وقت الصلاة كما هو الحال عندنا، والمسجد يبعد عن المدرسة حوالي أربعمائة متر؛ هل يعتبر هذا عذرًا لسبب ترك الجماعة في المسجد؟ مع العلم أني أترك الدروس التي في أوقات الصلاة من أجل جماعة المسجد.

 

الجواب:

بادئ ذي بدئ نقول:

  • أولًا: صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين، الأحرار، الأصحاء - يعني الخالين من المرض الذي لا يقدرون معه على الوصول إلى المسجد وسماع النداء -، والمقصود بسماع النداء يعني مجرَّدًا، فإذا توفرت هذه الشروط وجب على الرجل أداء الصلاة جماعة حيث يُنادى لها - يعني في المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة - ولا يُسْقِط عنه ذلك إلَّا عذر كالنوم الذي بسببه ذهب وقت صلاة الجماعة، أو النسيان؛ أراد أن يذهب فانشغل بشيء فنَسِي، أو كان عنده مريض محتاجٌ إلى خدمته، ومضطرٌ إلى البقاء معه، أو حضر طعام يشتهيه فلو دخل في الصلاة تَشَوَّش فكره، وهذه الأعذار مبسوطة في كتب الفقه .

  • ثانيًا: هل أنت مدرِّس أو طالب؟ فإن كنت مدرِّسًا ولديك حصة فراغ، وتوفرت الشروط المذكورة آنفًا وَجَبَ عليك الصلاة مع جماعة المسلمين، وإذا كنت مدرِّسًا وليست عندك حصة فراغ أو طالبًا، فإنِّ الطلاب تركهم يذهبون إلى المسجد ثُمَّ يُعاد بهم فيه ما فيه من المشقة، لأن بعض المدارس فيها مئات من الطلاب، وربما تعَرَضُّوا أيضًا لخطر وهذا في الشوارع التي يكثر فيها مرور السيارات، فالأمر فيه سعة - إن شاء الله   -نقول الأمر فيه سعة، ونطلب إلى مدير المدرسة أن يجعل وقتًا يصلي فيه الطلاب مع أساتذتهم ولو تأخرت الصلاة عن الوقت المعتاد شيئًا، كأن يُترك الطلاب والمدرِّسون يُصَلُّون قبل الانصراف بربع ساعة، ثلث ساعة ثم ينصرفون، أو يجعلها في وقت بين الحصص مثلًا قبل الحصة الأخيرة بحصتين مثلًا، أو قبل حصة، فالمدير مُطَالَب شرعًا بأن يهيِّئ فرصة لمنسوبي المدرسة من أساتذة وإداريين وطلاب. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا وهذا السؤال الرابع؛

السائل من السعودية يقول: شخص إذا فاتته الصلاة مع الإمام لا يصلي مع الجماعة الثانية يقول أنه لا يرى ذلك؛ فما قولكم؟ حفظكم الله.

 

الجواب:

هذا له حالتان:

·      إحداهما: أن يشعر بفوات الجماعة الراتبة قبل دخوله المسجد، فهنا لا بأس عليه يصلِّي في بيته لأن الجماعة المندوب إليها والمُحَرَّض على حضورها هي الجماعة الراتبة، هي التي يعني يتبعها جميع من يَسَّر الله له وينضوي ضمنها ومن أجلها يؤذن ومن أجل أهل القرية، أو الحي، يُؤذَّن إعلامًا بدخول وقت الصلاة.

·      الحالة الثانية: أن لا يعلم بخروج الجماعة الراتبة إلَّا بعد دخول المسجد، فهنا الأفضل له أن يصلي مع من يقيمون الصلاة جماعة بعد الجماعة الراتبة فإن شاء الله أنه لا يُحْرَم الأجر - أجر السعي للمسجد - وكونه يؤدِّي هذه الصلاة جماعة، أرجو أن يشمله قوله – صلى الله عليه وسلم – ((صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً))، والله أعلم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الخامس؛

تقول السائلة من السودان: بارك الله فيكم أريد أن أتحقق من صحة هذا الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ((إذا اغتسلت المرأة من حيضها وصَلَّت ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاث مرات في كل ركعة غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة، ولم تكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى، وأعطاها أجر ستين شهيدًا وبَنَا لها مدينة في الجنة وأعطاها بكل شعرة على رأسها نورًا، وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيدة)).

 

الجواب:

هذا الحديث يا بنتي لا تحسبي له حساب، ولا تكترثي به، فما أراه إلَّا من أحاديث القصاصين الذين لا فقه عندهم، فبضاعتهم التي يروجونها على الناس ويستقطبون بها الجهلة والسُّذَّج والمغفلين هي الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وهذا الحديث يا بنتي من السودان تُشَمُّ فيه رائحة الوضع والكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –،  فإن من علامات الوضع أن يكون الوعد الكبير على العمل القليل، هذا عمل قليل والوعد عليه شيءٌ كبير، فاطلب منك يا بنتي بعث هذا الحديث على بريد الموقع حتى نبحثه بحثًا علميًا ونزوِّدك بما فيه من علل -إن شاء الله تعالى – كي تستفيدي أنتِ ويستفيد غيرك مِمَّن وَقَرَ في قلبه ما وَقَر من تصديق هذا الحديث.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السادس؛

يقول السائل: ما هو موقف الشاب السلفي - حفظكم الله - من تزكية بعض المشايخ السلفيين والذين قد يكونون بعيدين من الساحة لأناسٍ ثَبَتَ الجرح فيهم بالحق والبرهان مع انتسابهم للسلفية؟

 

الجواب:

مَرَدُّ هذا فيما نظرته من أقوال الناس واستقرَأْته؛ إلى فريقين أو ثلاثة:

  • الأول: الذين ليس عندهم فرقة، وإنما يعجبهم ما يعجبهم من شقْشقة الكلام وزخرفته وحبك العبارات فبموجبها يزكون.

  • الثاني: أشار إليه السائل وهو البعيد عن الساحة، فإن المَكَرَة وأهلُ الكيد والدَّس يغتنمون هذه الفرصة فيظهرون أمام هؤلاء المشايخ الذين قطعهم عن الساحة ما قطعهم، ونرى - إن شاء الله - أنهم معذورون لكثرة مشاغلهم أو أمر آخر، ما حسن وطاب من الكلام، وهو عنده ما يخفيه ويغطِّيه من العيوب والبواطيل والطوام فيزكيه بناءً على ما ظهر له منه، والمفترض أن يبحث، المفترض من هؤلاء الأشياخ عفا الله عنهم أن يسألوا، لأن زيارة مرة أو مرتين، أو سماع مرة أو مرتين بانَ لنا بالتجربة أنَّها لا تكفي في حسن حال المرء أو ضِدِّ ذلك.

  • الثالث: الجُهَّال فهؤلاء لا عبرة، جَهَلة يسمعون، هم عندهم شيء من العلم، لكنهم جُهَّال بمسلك السلف، فإذا زَكَّى هذا المتكلم عالم بعيد عن الساحة أو غره ما سمع من ذلكم المُزكَّى يطيرون بهذه التزكية لأنهم جهلة ومُغَفَّلون.

  • الفريق الرابع: من ضَيَّعوا قواعد السلف وأصول الجرح والتعديل، ومنها هذه، وإن كانوا ذوي تخصصات عاليه وشهادات متفوقة جدًّا، لكنهم لم يضبطوا قواعد السلف، والقاعدة التي حُفِظَت عن أئمة العلم والإيمان أنَّ من عَلِمَ حُجَّةٌ على من لم يعلم، وقالوا أيضًا (الجرح المفسر مُقَدَّمٌ على التعديل المجمل) فلو كان المُزكِّي أو المعدل أعلم أهل زمانه، ثُمَّ أبان من هو مثله أو دونه جَرْحٌ ثَبَت بالحُجَّة والبرهان فالواجب التسليم، فالواجب على كل من بلغه جرح الجارح المُدلَّل عليه بالدَّليل القاطع والقرآن الساطع وَجَبَ عليه قبوله والتَّسليم له، وذاك العالم احفظوا كرامته. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا وهذا السؤال السابع؛

يقول السائل: ما يحصل من اعتداء من الرافضة في اليمن لا يخفى عليكم؛ فهل من نصائح توجهونها لأهل السُّنة هناك؟

 

الجواب:

سَبَقَ - قبل نحو أسبوعين أو عشرين يومًا لأني لم أحفظ التاريخ في ذلك الوقات – مِنِّي فتوى بأن التصدي للحوثيين الرافضة الكفرة الباطنية لقهرهم ودحر عدوانهم جهاد، وقلت حينئذٍ هو على أهل تلكم المناطق فرضُ عين، وعلى سائر مناطق اليمن فرض كفاية، وعلى من خارج القطر فهو سُنَّة،

وذكرت قيْدًا لهذه الفتوى أنَّه إذا بسَط السُّلطان قوَّته القاهرة للمعتدي الرادعة له، الداحرة لعدوانه وَجَبَ الكف وهذه عامة ليست في اليمن خاصة، قاعدة من قواعد الدين وأصوله في الجهاد الذي هو فريضة من فرائض الله المحكمة حتى تقوم الساعة.

فنصيحتي لمن صيل عليهم من قِبَلِ هؤلاء وأمثالهم أن يُخْلِصوا تصدَّيَهم بالقيد المذكور، تصدَّيَهم وإنبراءهم، وما لديهم من عُدَّة وعتاد لله - سبحانه وتعالى - فإنَّ ذلك من الجهاد الشرعي، وهو حقٌّ لهؤلاء للدفاع عن أنفسهم، وإن كانت بينهم خِلافات تَرَكوها وانضوَوْا تحت القائد الذي مكَّنَه الله – عزَّ وجل - وبوَّأه منهم، وأن يجمعوا كلمتهم ولا يخالفوا أوامر القادة، و أعيد أقول: حتى يبسط السلطان قوَّته الرادعة القاهرة التي تقهر العدو وتُعيدَهُ خاسِئًا ذليلًا مقهورًا مَخْزِيًا، فنسأل الله - سبحانه وتعالى - أن ينصر من كان مجاهدًا بحق للدفاع عن دينه وعرضه ونفسه ومحارمه وماله، وأن يقوِّي من صيل على مستضعفٍ في بلده، يقوِّي عزيمته حتى ينبري لنصرة المظلوم ودَحْرِ الظالم، اللهم أَحِقَّ الحق وأمحق الباطل.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا شيخنا، وهذا السؤال الثامن من الجزائر؛

يقول السائل: أنا شابٌّ كنت أمارس كرة القدم، فسمعت كلام بعض أهل العلم فيه فتوقفت عن ممارستها، ومنذ ذلك الحين قاطعني والدي لأجل أن أعود إلى الفريق.

 

الجواب:

يا بني الجزائري بلغ أباك منِّي السلام، فقل له: يسلم عليك عبيد بن عبد الله الجابري من موقع ميراث الأنبياء، ويبشرك ببشارة إن أنت شدَدْتّ على عضد ولدك نلت أجرها، في الحديث الذي هو حسنٌ في مجموع طرقه ((مَنْ تَرَكَ شيئًا لله عوَّضَهُ اللهُ خيرًا منه)) وأُأكَّد يا أبا هذا الشاب أن تعين ابنك على ما عزم عليه من ترك كرة القدم، فهناك أمور خيرٌ منها نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم وهذا السؤال التاسع من تونس؛

تقول السائلة: ما هي نصيحتكم لمن تعيش حزينة بسبب تأخر زواجها؟

 

الجواب:

ما من امرئ ذكرًا كان أو أنثى يطلبُ العفة والصيانة ويبتغي ما كَتَبَ الله له من الولد إلا وهو يحب الزواج المُبَكِّر، ولكن كثيرٌ من الناس يتأخر زواجهم، لاسيما النساء؛ فالعوانس امتلأت بهن البيوت في كلِّ مكان وما خلا منهن إلَّا ما رحم ربي، كثيرات، ووصيَّتي لهؤلاء النسوة الصَّبر، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لابن عمه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - في حديثٍ طويل ((وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)).

ثانيًا: الانشغال بكثرة ذكر الله - عزَ وجل - من دعاء وقراءة قرآن وذكر وتسبيح وتهليل وتكبير، لاسيما في الأوقات الفاضلة في الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وحالَ نزول الأمطار، تسأل الله زوجًا صالحًا يعينها على أمور دينها ودنياها، لا مجرد زوج فإن بعض الزيجات ليست نعمة بل هي نقمة ونكد وأذى، فكم من امرأة كانت على تديّن ففتنت فأصبحت تنتكس في المعاصي.

الأمر الثالث: اليقين بالمخرج الذي وعد الله به كل متَّق وهذا شامل للرجل والمرأة قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾.

والرابع: أن ينبذن الحزن وراء ظهورهن، فالحزن لا ينفع، بل فيما أرى أنه سبيلٌ لدخول الشيطان إلى قلوبهن فربما يأَّسَها واليأس مُحَرَّم، وربما حملها على مواطن سوء، مسالك سوء، فلتتقي الله ولتصبر ولتحتسب، فلن يضيِّعها الله - سبحانه وتعالى -.

هناك أمر تسلكه بعض المسلمات وهو خطأ، أنَّها تبحث بنفسها عن الخطيب والخاطب، وتطلبه وتأتي به إلى أهلها، فإذا لم يوافقوا، الرجل له النظر، تنكَّدت وتكدرت وحزنت، وهذا خطأ يا مسلمات، قرِّي في بيتك، والزمي ما منَّ الله به عليك من تدَيَّن، وقد أوصيتك بما أوصيتك آنفا، ولا تعرّضي نفسك للإهانة، ومن الإهانة أن تطلبي الرجال وتحضريهم إلى الولي، هذا ممقوتٌ شرعًا وعرفا. نعم.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال العاشر من الجزائر؛

طبيب أسنان رجل يعالج النساء بتركيب أسنانهن، أو حشوها، أو خلعها؛ فهل كسبه من معالجتهن كسبٌ حرام؟

 

الجواب:

لم أعلم من قال أنه من الكسب الحرام، ولم أعلم من علمائنا المُعْتَدِّين منع الأطباء الرجال على مختلف تخصصاتهم من التطبب النساء، نعم إذا وُجِدَت المرأة فهي أفضل، ومما فُطِرَ الناسُ عليه أن الرجل يرتاح للرجل، ويمكنه من تشخيص كل شيء، ومن التطبب في كل شيء من جسمه، والمرأة لا ترتاح إلَّا للمرأة، لكن عند الضرورة أو عند الحاجة التي لابد منها لا بأس بذلك - إن شاء الله تعالى -، وإن كُنَّا أيضا نؤكِّد تطبُّب الرجال في الرجال، وتطبّب النساء في النساء هو الأَسْلَم. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الحادي عشر من تونس؛

يقول السائل: ما حكم مصافحة زوجة خالي، مع العلم أنّني تربيت معها منذ الصغر؟ وأنا كنت دائمًا أصافحها، وفي هذه الأيام توقَّفت وأصبحت لا أصافحها، وغضبت عليَّ وأصبحت تبكي؛ ما الجواب بارك الله فيكم؟

 

الجواب:

أولًا يا بُنَيْ؛ هذه ليست محرمًا لك، هي أجنبية منك، ويجب عليها أن تحتجب منك، ولا مانع أن تُلْقِي عليها السلام وترد عليك السلام وهي بحشمتها، أمَّا الخلوة والمصافحة فلا وألف لا، يجب عليك وإياها التأسِّي بمحمدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فإنه لم تمسَّ يده يد امرأة إلَّا إن كانت زوجة أو محرم، هذا هو الواجب، فبلِّغها منِّي السلام، أو أوعز إلى محرمها أو زوجها يبلغها مِنِّي السلام وأنها آثمة بهذا، تريد أن تصافحها وهي أجنبية هذا خطأ فاحش وإن جَرَت به عادة كثير من الناس وأعرافهم. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثاني عشر؛

يقول السائل: هل السلفيين حنابلة كما يقول البعض؟

 

الجواب:

السلفيون ولله الحمد هم منتشرون في جميع المذاهب الأربعة فمنهم الحنبلي، ومنهم الحنفي، والمالكي، والشافعي، هم بين المذاهب الأربعة، وليسوا خارجين عنها. فالقول بأنَّ السلفيين حنابلة هذا خطأ، هذا لا يقوله إلَّا جاهل ليس عنده بصيرة في أحوال المسلمين، أو صاحب هوى مُتَعَصِّب. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا يا شيخ هذا السؤال الثالث عشر من بلجيكا؛

يقول السائل: رجل كان يعمل في الحرام ثم تاب إلى الله - عز وجل - وبقي عنده مال من هذا العمل فهل يجوز أن يأخذ أبناؤه من هذا المال في شراء شقة سكنية أو الحج أو شراء الكتب أو تأجير مكتبة لنشر العمل السني الصحيح أو صرفها في أبواب الخير ومساعدة المساكين والمحتاجين؟

 

الجواب:

أرجو أن يبعث بهذا السؤال في الحلقة القادمة هل هذا المال الحرام ربا أو غيره وإن كان قد سبقت الإشارة إلى مثل هذا في سؤال سابق شراكة أن شخص يتاجر بالمخدرات فأرجو أن يوضح المال الحرام من أين هو.

 

السؤال:

وهذا السؤال الرابع عشر من ليبيا؛

يقول السائل: يحرص بعض الشباب بصورةٍ شبه يومية وخاصة يومَيْ الاثنين والخميس على تتبع المساجد المختلفة لأجل صلاة الجماعة فيها واتَّباع الجنائز منها إيمانًا واحتسابًا وكذلك عيادة المرضى والتصدق، وذلك رجاء الحصول على الثواب والأجر المنصوص عليه بالأحاديث الشريفة، إلَّا أن بعض الشباب قد أنكروا عليهم هذا العمل محتجين في ذلك بأنه لم يكن من عمل السلف الصالح ويرونه تكلفًّا؛ فهل هذا صحيح؟

 

الجواب:

هذا له حالتان ولكل حالة جوابها فتفطَّن أيها السائل والمستمع كذلك؛

  • الحالُ الأول: ليعلم كل من تلزمه الجماعة أن تتبع المساجد في حدِّ ذاته ليس له مزيد أجر فالصلاة في مساجد المسلمين واحدة ماعدا المسجد الحرام ومسجد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المدينة، والمسجد الأقصى، وهذه المساجد التي لا تُشَدّ الرحال إلَّا إليها ومسجد قباء فقد صَحَّ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء كان له كعدل عمرة، أمَّا بقية المساجد فالأجر فيها سبع وعشرون، أجر الجماعة سبع وعشرون.

  • الحالة الثانية: أن يعمد ما يعمد إليه من مسجد لما يعلمه من صلاة الجنازة فيه، أو عيادة مريض قريب منه، أو كثرة فقراء عند ذلك المسجد، فيصلي فيه ويتصدق على هؤلاء المساكين ويعود هؤلاء المرضى مثلًا، إذا كان المسجد يعلم أنه قريب وأن بجواره مرضى أو يتوصل به إلى عيادة مريض فلا بأس بذلك - إن شاء الله -، فإذًا الأجر هنا ليس على قصد ذلك المسجد للصلاة فيه تفضيلًا له على سائر المساجد هذا خطأ، بل الأجر حصل على المقصد الذي من أجله قصد ذلك المسجد، والقاعدة المقرَّرة عند أهل العلم وهي من القواعد الفقهية المشهورة، الوسائل لها أحكام المقاصد، فهو توصَّل بقصده ذلك المسجد للصلاة فيه أمورًا أخرى لا لذاته ولا من أجل الصلاة فيه، الصلاة فيه كغيره من مساجد المسلمين عدا المساجد الأربعة التي أسلفنا ذكرها. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا شيخنا، وهذا السؤال الخامس عشر من ليبيا؛

يقول السائل: ما حكم قول المُصَلِّي اسْتَوَيْنا على طاعة الله عند قول الإمام استووا؟

 

الجواب:

حتى هذه الساعة لا أعلم لهذا أصلًا فيما وقفت عليه من سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، بل الذي أعلمه أنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - لم يجيبوا الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلَّا بالفعل، فإذا أمرهم باستواء الصفوف سوّوا صفوفهم.

 

وبهذا القدر نكتفي.. نعتذر إليك أبا زياد وإلى أبنائنا وبناتنا المستمعين المسلمين والمسلمات ونقول لهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري