جديد الموقع

8881924

السؤال: 

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثامن؛

تقول السائلة - وهي من تونس -: ما حكم قَسَمَ الطبيب الذي يوجِبونَهُ علينا حين التخرج؟ وهل فيه خَلَلٌ عقدي؟ وما حكم علاج المسلم لأهل الكتاب عمومًا؟ وهل ينافي ذلك عقيدة الولاء والبراء؟ ثم ذَكَرَتْ صيغة القسم.

الجواب: 

أولًا: الإجابة على الأسئلة؛ الكتابي أو غيره من الكُفَّار إن كانوا أهل ذمة في البلد؛ فالذي يظهر لي أنَّه لا مانع من معالجتهم كغيرهم من الناس، ثُمَّ إن كان النظام يُسَوِّغُ للطبيب تقديم المسلم وَجَبَ عليه، وإن كان لا يُسَوِّغ له ويفرض عليه أنه لا يُفَرِّق يستعمل حسب النظام، والله المستعان.

الأمر الثاني: أنَّ أهل الكتاب منهم من هو كاشر يعني مُكَشِّر العداوة لأهل الإسلام، ويحاربهم بلسانه، وبقلمه فهذا لا يجوز علاجه أبدًا، وعلى وليِّ الأمر أن يردعه ولو أدَّى الأمر إلى قتله.

أمَّا إذا كان وادعًا ساكنًا فكما قدَّمت الظاهر أنه لا مانع من علاجه - إن شاء الله تعالى - مادام أنه لم يؤذي أهل الإسلام، وأنا أستأنس لِمَا ذَكَرْت في الحديث الصحيح في قصة أبي طالب لمَّا حضرته الوفاة عادَهُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحاوَلَ معه أن يشهد شهادة الإسلام، والقصة معلومة، وذِكْرُها يطيل المقام، فالمقصود أنَّ السَّاكن الوادع من أهل الكتاب لا يُنافي علاجه الولاء والبراء، لا ينافي، وإن كان كاشر العداوة وأُجْبِرَ الطبيب أو المُمَرض على علاجه؛ فليَكْره ذلك بقلبه.

الشيخ: بَقِي القَسم.
الطالب: بَقِيَ القسم، نذكر القسم شيخنا؟
الشيخ: اذكر نماذج منه.

تقول يا شيخ: صيغة القسم هكذا: (أقسم الله العظيم أن أُراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها في كلِّ الظروف والأحوال باذلًا وِسْعي في استنقاذها من الهلاك، والمرض، والألم، والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عورتهم، وأكتم سرَّهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد للصالح والخاطئ والصديق والعدو، وأن أُثابر على طلب العلم أُسَخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه، وأن أوقر من علَّمني وأعلِّم من يصغرني، وأن أكون أخًا لكل زميلًا في المهنة الطبية متعاونين على البِرِّ والتقوى، وأن تكون حياتي مِصْداق إيماني في سرِّي وعلانيتي نقية ممَّا يُشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين والله على ما أقول شهيد)
الشيخ: هذا فيه خَلْط ومَزْج وخَبْط، وعلى سبيل المثال قوله المؤاخاة بين كل زميل في المهنة، وهذا من قواعد الماسونية الخبيثة الملعونة، فما أظن أنَّ هذا القسم صاغَهُ مسلم - يعني مُتضلِّعًا بالإسلام - فإِذَا كنتِ مُجْبَرة عليه، فاكرهيهِ بقلبك.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري