جديد الموقع

8881979

الجواب: 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فهذا هو اللقاء الثلاثون من لقاءاتنا مع سماحة والدنا صاحب الفضيلة شيخنا عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله تعالى - ونفع بعلمه وأمتعنا بحياته.

 

نبدأ شيخنا بهذا السؤال الأول من ليبيا:

السؤال:

يقول السائل: عندي مبلغٌ من المال أريدُ استثماره مع أخٍ لي يعمل في استيراد قطع غيار السيارات وبيعها في مصر، ولكنه يقوم بتغير قيمة الفاتورة الأصلية إلى قيمة أقل عند تقديمها للضرائب والجمارك؛ فهل المتاجرة بالمال معه حلال أم حرام؟

 

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات، الحمد لله وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  •       ما تجبيهِ الدولة من الناس وهو المعروف بالضرائب؛ إذا كانت هذه الضرائب لصالح البلد كبناء مساجد، أو شَق طرق، أو إجراء مياه، وبيت المال، أو صندوق المال ضعيف والموارد شحيحة فلا مانع من هذه هذا حق لمصلحة عموم المواطنين، عموم الأهالي، وهذا الصنف من الضرائب لا يجوز التحيّل عليه، يجِبُ الصدق فيه.
  •       وأمَّا إن كانت هذه الضرائب تؤخذ لغير مصلحة البلد، مِن باب التلاعب وإرهاق المواطنين، هذه يجوز التحيّل فيها؛ لأنها أُخِذَت بغيرِ حق.

عرضنا عليك صِنْفَيْ الضرائب فيما نعلم، فانظر أنت ضرائب الدولة في قُطْرِكم، هل هي من الأول أو من الثاني، فإن كانت من الأول, فلا يجوز, لا تشاركه ولا تستثمر مالك معه، وإن كانت من الثاني فلا مانع – إن شاء الله تعالى – من التحيّل عليها بتقليل قيمة المستندات, مستندات الشراء.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا – وهذا السؤال الثاني من مصر؛

تقول السائلة: توجد رسائل مختلفة تنتشر عبر الشبكة عن حدوث رؤىً وأحلام تُفسَّر بقربِ وقوع علامات الساعة, أو بقرب خروج المهديّ؛ ما حكم تلك الرُّؤى، وهل من نصيحة لمن ينشرها بين الناس؟

 

الجواب:

الذي يظهر لي أنَّ هذه الرؤى من وساوس الشيطان, وتفسيرها من الدَّجل واللَّعب بعواطف الناس, فلا يجوز نشرها، ويجب عليكم إن كنتم تعرفون المفَسِّرين إبلاغ السُّلطات المختصة, حتى تعاقبهم وتؤدِّبهم بما يَكفُّ شرَّهم عن الناس.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا – وهذا السؤال الثالث من ليبيا؛

يقول السائل: أنا عليَّ ديون كثيرة تَصِلُ إلى خمسة وتسعين ألف دولار, ولا أستطيع تسديدها؛ فهل آخذ من مال الزكاة؟ مع العلم أنِّي بدأت مشروع صغير بمال زوجتي, وهو لا يتجاوز الثلاث آلاف دولار لكي أترزَّق منه وعندي سيارة نقل اشتريتها دَيْن من أمي, فهل أستحق الزكاة بهذا؟

 

الجواب:

وسَّع الله لنا ولك، وهيَّأ الله لك الرُّشد من أمرك,

أوصيك يا بنيّ بالاجتهاد في الدعاء, في المواطن الفاضلة, مثل بين الأذان والإقامة, في التشهد والسلام، وفي السجود, بأن يفرِّج الله كربتك وينفّسها عنك، وأذكّرك بقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لابن عمه عبد الله بن عبَّاس – رضي الله عنهما – في حديث طويل, قال: ((واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) فإذا وَعَيْتَ هذا، أقول لك: لا مانع أن تأخُذَ مما يَصِل إليك من إخوانك من مال الزكاة، فأنت غارم، بناء على ما وصفت من حالك، فأنت من الغارمين، ولكَ حق في الزكاة.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال الرابع من مصر؛

يقول السائل: دخلت المسجد فوجدت المصلِّين قد صَفُّوا ويفصل بينهم عمودٌ فأكملت الصَّف، فهل فعلي هذا صحيح - أي إكمال الصَّف - مع أنَّه يَفْصِله عمود؟

 

الجواب:

فهمت أنَّ العمود يتوسَّط الصَّف، هذا لا بأس به، بل حتى الصلاة بين السواري للضرورة لا بأس بذلك - إن شاء الله تعالى -، وبهذا فصلاتك صحيحة، ولا توسوس.

 

السؤال:

وهذا السؤال الخامس شيخنا، من كازاخستان؛

يقول السائل: أخٌ مُتزوِّج من أكثر من ثلاث سنوات، والطبيب شَخَّص حالة زوجته بأنها عقيم، وزوجته تطلب منه الطَّلاق بإلحاح بسبب العقم، مع العلم هو لا يُريد طلاقها؛ فماذا يفعل؟

 

الجواب:

مادام الطلب جاء منها، فأنا أرى أن يُجيبها إلى طلبها ويُخلي سبيلها، ويطلب امرأةً من ذاتِ الولادة، لعلَّ الله يرزقه بأولاد، لكن لا مانع أن يظهر لها محبَّتها، وأنه يُحبُّ أن تبقى معه، ويتزوَّج أخرى،  فإن أبت سرَّحها السَّراح الجميل، لأن هذا  الطلب جاء منها هيَ. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا وهذا السؤال السادس من الجزائر؛

يقول السائل: ما حكم قراءة الأطفال في مسجدٍ عندَ شيخٍ مبتدعٍ وفاسق؟

 

الجواب:

هذا يُخشى على أطفالكم منه، صاحب بدعة وفِسْقيات فلا تذهبوا بأطفالكم إليه، اطلبه عن رجل عاقل، صاحب عقل، وصاحب وَرَع، وصاحِب دين، يُقرِئُ أبناءَكُم القُرآن.

 

السؤال:

وهذه سائلة شيخنا من تونس، السؤال السابع؛

تقول: أنا عندي عيبٌ خَلْقِي وهو اعوجاجٌ في الظَّهر، وتقدَّم لي العديد وقد تمَّ الرفض من قِبَل أهلي بسبب هذا العيب؛ مع أنَّها ليست كبيرة، وقد تقَدَّم بي السِّن وأُريد العفاف ولا أدري ماذا أفعل، وتقدَّم لي شخصٌ سلفي ومُعدِّد، وقَبِلَ بالوضع؛ لكن أهلي يرفضون بسبب أنه مُعدِّد؛ فما نصيحتكم لهم ولي؟

 

الجواب:

بلِّغي - يا بنتي - أهلَكِ منِّي السَّلام، وألَّا يرفضوا الخُطَّاب، بل عليهم أن يزوِّجوك من يُرضَى دينه وخُلُقه، مادام الخاطب يعلمُ أنَّك كما وصفتِ من المرض وقَبِل فلا بأسَ عليكِ – إن شاء الله تعالى -.

وسواءً كان الخاطب مُعدِّدًا أو غير مُعدِّد، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)) وفي رواية: ((عَرِيضٌ)). نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثامن من الكويت؛

يقول السائل: أنا طالبٌ في الثانوية ويدرسِّوننا أشياءَ تخالف الدِّين، مثل حرية الاعتقاد والديمقراطية وأنَّ الأرض تدور حول الشمس، وإذا أنكرتُ لم يُلقَ لي بالًا؛ هل أستمر أم أخرج من المدرسة؟ علمًا بأني بآخر سنة في الثانوية.

 

الجواب:

هاهُنا حالان:

الأولى: إذا أمكنك أن تنتقل من هذه الثانوية التي تُدرِّس حَسْبَ ما ذكرتَ الكُفريات من حرية الاعتقاد والديمقراطية، إلى معهدٍ ديني شرعي تتلقَّى فيهِ العلم الشرعي واللغة العربية؛ فانتقل ولا تبقى.

الحالُ الثانية: أن لا يوجد في قُطركم معاهد شرعية تُدرِّسُ الدِّينَ خالصًا واللغة العربية، وما يحتاجه المرء مثل التاريخ والرياضيات؛ فهذا ادرسها من باب الضرورة ولكن أَنْكِرها بقلبك، يجبُ عليك أن تُنكرها بقلبك وتعتقد أنَّ هذا باطِلًا، فإذا تخرَّجت في الثانوية تنتقل إلى جامعة شرعية كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال التاسع من أبو ظبي؛

يقول السائل: هل يجوزُ لي استعمال طبقةٍ من فضة لتصفية مياه الشرب حتى تكون أنقى، وهذه الطبقة تعمل عمل الفلتر؟

 

الجواب:

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ اَلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ, وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي اَلدُّنْيَا, وَلَكُمْ فِي اَلآخِرَةِ)) لهم يعني الكفار، في الحديث الآخر((الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ, إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، فما الذي يحملك - بارك الله فيك - على استعمال هذه الطبقة لتصفية مياه الشرب؟! وهناك من الآلات الخاصَّة بِتَصْفية الشرب دون هذه الطبقة من الفضة. نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال العاشر من ليبيا؛

يسأل عن ما هي الأسباب التي تعين على الثبات على منهج الحق؟

 

الجواب:

نعم هذه أسباب كثيرة، وهي ميسورة على من طلبها، وليس فيها من الكُلْفَة ما يمنع من سلوكها وتحصيلها.

الأول: الاستكثار من الاستغفار والتوبة، فقد كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستكثر في اليوم مائة مرة، ولكلِّ مسلمٍ ومسلمة أسوةٌ حسنة،  يصنع هذا - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع أنه مغفورٌ له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر.

الثاني: المحافظة على الفرائض، والاستكثار من النوافل، فإنَّ هذا يَجْلِب للعبد محبة الله - عز وجل - وثمرة محبة الله إيَّاه أنَّ الله يحفظه في سمعه وبصره ويديه ورجليْه، فتكون كل حركاته لله - سبحانه وتعالى -.

الثالث: الاستكثار من ذكر الله من التسبيح والتهليل، والتكبير والتحميد، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

الرابع: الاستكثار من قراءة القرآن.

والخامس: الاستكثار من مصاحبة الصالحين ومجالستهم حيث وجِدوا؛ مثل زيارتهم في البيوت، ومجالستهم في المساجد، ومصاحبتهم في الأسفار، طبعًا الأسفار المباحة، الصالحون لا يسافرون إلَّا أسفارًا مباحة كحج وعمرة، وغير ذلك من الأسفار المفيدة.

الجِد في طلب العلم إذا تيسَّر لك، فاجتهد واحرص على طلب العلم الشرعي. نعم.

 

السؤال:

جزاك الله خيرًا شيخنا وهذا السؤال الحادي عشر من السعودية؛

تقول السائلة: أريد توجيهكم لي، قد ابتليت بذنبٍ في الخلوة، ومرارًا أعزم على التوبة، ثُمَّ أعود، يؤلمني كثيرًا اقترافي لها، وادعوا الله أن يرزقني توبةً صادقة.

 

الجواب:

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يأخذ بناصيتكِ إلى الخير وأن يهيِّئ لكِ الرشد من أمرك، استعيني بالله، واصدقي في التوبة، فإذا أخلصتِ لله - سبحانه وتعالى – التوبة، فإنَّ الله يمحو بها ما مضى من حالك، واهجري أسباب التي تجلب لك هذا الذنب، الأسباب التي تجلب لكِ هذا الذنب مثل الخلوة بالأجانب، وإكثار الحديث معهم الذي فيه الخضوع بالقول، وعليكِ الاتصال بأخواتكِ الصالحات في مدينتك، ثُمَّ لو غَلَبَكِ الشيطان، وعُدْتي إلى ذلك الذنب فلا تيأسي من رحمة الله، واعلمي أن الله - سبحانه وتعالى - يقبل توبتك كلما عدت إليه بالتوبة النصوح، مع هذا أنتِ سمعتِ جوابنا على السؤال السابق وما ذكرناه من مداومة النبي - صلَّى الله  عليه وسلَّم - على التوبة يتوب في اليوم مائة مرة.

وإن كنتِ غير متزوجة فاطلبي من أهلكِ أن يسارعوا في تزويجك من مرضي الدِّين والخُلق ولو عرضتِ نفسك على رجلٍ ثَبَتَ عندك أنه مرضي الدين والخلق بواسطة امرأة ثقة قريبة إليه فلا مانع، وإن لم يكن فمباشرة عن طريق الهاتف، فإِذَا قَبِل العرض أرشدته إلى أهلك.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا وهذا السؤال الثاني عشر من الأردن؛

وبدأ السؤال بقوله: إني أحبك في الله يا شيخ، ويقول: هل المقولة المُتعارف عليها "عورة المرأة أمام المرأة كعورة الرجل أمام الرجل" صحيحة؟ وإن كانت خاطئة؛ فما هي عورة المرأة أمام المرأة؟

 

الجواب:

أولًا: أقول لك: أحبَّك الذي أحببتنا له.

وثانيًا: هذا مشهور عند الفقهاء أنَّ عورة المرأة مع المرأة مثلُ عورة الرجل مع الرجل، وحسبما أَفْهم أنَّ هذا فيه نظر، وليس بسديد على إطلاقه، فالمرأة لا تخلع ثيابها حتى أمام النساء بل تبقى بثيابها المحتشمة التي تستر جميع جسمها، ماعدا الرأس والوجه والكفَّيْن والقدميْن، هذا أصْوَنُ لها، وأَسْلَمُ لدينها وعرْضِها.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال الثالث عشر من الجزائر؛

يقول: والدي تركَ البيت منذ خمس سنوات، ﻻ يتصل وﻻ يسأل، هل أكون عاقًّا له إن لم أبحث عنه؟

 

الجواب:

ابحث عنه بالطرق التي توصلكَ إليه - إن شاء الله -، فلديكم وسائل إعلام مثلًا كالصحف أو الإذاعة أو التَّلْفَزَة، لعلَّ الله - سبحانه وتعالى - يجمع بينكم وبينه.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الرابع عشر؛

تقول السائلة من الكويت: ما رأيكم في من يأخُذُ سندًا في حفظ القرآن أو الحديث؟ هل في هذا الفعل من ثمرةٍ تُرجى؟

 

الجواب:

السَّنَد دَرَجَ عليه سلفُ الأمة وخلفها، تلقِّي الحديث أو القراءة بالإسناد هذا مطلبٌ عزيز عند أهل العلم، وهو يُقوِّي الحافظة ويُقَوّي الرابطة بين أهل العلم، هذا من ثمرته، وبالإسناد يُحفظ الدِّين، كما قال عبد الله بن مبارك فيما أظن قال: "الإسناد من الدين ولوﻻ الإسناد لقالَ من شاءَ في الدين من شاء"، فلا تستغربي أن يأخُذَ طﻻب العلم عن أشياخٍ ماضين مؤلَّفاتهم، أو مؤلفات غيرهم بالإسناد، أو في الحديث أو في أي فن من الفنون، فالإسنادُ مطلبٌ عزيز ومطلبٌ شريف، فكثيرٌ من أهلِ العلم تلقَّوْا مُصنَّفات مشايخهم عنهم، وألقوْها إلى من بعدهم، فانظري على سبيل المثال أُصول السُّنة للإمام أحمد - رحمه الله - تلقَّاها من تلقَّاها بالإسناد عن عبدوس بن مالك العطار عن الإمام أحمد - رحم الله الجميع – وهكذا. نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الخامس عشر من فرنسا؛

تقول السائلة: قيمة النِّصاب بالذَّهب يختلف عن قيمته إذا حسبناها بالفضة بكثير، فما هو الذي نأخذه اليوم لمعرفة النصاب؟ هل هو الذهب أو الفضة أو لنا الاختيار بين الاثنين، سؤالي في زكاة النقديْن؟ وجزاكم الله خيرا.

 

الجواب:

أنا لا أعرف الآن نقدًا من الذهب ولا من الفضة، أعرف العُمَل، والأَحْوَط أنه إذا بَلَغَ عندكم بعملتكم ألف؛ فأَخْرِجي عنها خمسةً وعشرين، يعني بواقع اثنين ونصف فالمائة. نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال السادس عشر من المغرب،

تقول السائلة: أرضعت أمي ابنة عمي مرة واحدة حتى شبعت ونحن نعتبرها أختنا وأبناءها الذكور بلغوا الحلم إذا توقفت عن مخالطتهم حتى أعرف الحق؟ فأرشدوني إليه جزاكم الله خيرا.

 

الجواب:

هذه البنت ليست أختًا لكم إذا كانت الرضعة مرةً واحدة، بل الراجح أن الرضاع المحرم هو خمس رضعات معلومات، وليس مُشْبِعات، معلومات، والرضعة تقدر بأن يمسك الطفل الثدي ويطلقه باختياره، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خَمْسُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ))، والحديث عن عائشة - رضي الله عنها - في صحيح مسلم قالت:((كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ))،فالرَّضعات المعتبرة التي عليها الدَّليل هي خمس، هذا هو أرجح أقوال أهل العلم في ذلك. نعم.

 

السؤال:

جزاك الله شيخنا وهذا السؤال السابع عشر من الجزائر؛

يقول السائل: والدتي تذهب إلى مشعوذٍ وتعتقد أنه يضرُّ وينفع، وهو طاغوتٌ يُعبَد من دون الله، وأنا أعرفهُ جيِّدًا، يطلبون منه المدد والولد ولا يُنكر عليهم، وأنا أُناصحها منذُ سنين ودائمًا عندما أبيِّن لها هذا الضلال بالحُجَّة تدعو عليَّ بأدعيةٍ مُهلِكة؛ فهل دعاؤها مستجاب؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟ أفيدونا - بارك الله فيكم -.

 

الجواب:

إذا كنت صادقًا في ما تذكره من حالِ أمك فإنها كافرة، إذا كنتَ أبلغتها النصيحة على الوجه الصحيح وعرفت حال الرجل وأنه كافر مشعوذ فلا يحِلُّ لها أن تذهبَ إليه، قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا))، فيجبُ عليها التوبة النصوح من هذا العمل الكُفْري، فبلِّغها منِّي النصيحة هذه، واقرأ عليها القرآن التي تُحذّر من الشرك وأهله، فإن استجابت فهو المطلوب، وإلَّا فإنها كافرة،

تبلُّ رحِمها ببلالها، وترفع يدك عنها، إنما تصلها وصلًا كما قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾، وأمَّا دعاؤها فلا تخشَ منه، لأنك إذا كان الأمر كما ذكرت فلستَ بظالمٍ لها، بل هي الظالمة. نعم.

 

السؤال:

بارك الله فيكم شيخنا، هذا السؤال الثامن عشر من الجزائر؛

يقول السائل: لدينا إمامٌ بالمسجد يُدخل الجنازة في المسجد، فتُصلَّى صلاة الفريضة، وهي في المسجد بمقصورة الإمام بمقدمة المسجد، وبعد صلاة الفريضة تُصلَّى عليها صلاة الجنازة؛ فما حكم ذلك – بارك الله فيكم -؟ وكيف هي حال صلاة الفريضة إذ ذاك؟

 

الجواب:

لا يظهر في ذلك بأس – إن شاء الله تعالى -، لكن لو أمكن أن تُنحَّى الجنازة عن قبلة الإمام، إلى جهة اليمين أو الشمال فهذا أَوْلى، وإذا لم يمكن فلا بأس بذلك - إن شاء الله تعالى-.

هذه ليست صلاة على قبر، صلاة على ميت، يعني صلاة خلف ميت، وليست هي صلاة إلى قبر، فصلاتكم صحيحة - إن شاء الله -، لكن الأَوْلى تَنْحِية الجنازة إلى جهة اليمين أو جهة الشمال، بلِّغوا إمامكم منِّي هذا السلام، وأخبروه بهذه الفتوى، فيستجيب - إن شاء الله تعالى -، وإن لم يمكن، يَعْسر ذلك، فلا مانع - إن شاء الله تعالى -.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال التاسع عشر من تونس؛

يقول السائل: ما هو قانون المرابحةِ في الإسلام، وهل يجوز التعامل به مع البنوك، كأن اختار منزلًا فيشتريه البنك، ثم يبيعه لي بسعرٍ أغلى من الذي اشتريت به؟

الجواب:

إذا أردت أن تشتري من البنك منزلًا، أو سيارة أو غير ذلك، فيجب عليه أوَّلًا أن يتملَّك هذه السلعة، فإذا تَمَلَّك هذه السلعة وحازها بما تحاز به السيارة بالأوراق الخاصة بها، والمفاتيح، والدَّار بالصك الشرعي، فهُنا يُخَيُّرك فيقول لك: هي بسعر النَّقد كذا، قيمتها كذا، وبالتقسيط قيمتها كذا، ويتركُ لكَ الخيار، فإن شِئْت اشتريت، وإن شئت تركت، هذا هو الواجب على البنك.
أمَّا أن يشتريها بناءً على إعازك أنت، ثُمَّ يبيعها لك؛ فهذا ليسَ بصحيح، وإن قال به من قال به من أهل العلم، الواجب أن يتمَلَّكها أولًا كما أسلفنا، ثُمَّ يبيعها بالثَّمن الذي يتَّفقان عليه، نقدًا أو مقَسَّطًا، أو يبيعها على غيرك إذا رفضت. نعم.

 

السؤال:

جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال العشرون،

تقول السائلة من سوريا: ما حكم من علمت بوفاة زوجها بعد ثلاثة أشهر، ومتى تجب عدَّتُها؟

 

الجواب:

عظَّم الله أجرها، وأحْسَنَ عزاءَها، وفرَّج عن سوريا البلد المسلم وأهلَكَ ملعونها بشَّار بن حافظ الأسد، ودمَّر ويحطَّ كيده هو ومن عاونه من إيران وروسيا والصين وجَمَعَ شمل أهل الإسلام، في سوريا.

أقول: بَقِي لها من عدّتها شهر وعشرة أيام، فبداية العدَّة ليس من الخبر، ليس من بلوغها الخبر، بل من حدوث الوفاة فبناءً على ما ذكرتِ في هذا السؤال، وأنَّها لم تعلم إلا بعدَ ثلاثة اشهر، نقول: مضى لها من العدَّة ثلاثة أشهر وبَقِي عليها شهرٌ وعشرة أيام، هذه عدَّة المتوفَّى عنها، كما أمر الله – سبحانه وتعالى – في كتابه، وأخبرنا العدة أربعة أشهر وعشرة أيام، فإن كانت حاملًا فإنَّ عدَّتها تنتهي بوضع الحمل، والله أعلم.

 

السؤال:

شيخنا وهذا السؤال الحادي والعشرون من الجزائر؛

يقول السائل: لي أخواتٌ بالغات متبرِّجات ويرفضن ارتداء اللِّباس الشَّرعي وأبواهما لا يُباليان بذلك، ويرفضان أن أتحدَّث مع أخواتي عن الأمر فماذا أفعل؟ وماذا تنصحني؟

 

الجواب:

نسأل الله أن يمُنَّ على أبويكن بالعزيمة في الأمر، والشِّدة في الحق والقوة فيه حتى يُرَبِّيا الذكور والإناث منكم على الإسلام والسُّنة.

وثانيًا: إذا خلوتِ بأخواتك ناصحيهن، فإن قَبِلْنَ فهو المطلوب، وإن أبَيْنَ برِأَت ذمَّتك، هذا وُسعك ولا يكلِّفُ الله نفسًا إلا وسعها، ولا تيأسي، كلمَّا سمحت لك الفرصة انصحيهن.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثاني والعشرون من ليبيا؛

يقول السائل: لدينا مريضة تعرَّضت لإجهاضٍ متكرِّر، نصحها الطبيب المُعالج بإيقاف الحمل حتى يعود الرحم لوضعه ليصلح معه الحمل، زوجها يرفض أخذ أي مانع للحمل حتى بعد إخباره بوضعها الصِّحي؛ هل يجوز لها أخذ مانع دون علمه؟ وجزاكم الله خيرا.

 

الجواب:

هذه مريضة ولها أن تتعالج، والطبيب نصحها فهي تأخذ إِذًا بنصيحة الطبيب فلا مانع أن تُخافيَه لأنَّ هذا حقٌّ شرعيٌّ لها، هذا دليل على أنَّ ذهنه متبلّد ولا يفهم، فكيف يرغم زوجته على أن تترك العلاج، والطبيب قد نصحها بإيقاف الحمل حتى يصلُحَ وضع رحمها وتُصبِح قادرة على الحمل.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث والعشرون من الجزائر؛

يقول: شخصٌ يعمل في مزرعة عنب في بلدٍ أوربي وهذا العنب بعضه يُباعُ عنبًا، والبعض الآخر يُعصَرُ خمرًا؛ فما حكم العمل في هذه المزرعة؟

 

الجواب:

إذا كان هو يتولَّى عَصْر العنب خمْرًا فهذا من الكسب الحرام، أمَّا عن كان يعمل في المزرعة ويجني العنب ويسلِّمه صاحبه فليس مسئولًا عن ذلك، لكن لا يسوِّقه، لا يبيعه، لا يدل عليه، يتركه حتى يهيِّئ الله له المَخْرج.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا شيخنا، وهذا السؤال الرابع والعشرون من تونس؛

تقول السائلة: في حيِّنا مسجد فيه قبر مبني لكن لا توجد به جُثّة أحد، هل تجوز الصلاة فيه؟ علمًا أن هذا القبر في غرفة منعزلة لكنها في جهةٍ القبلة.

 

الجواب:

أولًا: يا بنتي كيف قبر ليس فيه جثة؟! هذا غير متصوَّر، إلَّا إذا أخبركم ثقة رأى الحفر ولم توضع فيه جثة كان هذا بعيد جدًّا.
ثانيًا: هل هذا القبر في داخل المسجد أو لا؟ فإن كان في داخل المسجد فلا تصلُّوا فيه، وإن كان خارجه وبينه وبين المسجد جِدار فلا بَأْسَ في الصلاة فيه، إلَّا إذا علمتم عِلْمَ يقين أنَّ هذا المسجد مَبْنِيٌّ على ذلك القبر بوصية من صاحبه فإنما أوصى هذه الوصية ليعبد من دون الله فلا تُصَلُّوا فيه. نعم.

 

السؤال:

جزاكم الله خيرا شيخنا، وهذا السؤال الخامس والعشرون؛

يقول: عندي أخي من الجزائر يقول: أنا لا أُكَفِّر شَخْصًا مُعَيَّن فَعَل الكفر الصَّريح إلَّا بعد  إقامة الحجة عليه، وذلك بتوفّر الشروط وانتفاء الموانع لعلَّه يكون جاهلًا، أو لم تبلغه الحجة، أو عنده تأويل؛ ما رأي فضيلتكم في هذا الكلام؟

 

الجواب:

إن كان المعني بقوله هذا مسلمًا وَقَعَ في مُكفِّر؛ فقوله صحيح، فإنَّ المُعَيَّن لا يُكفَّر حتى تجتمع فيه الشروط وتنتفي الموانع، يعني أولًا يركب مكفِّرًا قولًا أو فعلا بدلالة الشرع، كسَبِّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -، سبِّ دين الإسلام، سبِّ الله وهو أعظم، سبِّ الصحابة عموما بما يقتضي تكفيرهم أو أنَّ عامَّتهم فُسَّاق، هذه كلها مكفِّرات.

والثاني: أن تجتمع فيه الشروط وتنتفي الموانع، لكن هاهنا سؤال؛ هل هو يعني من جانبه هو أو من جانب أهل العلم؟ فإنَّ من رَكِبَ مُكفِّرًا واجتمعت فيه الشروط وانتفت في حقه الموانع بقول أهل العلم عارفين بحاله وأنَّهم أقاموا عليه الحُجَّة، فهو يجب عليه أن يسلك مسلك أهل العلم قبله، ولا يقول حتى أنا أُقيم عليه الحُجَّة، فهذا لم يقل به أحد، وعلى هذا لا يُكَفَّر أحد، لأن كل أحد يقول أنا لم أقم الحُجَّة على فلان ثُمَّ يقيمها، ثُمَّ يأتي آخر فيقول لا، أنا لا أُكَفّره لأني لم أُقم الحجة عليه! هذا خطأ،

فإذا قامت الحُجَّة على رجل بأنه مبتدع أو فاسق أو كافر قامت عليه الحجة بذلك من قِبَل من يُحسن نصيحته ويبيِّن له، هو ثقة عندنا، نعرف أنه يُحْسِن البيان بالدَّليل، وأبى ذلك إلَّا بدعته، أو إلَّا فسقه، أو إلَّا كفره حكمنا عليه بما تقتضيه مخالفته من فسقٍ، أو بدعة، أو كفر، ولا كرامة عليه.

أمَّا من نَشَأَ كافرًا، يهوديًّا، أو نصرانيًّا أو غيرهما؛ فهذا لا تُقام عليه الحجة هذا كافر، لكن لا مانع أن يُدعى إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فاليهود والنَّصارى كُفَّار بدلالة الكتاب والسنة وإجماع الأئمة.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السادس والعشرون من فرنسا؛

يقول: ما حال الشعراوي؟ وهل يجوز لي أن أقتني تفسيره؟

 

الجواب:

الشعراوي متفلسف مخلِّط، أشعري و.. صوفي، فمثله لا يُفرح بتفسيره، عليكَ بتفسير ابن كثير، وتفسير البَغَوي ثُمَّ إن كنت من ذوي العلم الشرعي المتضَلِّعين المتمَّكنين كذلك عليك بتفسير ابن جرير، تفسير ابن السعدي تفسير جميل جدًّا، كتاب وعظ وتربية في الحقيقة، تفسير القرطبي نافعٌ في الفقه .

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السابع والعشرون من بلجيكا؛

يقول السائل: رجلٌ طلَّق زوجته، فَطَلَبَ أبو البنت من الرجل أن يطلقها ويتلَّفظ بكلمة الطلاق ثلاث مرَّاتٍ أمامه، وقامت البنت بإرجاع الصداق للرجل، والآن يريد الرجل أن يعود إليها؛ علمًا بأن أبو البنت يرفض رجوع ابنته، فما حكم الشرع في ذلك؟

 

الجواب:

ما دام أنه طلقها ثلاثًا فلا تحلُّ له، لكن نحن نسأل هل هذا الطلاق قبل الدخول أو بعده؟ فإن كان قبل الدخول المعروف لدى عوام الناس فهي تدين منه طلقة واحدة، والبقية له، وله الرجوع إليها إن رَضِيَت بنكاحٍ جديد.
وأمَّا إن كان هذا الطلاق الذي كرَّره ثلاث مرات بعد الدخول بعد المسيس؛ فلا تحلُّ له إلَّا بعد زوج آخر يتزوَّجها برغبة ثُمَّ يطلِّقها برغبةٍ منه أو يتوفَّى عنها، ولابُدَّ أن يمسَّها الزوج الثاني كما مَسَّها الأول، تَمَتَّع منها كما يتمَتَّع بزوجته، لابُدَّ من الجماع، نُصرِّح حتى يفهم من لم يفهم، لابد من الجِماع، الجماع المعروف.

 

السؤال:

جزاكم الله خير شيخنا وهذا السؤال الثامن والعشرون من السعودية؛

يقول السائل: والدي توفي، والحمد لله أدعو له في صلاتي، ولكن أريد أن أرسل إليه ما يرد وهو في قبره ويزيد من حسناته عند الله؛ ماذا أفعل له؟

 

الجواب:

يرسل؟! هل بينكم بريد يا ولدي؟! كيف تُرسل إليه؟ لو قلت أنفعه؛ يعني هل تُرسل تنبش القبر وتضع له شيئًا؟! هذا خُرافة وبدعة، فلعلَّك تُريد أن تقول أنفعه، انفعه بالدُّعاء وبالصدقة، وإن لم يحج فحُج عنه، واعتمر عنه، وبصلة من كان يصِلَهُم، هذا هو الذي ينفع والدك.

 

جزاكم الله خير شيخنا هذا آخر سؤال حفظكم الله.

بارك الله فيكم.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري