هذا يقول: كيف تكون عمرة النبي التي حلَّ عنها رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلَّم – وهو لم يطف ولم يسعى؟
هذا تحلَّلَ منها لأنَّه صُدَّ عنها، وبَلَغَتْ؛ إذا صُدِدْت عن البيت ومُنعت من دخوله فقد وقع أجرك على الله؛ ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾؛ فالنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم - حُصِر عن البيت؛ ماذا يعمل؟ تحلَّلَ، قد جعل اللهُ لنا المخرج، يتحلَّل وقد وقع أجره على الله، ووقعت هذه العمرة تامَّةً بإذن الله، لأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يُقصِّر فيها وتركها، لا؛ صُدَّ عنها، وقد شَرَعَ الله لَهُ التَّحَلُّلَ بالهدي، ﴿هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾، فهذه العمرة وقعت تامَّة كما قالَ أهلُ العلم، لأن النبي - صَلَّى الله عليه وسلرَّم - قد ذَبَحَ هَدْيَهُ، وحَلَقَ رأسَهُ - صلَّى الله عليه وسَلَّم -.