بارك الله فيكم شيخنا، وهذا السؤال السادس؛
سائلة من مدينة جدة تقول: لدينا مجموعة نسوة في جدة ويَنْشِرن بين النساء – وذكرت شيخنا عدة أقوال لعلَّنا نختار منها بعضها ثُمَّ البعض الآخر نطرحها في لقاء آخر بارك الله فيكم – من هذه الأقوال – حفظكم الله – أنكم تبيحون التلفاز مُطلقًا، وأنكم تجيزون الانتخابات، وكشف الوجه، والاختلاط.
بادئ ذي بدء؛ كلُّ من تلوَّث بالبدعة يُصيبُهُ ما يصيبُهُ من الحقد على أهل السُّنة بِقدْرِ تلوِّثه، ومن صور هذا الحقد: الكذب، وقلب الحقائق لبسًا للحقِّ بالباطل، وتحريفًا للكلام عن مواضعه؛ فهذه كلُّها كذِبٌ علينا؛
· فأولًا: التلفاز؛ أنا أقول: من عُوفِيَ من اقتنائه واستطاع إلى ذلك، فحبَّذا وحبَّذا وحبذَّا بل أَلْف وحبَّذا؛ فليحمد الله على هذه العافية.
وثانيًا: من اُبتليَ به فلابُدَّ له من اقتنائه لأسباب:
~ أولًا: كلُّ المجتمع الذين حوله عندهم أجهزة التلفاز.
~ ثانيًا: إذا لم يأتِ به في بيته تفلَّت أولاده بالمقاهي، والشوارع، وتسَكَّعوا في بيوت الناس، وقد ينالهم ما ينالهم من الإهانة والأذى، فهذه بليَّة، فعليْهِ في هذه الحال حُسن التوجيه، وتنبيه أهله وأولاده إلى ما يُعرض من مفاسد ويحذِّرهم منها ويَشُد عليهم، ويوجهِّهم إلى استخدامه فيما هو نافع من المحاضرات والأحاديث الصحيحة عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – والبرامج الدينية الأُخرى، فهذا قيْدٌ أنا أُقيِّد به فتوايْ في التلفاز، ومن أكْثَرَ مجالستي يعرِفُ هذا عنِّي.
· الفقرة الثانية: الانتخابات؛
أولًا: أنا لي سَلَف، فلم أكُن بدعًا من القائلين في الانتخابات والمتكلِّمين فيها، مع أنَّ عبد العزيز بن يحيى البُرَعي اليمني هو يعلَمُ أنَّ لي سَلَف؛ ردَّ علَيْ، فأقامَ الدُّنيا ولم يُقْعِدها، والحجوري ينشر ما ينشر من البدع وقول الكذِب في حقِّ الصحابة ولم يُحرِّك ساكِنًا هو وأخاه! وفتوايَ معروفة مُقيَّدة وليست مُطلقة، فمن ادَّعى أنِّي أُبيحُ الانتخابات إباحةً مُطلقة فقد كَذَبَ وافترى، والدليلُ على ذلك ما هو منشور موجود في هذا الموقع – موقع ميراث الأنبياء – مُقيَّدة ولله الحمد بقيود.
* فأولًا: أنا لي سلَف ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، والشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - وآخرون.
* وثانيًا: قيَّدت؛ ولا شك أني عالة على من سبقني من أهل العلم في هذا الباب وغيره.
· الثالث: كشف الوجه؛ وهذه كذبةٌ ثالثة وافتراء ثالث، أنا لم أقل بكشف الوجه، أنا مع الجمهور في هذا، لأنه يجِبُ على المرأةِ سَتْرُها وَجْهَها عن نظَرِ الأجانب إليها، فلا تكشفه إلَّا عند زوجها ومحارمها؛ وهذا أمر معروف، وأقولُ بقول من قال: الحُرَّةُ كلُّها عوْرة إلَّا وجهها وكفَّيْها في الصلاة، وأُقيِّد إذا أمِنَت نظر الأجانب إليها، يعني في المسجد الحرام وهو زِحام كثير في أيام الحج، رجال ونساء، فمن كشفت وجهها في المسجد الحرام لأجلِ الصلاة ستُعَرِّض نفسها لنظر الأجانب إليها، فلم أقُل إباحة مُطلقة أبدًا، ومن جالسني يعْرِفُ هذا عنِّي.
· الرابع: الاختلاط كذلك؛ هذه الفرية الرابعة، فأنا الذي أُكرِّره في الأسئلة التابعة للدروس وغيرها؛ تحريم الاختلاط مع إجماع من يُعتَدُّ بقوله في هذا العصر ومنهم: لجنة الإفتاء الموَقَّرة عندنا؛ برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وعضوَيْة آخرين؛ منهم: الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -، فلم أُخالفهم.
وإنَّما أقول:
أولًا: يجِبُ على الجهات المسئولة في التعليم أن تَفْصِل الجنسيْن، فتجعل مدارس للطالبات منفصلة عن مدارس الطلاب،
إذا لم يُمكِن؛ يُجْعَل دوامات، الدوام الصباحي للطالبات، والمسائي للطلاب، وإذا لم يمكن ذلك ولابُد من جَمْع الجنسَيْن في فصْلٍ واحد فيجِبُ على الجهة المسئولة أن تجعل لكلِّ جنسٍ بوابة خاصَّة به، يدخل منها ويخرج منها؛ مع الفَصل في الساحة، فيكون للرِّجال ساحة خاصة في الفُسَح والاستراحات؛ يجلسون فيها معزولين عن النساء، والطالبة يجب أن تكون بِحِشْمَتِها إذا دخلت الفصل، فلا يُسمح للسافرة والمتبرِّجة ولا المتزيِّنة، ثم يُجْعَلْنَ المتأخِّرات، ويُجعل بين الجنسين فاصل بحيث تَتَمكَّن الطالبة من رؤية اللوحة التي تُسمى السبورة، وما يكتبه المُدَرِّسُ عليها ولا يتمكَّن الطُلاب من النظر إليهن.
وهاهُنا سؤال دائمًا يُعرض، وهو: هل يجوز التدريس في المدارس المختلطة؟
نقول: لا يجوز للنساء أبدًا، لا يجوز للمُعَلِّمة أن تعمل في المدارس المُختلطة، وإن عمِلَت فراتبها من الكسب الحرام الذي لا يقبل الله منه صدقة،
وإذا قالَ قائل: من يُدَرِّس إِذًا، نقول: يُعلِّم الرجال الذين يظهر منهم الصلاح والتُّقى حتى يُعلِّموا أبناءَ المسلمين وبناتِهم التَّدَيُّن المبني على الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -.
هذا خُلاصة ما نُفتي بهِ في هذه الأمور، وقد جَمَعْتُ ما كان متفرِّقًا، وقد يكون زِدْتُ زيادة يقتضيها المقام. نعم.